تحضر اجتماعًا بين المعلمين وأولياء الأمور، ويخبرك المعلم عن مدى اجتهاد طفلك في القراءة والمشاركة في المجموعة والإجابة على الأسئلة. تتساءل بصمت في نفسك، طفلي يذهب مباشرة إلى غرفته، ولا يجيب على الأسئلة باستمرار. أو ربما يكون الأمر على العكس من ذلك؛ يقوم طفلك بأداء جيد جدًا في المنزل، لكنه لا يؤدي بشكل جيد في المدرسة.
هل يبدو هذا مألوفا؟
هذا ما تم شرحه في تحليل السلوك التطبيقي، في مصطلح "التباين السلوكي" behavioral contrast!
يشير إلى تغيير في قوة استجابة واحدة يحدث عندما يتغير معدل المكافأة لاستجابة ثانية، أو الاستجابة الأولى في ظل ظروف مختلفة.
يحدث "التباين السلوكي"عندما يتغير سلوك الطفل إذا كان هناك اختلاف في المكان (على سبيل المثال، المنزل مقابل المدرسة)، أو الأشخاص (على سبيل المثال، الآباء مقابل المعلمين)، أو كليهما! بشكل عام، يرجع ذلك إلى اختلاف القواعد والعواقب، مما يعني أن سلوك الطفل قد تتم مكافأته أو معاقبته أو تجاهله اعتمادًا على مكان وجوده أو مع من يكون.
على سبيل المثال، إذا طلب طفل كعكة في المنزل، وقيل له "لا"، فقد يقبلها ويمضي قدمًا. ومع ذلك، إذا كان في المتجر، وقيل له "لا"، فقد لا يقبل ذلك وينخرط في نوبة الغضب. ربما يرتبط السبب المحتمل وراء ذلك بعدد المرات التي يقال فيها للطفل "لا" في المنزل مقابل المتجر، بالإضافة إلى قدرة الوالدين على تجاهل سلوك نوبة الغضب في المنزل مقابل المتجر.
إذن، ماذا نفعل حيال هذا؟ يعد الاتساق والممارسة عبر بيئات و/أو أشخاص مختلفين مكونات أساسية في تقليل التباين السلوكي. إذا كانت الاستجابة (كيفية استجابتك) للطفل هي نفسها دائمًا عبر البيئات والأشخاص، فيمكن أن يقلل ذلك من التباين قليلاً. بالإضافة إلى ذلك، من المهم برمجة الاستجابة إذ يمكن للأشخاص الموجودين في حياة الطفل تنفيذها، سواء كانوا في المنزل أو المدرسة أو أي مكان في المجتمع.
في بعض الأحيان، تحدث أشياء،ولا يتم اتباع البرنامج/الخطة. لهذا السبب من المهم التواصل والتعاون مع الأشخاص الذين يعملون أو يعيشون مع الطفل. يعد ذلك ضروريًا للحفاظ على الاتساق قدر الإمكان وإعطاء الطفل الفرصة لتعلم المهارات في بيئات/أشخاص مختلفين.
يعد ذلك أحد الآثار الجانبية الشائعة لإجراءات التعزيز والعقاب والإطفاء. يصف هذا آثار تغيير الجدول الذي يزيد أو يقلل من معدل الاستجابة في جدول واحد من التعزيز ويؤدي إلى تغيير معاكس في الاستجابة في جدول آخر من التعزيز حيث لم يتم وضع أي تدخل. فكر في المراهقين الذين يعاقبون بشدة على الشتائم في المنزل ولكنهم لا يتلقون أي عقوبة عندما يكونون بالخارج مع أقرانهم. قد تقل شتمهم بشكل كبير في ظل حالة العقوبة ولكن يحدث العكس (يزداد) حول أصدقائهم حيث توجد منظومة سلوكية مختلفة.
يرتبط التباين السلوكي بجداول متعددة من التعزيز والتي تحدث عادةً بين بيئات منفصلة.يحدث التباين السلوكي في جدول متعدد من التعزيز أو العقاب ويصف ما يحدث عندما يؤدي التغيير في جدول جزء واحد من التعزيز أو العقاب إلى تغيير السلوك في اتجاه معاكس في المكون الآخر من الجدول. أحد الأمثلة من تحليل السلوك التطبيقي هو طفل يأكل البسكويت بنفس المعدل نظرًا لوجود جدته أو غيابها. في يوم من الأيام، تعاقب الجدة الطفل على أكل البسكويت عندما تكون موجودة. يؤدي هذا إلى تقليل أكل البسكويت عندما تكون الجدة في المطبخ، ولكن يزيد من أكل البسكويت في الحالة البديلة لغياب الجدة (كوبر وآخرون، 2007، ص 337).
تعليم السلوكيات البديلة.
معاقبة جميع حالات حدوث السلوك المستهدف في (جميع البيئات أو الظروف المحفزة...) بالقضاء على أو تقليل الوصول إلى التعزيز للسلوك المشكل على سبيل المثال:يتحدث الطالب خارج دوره بشكل متكرر في كل من فصول الرياضيات والقراءة. ينفذ المعلم استراتيجية التعزيز لتقليل هذا السلوك أثناء درس الرياضيات، ويبدأ الطالب في التحدث خارج دوره بشكل أقل في ذلك الفصل. ومع ذلك، يبدأ الطالب بعد ذلك في التحدث خارج دوره بشكل متكرر في فصل القراءة، حيث لم يتم تطبيق أي تدخل.
هذا هو التباين السلوكي - انخفاض في السلوك في سياق واحد يؤدي إلى زيادة في سياق آخر.
المصادر:
لاتوجد تعليقات