هناك العديد من الأوقات التي قد يرغب فيها أحد الوالدين في تعزيز سلوك طفله، مثلًا عندما يتفوق في الاختبار، أو يكون لطيفًا مع إخوته، أو يتعلم مهارة جديدة. ومع ذلك، هناك أوقات أخرى لا يرغب فيها الآباء في تعزيز سلوك طفلهم، لكنهم يفعلون ذلك على أي حال - أحيانًا عن غير قصد.
على سبيل المثال، هل سبق لك أن ذهبت إلى محل البقالة مع طفلك، وقلت "لا" عندما طلب منك شراء قطعة حلوى له، ثم يبدأ في نوبة غضب؟ ماذا فعلت؟
إذا شعرت بالحرج من كل الأشخاص الذين يحدقون فيه واستسلمت في النهاية واشتريت قطعة الحلوى له، هنا وقعت في فخ سلوكي Behavioral trap.
لقد كان فخًا سلوكيًا لأنك لم تعزز سلوك طفلك الغاضب بشراء الحلوى له فحسب، بل عززت أيضًا سلوكك باختيارك الاستسلام لأنك "عززت" رغبتك على الاستمرار في التسوق دون مواجهة نظرات انتقادية من المتسوقين الآخرين.
بالتالي يتعزز السلوك عندما يتم إعطاء شيء ما أو أخذه، ويؤدي هذا الفعل إلى تكرار السلوك بشكل أكبر في المستقبل.
تم وصف مصطلح فخ السلوك لأول مرة بواسطة باير وولف (1970). وقد عرّفا فخاخ السلوك بأنها تقنية تستخدم منظومة سلوكية طبيعية للتعزيز؛ لتعزيز التغيرات السلوكية وتعميمها والحفاظ عليها.
تُعرَّف مصائد السلوك Behavioral Traps بأنها منظومات مترابطة قوية من التعزيز يمكن أن تنتج تغييرات سلوكية كبيرة وطويلة الأمد (كوبر وآخرون، 2007).
إذ يشيرمصطلح فخ السلوك في التحليل السلوكي التطبيقي إلى موقف يعلق فيه الفرد في نمط سلوكي بسبب منظومات التعزيز التي تؤدي عن غير قصد إلى استدامة السلوك غير المرغوب فيه.
السلوكيات التي تحدث بشكل طبيعي في المواقف اليومية تؤدي إلى عواقب منطقية مترابطة، ضمن البيئة الطبيعية. لا يتم التخطيط لها من قبل أي شخص. مثل المعززات الطبيعية، من كل من الجوانب الاجتماعية وغير الاجتماعية للبيئة. على سبيل المثال، إذا صاح طفل صغير "ماما!" عندما يستيقظ من قيلولته، ودخلت الأم إلى غرفة الطفل، فقد حدثت منظومة سلوكية طبيعية حيث يكون دخول الأم إلى الغرفة لرعاية الطفل مشروطًا بسلوك تواصل معين من قبل الطفل.
كيف يتشكل فخ السلوك؟
هناك استجابات بسيطة نسبيًا تؤدي للدخول في الفخ أو المصيدة، ولكن بمجرد الدخول فيه، لا يمكن مقاومة الفخ في إحداث تغيير عام في السلوك. يظل فخ السلوك فعالاً لفترة طويلة.
تخيل طفلاً ينخرط في نوبات غضب لجذب الانتباه. عندما تنجح نوبة الغضب، يحصل الطفل على الاهتمام المطلوب (حتى لو كان اهتمامًا سلبيًا). يعمل هذا التعزيز الإيجابي على تقوية السلوك، مما يجعل نوبة الغضب أكثر احتمالية للحدوث في المستقبل.
تستمر هذه الدورة، مما يوقع الفرد في نمط من السلوك غير المرغوب فيه.
أمثة أخرى:
-السلوك المؤذي للذات: قد ينخرط الأفراد المصابون باضطراب طيف التوحد في سلوك مؤذٍ للذات (على سبيل المثال، ضرب الرأس) للهروب من مثيرات صعبة أو غير مرغوب بها.
-العدوانية من أجل الوصول إلى الأشياء:مثل: الطفل الذي يضرب من أجل الوصول إلى لعبة.
إن مفتاح كسر فخ/مصيدة السلوك هو كسر دائرة التعزيز. ويمكن القيام بذلك من خلال مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات، مثل:
التعزيز التفاضلي: تعزيز السلوكيات البديلة الأكثر رغبة. على سبيل المثال، بدلاً من الاهتمام بنوبات الغضب، قم بتعزيز الطفل على طلب ما يريد بهدوء.
الإطفاء: حجب/وقف التعزيز الذي يحافظ على السلوك. على سبيل المثال، تجاهل نوبة الغضب بدلاً من إعطائها الاهتمام (الانتباه).
التقييم الوظيفي: تحديد وظيفة السلوك (على سبيل المثال، الانتباه، الهروب، المثير الحسي) وتنفيذ التدخلات لمعالجة الحاجة الأساسية.
البحث عن الدعم، مثل:
- المساعدة المهنية: يمكن لمحلل سلوك مؤهل إجراء تقييم وظيفي، وتطوير خطة تدخل، وتقديم التوجيه للآباء والمعلمين.
- تدريب الوالدين: يمكن للآباء تعلم استراتيجيات لمعالجة مصائد السلوك وتعزيز السلوكيات المرغوبة في المنزل.
قد يكون من الصعب جدًا تجنب الوقوع في فخ سلوكي في بعض المواقف. فهناك أوقات يصبح فيها الأمان عاملاً، أو قد يتطلب السياق الاجتماعي لموقف معين منك "الاستسلام" والقيام بشيء لا تفضل القيام به. من هذه الخطوات :
لكن النهج الأفضل على المدى الطويل هو عدم الاستسلام على الإطلاق والثبات مهما كانت الظروف إذا كان السلوك غير مرغوب فيه، فهناك فرصة أن يعمل الطفل لفترة أطول وبجهد أكبر للحصول على ما يريد. إن الاستسلام على الفور يعني أن لديه فرصة أفضل للنجاح إذا اخترت أن تضغط بقوة في وقت آخر.
إذًا فخ السلوك/المصيدة السلوكية هي عندما نعلق في نمط متكرر، بناءً على ما يحدث في بيئتنا الطبيعية. ويُطلق عليه "فخ" ؛لأننا نعلق في نمط معين ولا نرى أو نشعر بأننا نستطيع الخروج منه.
كمحلل سلوك أو معالج سلوك نفكر عادةً في فخاخ السلوك للسلوكيات التي تعيق الأشخاص عن عيش أفضل حياتهم.
1. حدد هدفك (الصيدة) . راقب الطالب وحدد مجالات العجز لديه؟ ما السلوكيات ذات الصلة والوظيفية ذات الأهمية الاجتماعية التي يحتاج إلى الدعم فيها؟
مثال: لا تتواصل ليلى مع أقرانها أثناء فترة الاستراحة وغالبًا ما تُرى وهي تمشي في محيط ساحة المدرسة.
2-استخدم طُعمًا قويًا (معزز). ما الذي يحبه المتعلم؟ اسأل ذوي العلاقة، أو اسأل المتعلم نفسه، أو قم بإجراء تقييم المثيرات المفضلة كمعززات، أو ببساطة راقبها لتحديد "طُعمك". هذه المعززات التي لا تقاوم سوف "تجذبهم" إلى الفخ.
من خلال الملاحظة المباشرة، يحدد محلل السلوك أوالأخصائي أنها تحب الملصقات والفراشات والموسيقى.
3. نصب الفخ. ضع المعززات المفضلة في طريق الطالب، قم بتضمين الأنشطة المفضلة في النشاط/المهارة المستهدفة،واستعن بمساعدة أقران الطلاب في بيئة الطالب لتقديم المثيرات (المعززات) المفضلة؛ من أجل الحصول على الاستجابات التي تتطلب جهدًا منخفضًا والموجودة بالفعل في حصيلة الطالب وضرورية للدخول إلى الفخ.
يزود المعلم الأقران بملصقات الفراشات ويربط الفراشات المصنوعة من اللباد بمظلة لعب كبيرة تستخدم أثناء نشاط الاستراحة الجماعية. تُبدي ليلي اهتمامًا بالمظلة، ويعطيها الأقران ملصقات للمشاركة في النشاط. لا يُطلب من ليلي سوى الإمساك بمقبض المظلة لتلقي الملصقات.
4. حافظ على فخك. بمجرد دخول الفخ، تعمل منظومات التعزيز المترابطة على تحفيز المتعلم على اكتساب وتوسيع والحفاظ على المهارات الأكاديمية و/أو الاجتماعية المستهدفة.
تقدم معلمة ليلي تعزيزًا إيجابيًا بوساطة اجتماعية على شكل مدح. ترسل صور ليلى وهي تلعب بالمظلة إلى عائلتها باستخدام، وتحث عائلتها على النظر إلى الصور مع ليلي وتقديم المديح في المنزل. تشتري والدتها مظلة مماثلة وتشجعها على اللعب مع أشقائها.
5. قيم صيدك. قم بتقييم التقدم المحرز من خلال المهارة (المهارات) المستهدفة بشكل متكرر وقم بإجراء تعديلات أو تعيين فخ آخر إذا تم تحقيق الأهداف
بعد عدة أيام من العطلة ، تفقد ليلى الاهتمام بالمظلة وتبدأ في التجول ، تلاحظ معلمتها هذا وتدمج أغاني الأطفال المفضلة في نشاط المجموعة ، وتغير المعززات للمشاركة في ختم فراشة يمكن للمعلمة ختمها على يدها. تشارك ليلى الآن في اللعب الجماعي لفترات أطول أثناء الاستراحة.
مع الفهم السليم والتدخلات الفعالة، والتخطيط المسبق لتحديد توقعات طفلك، يمكن التحرر من دورة المصيدة السلوكية غير المرغوب بها وتحقيق تغيير من أجل سلوك إيجابي.
المصادر:
لاتوجد تعليقات