تلعب التقييمات Assessments المستخدمة في تحليل السلوك التطبيقي دورًا حاسمًا من خلال توفير رؤى قيمة حول وظيفة السلوكيات وسياقها ومحدداتها.

وفي برامج تحليل السلوك التطبيقي ( ABA)، تعتبر التقييمات ضرورية لأنها بمثابة الأساس لتخطيط العلاج الفعال وتتبع التقدم المستمر. 

وإليك سبب أهميتها:

1- تحديد أهداف العلاج

 تُستخدم التقييمات كنقطة انطلاق في برامج تحليل السلوك التطبيقي لأنها توفر تقييمًا كاملاً لنقاط القوة بتحديد القدرات التي أتقنها المتعلم بالفعل ونقاط الضعف التي تحتاج إلى مزيد من التطوير ومجالات احتياجه الضرورية . تسمح هذه المعلومات لممارسي تحليل السلوك التطبيقي (ABA) بوضع أهداف علاجية مناسبة وذات مغزى ومصممة خصيصًا لتلبية احتياجات المتعلم الفردية وقدراته ومرحلة نموه. وبدون التقييمات سيكون من الصعب تحديد أهداف واضحة وتحديد أولويات مجالات التدخل.

2- التخطيط للتدخل الفردي

 تهدف برامج ABA إلى توفير الإرشاد والتوجيه لاختيار التدخلات الفردية والقائمة على الأدلة.و تساعد التقييمات في اختيار أفضل الاستراتيجيات والأساليب والعلاجات لمعالجة المشكلات الخاصة بكل متعلم من خلال تحديد المستوى الحالي لأدائه. ضمن هذا النهج الفردي تصمم البرامج وفقًا لقدرات المتعلم مما يعزز التعلم واكتساب المهارات بشكل أكثر فعالية.

3- متابعة ورصد التقدم واتخاذ القرارات المبنية على البيانات

لا تقتصر التقييمات على أنها تقييمات أولية فقط ولكنها عملية مستمرة في برامج تحليل السلوك التطبيقي. كما أنها بمثابة وسيلة لتتبع تقدم المتعلم بشكل منهجي مع مرور الوقت. يمكن لممارسي ABA إجراء تقييم موضوعي لفعالية التدخلات وتغيير خطط العلاج من خلال تقييم وقياس المهارات والأهداف والسلوكيات المستهدفة بشكل متكرر.

يتيح هذا النهج المبني على البيانات اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة ويضمن تعديل العلاجات أو تعزيزها استجابة لتقدم المتعلم واحتياجاته المتغيرة. كما يساعد رصد التقدم من خلال التقييمات أيضًا على تحديد أي عوائق أو تحديات محتملة قد تنشأ أثناء العلاج، مما يتيح إجراء التعديلات والتحسينات على استراتيجيات التدخل في الوقت المناسب.

4- المساءلة والتقييم

 تلعب التقييمات في برامج ABA دورًا حاسمًا في إظهار المساءلة أمام مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الآباء ومقدمي الرعاية ووكالات التمويل والهيئات التنظيمية. إذ توفر بيانات التقييم الموضوعي دليلاً ملموسًا على تقدم المتعلم، مما يعرض فعالية برنامج ABA، ويسمح لأصحاب المصلحة بتقييم تأثير التدخلات، وفهم نقاط قوة المتعلم والمجالات التي تحتاج إلى تحسين، واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن استمرار أو تعديل العلاج.

أنواع التقييمات المستخدمة في برامج ABA

يتم استخدام أنواع مختلفة من التقييمات، فيما يلي الأنواع الأكثر شيوعًا لتقييم المهارات المستخدمة في برامج ABA:

• تقييم السلوك اللغوي : يعمل  تقييم السلوك اللغوي (اللفظي) على تقييم مجالات مختلفة، مثل: الطلب، التسمية، والتداخلات اللفظية (المحادثة)، واستجابة المستمع، وغيرها من السلوكيات اللغوية.
• تقييم المهارات الاجتماعية: تقيس تقييمات المهارات الاجتماعية مجموعة من المهارات الاجتماعية، بما في ذلك بدء المحادثات والحفاظ عليها، وفهم الإشارات غير اللفظية، والمشاركة وتبادل الأدوار، ووجهات النظر، وبناء العلاقات.
• تقييم المهارات الحياتية الوظيفية: تقيم تقييمات المهارات الحياتية الوظيفية المهارات المتعلقة بالعناية الشخصية (مثل: النظافة الشخصية وارتداء الملابس والنظافة العامة)، والمهام المنزلية (مثل: إعداد الوجبات، والتنظيف)، والمشاركة المجتمعية (على سبيل المثال، استخدام وسائل النقل العام، والتسوق)، والمهارات المهنية (مثل: المهام المتعلقة بالوظيفة، والسلوك في مكان العمل).
• تقييم المهارات المعرفية والأكاديمية: تقيس تقييمات المهارات المعرفية والأكاديمية مجالات مختلفة، بما في ذلك الإدراك والذاكرة وحل المشكلات والتفكير والرياضيات والقراءة والمهارات الأكاديمية الأخرى.
• تقييم السلوك التكيفي: تقيم تقييمات السلوك التكيفي المهارات المتعلقة بالتواصل والرعاية الذاتية والتنشئة الاجتماعية والحياة المنزلية والمشاركة المجتمعية والترفيه/ والاستجمام.

العوامل التي يجب مراعاتها عند اختيار تقييم المهارات Assessment

عند تحديد نوع التقييم الذي سيتم استخدامه، يجب على محلل السلوك (QBA / BCBA) أو المشرف السلوكي (QASP-s) أن يأخذ في الاعتبار عدة عوامل لضمان اتباع نهج تقييم شامل وفردي. فيما يلي بعض الاعتبارات لاختيار نوع التقييم المناسب:

• الملف فردي للعميل: يجب أن يدرك معالجي السلوك بشكل كامل نقاط القوة والتحديات والملف التطوري لدى المتعلم، والمجالات التي قد يحتاج فيها الفرد إلى الدعم أو التدخل. على سبيل المثال، إذا كان الفرد يعاني من صعوبة في التواصل، فقد يكون تقييم السلوك اللغوي ذا أهمية خاصة.
• أهداف العلاج: توضيح أهداف العلاج مع العائلة ومن لهم علاقة مع الطفل وتحديد المجالات ذات الأولوية من  أجل التركيز عليها، وتحديد المهارات الأكثر أهمية للتقدم العام للمتعلم واستقلاليته الوظيفية، كما يجب أن يتماشى التقييم المختار مع هذه الأهداف لقياس التقدم بشكل فعال وتوجيه التخطيط لللتدخل. 
• الأهمية الوظيفية: يجب مراعاة الأهمية الوظيفية للتقييمات في الحياة اليومية للمتعلم، ومع المشكلات السلوكية الصعبة المستهدفة والسلوكيات البديلة لها، والنتائج طويلة المدى عند اختيار التقييمات. والأخذ بعين الاعتبار القدرات المطلوبة للمتعلم للمشاركة في الأنشطة الهادفة والتفاعل مع الآخرين والتنقل في بيئته بمفرده.
• أدوات التقييم والصدق: تقييم مدى صدق وثبات أدوات التقييم المتاحة لكل مجال (السلوك اللغوي، المهارات الاجتماعية، المهارات الحياتية الوظيفية، السلوك المعرفي والأكاديمي، والسلوك التكيفي)، واختيار تقييمات ذات خصائص سيكومترية معتمدة لضمان قياس دقيق ومتسق للمهارات.
• التعاون والمشاركة: المشاركة في مناقشات تعاونية مع أصحاب المصلحة المعنيين، مثل: أولياء الأمور ومقدمي الرعاية وغيرهم من المهنيين الذين يعملون مع المتعلم، وجمع مداخلاتهم ورؤيتهم فيما يتعلق باحتياجات المتعلم وأولوياته. إذ يضمن هذا النهج التعاوني عملية تقييم شاملة ويزيد من احتمالية اختيار نوع التقييم الأكثر ملاءمة.
• التقييم المستمر: إدراك أن أنواع التقييم المختلفة قد تكون ضرورية في مراحل مختلفة من التدخل. في البداية، يمكن استخدام تقييمات أوسع لتحديد النقص في المهارات والمجالات المراد التركيز عليها . مع تقدم التدخل، يمكن استخدام تقييمات أكثر استهدافًا لقياس اكتساب مهارات محددة وتتبع التقدم في المجالات المستهدفة.
• النهج متعدد الأبعاد: قد يكون استخدام مجموعة متنوعة من أنواع التقييم مفيدًا في العديد من الظروف، وبما أن العديد من المجالات (مثل: التواصل والمهارات الاجتماعية والسلوك التكيفي) مترابطة، فإن تقييمها جميعًا في وقت واحد يعطي صورة أكثر اكتمالاً لقدرات المتعلم ومتطلباته، كما  يتيح دمج أنواع التقييم المتعددة اتباع نهج علاجي أكثر شمولاً وفردية.
• متطلبات الممول: يحتاج العديد من الممولين إلى تقييمات محددة أو يقبلون فقط عددًا محدد من أنواع التقييم المختلفة. إذا كنت تعمل في مدرسة، على سبيل المثال: فقد تكون المدرسة مهتمة فقط بإجراء التقييمات الأكاديمية، أما إذا كان تمويل الخدمات من خلال التأمين، فيمكنهم  قبول التقييمات غير الأكاديمية.
• التطبيق العملي ومدى جدواها: ضع في اعتبارك عوامل مثل: إدارة الوقت والموارد المطلوبة ومستوى التدريب اللازم لإدارة التقييم وتفسيره. ويجب أيضًا أن يؤخذ في الاعتبار عوامل مثل توفر المواد والمكان وتعاون المتعلم الذي يتم تقييمه. من المهم اختيار التقييمات التي يمكن التحكم فيها ضمن الموارد المتاحة وتتوافق مع برنامج ABA.
• الاعتبارات الثقافية والسياقية: يجب أن تأخذ التقييمات في الاعتبار الاختلافات اللغوية والثقافية لضمان الحصول على نتائج دقيقة وذات مغزى. تعمل التقييمات التي تراعي الخلفية الثقافية والسياقية للمتعلم على تعزيز الشمولية وتقليل التحيزات التي قد تؤثر على نتائج التقييم. وتشمل الاعتبارات الثقافية تكييف مواد التقييم والتعليمات والمعايير لاستيعاب الخلفيات الثقافية واللغات والخبرات المختلفة.

بعض التقييمات الأكثر شيوعًا والمستخدمة في برامج ABA وأغراضها

1- مقياس فينلاند للسلوك التكيفي-3 (Vineland-3 ): هو أداة تقييم شاملة تقيس السلوكيات التكيفية لدى المتعلمين من الولادة وحتى البلوغ.

يهدف لتقييم السلوكيات التكيفية للمتعلم، وهي المهارات اليومية اللازمة للأداء الشخصي والاجتماعي. ويقيس السلوكيات التكيفية عبر أربعة مجالات رئيسية:

• التواصل Communication: يقيّم هذا المجال المهارات اللغوية التعبيرية والاستقبالية لدى المتعلم، بما في ذلك قدرات التواصل اللفظي وغير اللفظي.
• مهارات الحياة اليومية Daily Living Skills: يقوم هذا المجال بتقييم مهارات الرعاية الذاتية لدى المتعلمين، مثل: الأكل وارتداء الملابس والنظافة الشخصية وإدارة الممتلكات الشخصية.
• التواصل الاجتماعي/ التنشئة الاجتماعية Socialization: يقيّم هذا المجال المهارات الاجتماعية للمتعلم، بما في ذلك قدرته على التفاعل مع الآخرين، وتطوير العلاقات والحفاظ عليها، والانخراط في السلوكيات الاجتماعية المناسبة.
• المهارات الحركية Motor Skills: يقوم هذا المجال بتقييم المهارات الحركية الدقيقة والكبيرة/ الكبرى للمتعلم، مثل: التناسق الحركي.

2-  إيبلز (تقييم مهارات اللغة والتعلم الأساسية - النسخة المنقحة)- Skills Assessment of Basic Language and Learning Revised (ABLLS-R):هي أداة تقييم تستخدم  لتقييم اللغة وقدرات التعلم للأطفال المصابين بالتوحد أو الأطفال الذين يعانون من إعاقات تطورية أخرى، مناسبة للأعمار من 0-12 سنوات.
يتكون من 25 مجالًا من المهارات، تغطي جوانب مختلفة من اللغة والتواصل والتفاعل الاجتماعي والإدراك البصري ومهارات المساعدة الذاتية، والمهارات الأكاديمية. وتشمل هذه المجالات التقليد الصوتي، والطلب، والتسمية، ومهارات المحادثة، والقراءة، والكتابة، وغيرها الكثير في كل مجال من مجالات المهارات، يوفر ABLLS-R مجموعة من عناصر التقييم التي تصف سلوكيات أو مهام محددة يجب ملاحظتها وتقييمها. تعمل هذه العناصر كدليل للفاحص لتقييم أداء المتعلم بشكل منهجي وتحديد مستوى كفاءته.

3- تقييم مهارات الحياة الوظيفية - (Assessment of Functional Living Skills (AFLS: اختبار AFLS هو اختبار قائم على المهارات يحدد المهارات الوظيفية صمم لتقييم وقياس مجموعة واسعة من المهارات الوظيفية عبر مختلف المجالات، مناسب من عمر 2- حتى البلوغ.

وهو يشمل ستة بروتوكولات تقييم مختلفة، تُعرف باسم أدلة AFLS، والتي تغطي مجالات مختلفة من مهارات الحياة الوظيفية. وتشمل الأدلة المهارات الحياتية الأساسية (الرعاية الشخصية)، والمهارات المنزلية، ومهارات المشاركة المجتمعية، والمهارات المدرسية، والمهارات المهنية، ومهارات الحياة المستقلة.

تشمل بعض الأمثلة على المهارات التي تم تقييمها عبر الأدلة المختلفة إجراءات الرعاية الشخصية، وإعداد الوجبات، والتنظيف والتنظيم، والمهارات المالية، واستخدام وسائل النقل، واتباع الجداول الزمنية، والمهام المهنية، ومهارات السلامة.. فهو يساعد على تحديد الدعم والتدخلات اللازمة للأفراد للعيش بشكل مستقل قدر الإمكان.

4- برنامج تقييم وتحديد معالم السلوك اللفظي-  Verbal Behavior Milestones Assessment and Placement Program ( VB-MAPP): هي أداة تقييم تم تطويرها خصيصًا للأطفال المصابين بالتوحد أو التأخر اللغوي من عمر0-48 شهرا، وهو يقيم معالم السلوك اللغوي المختلفة عبر مجالات متعددة، بما في ذلك التواصل (الطلب، التسمية، التقليد اللفظي،التقليد الحركي، المداخلات اللفظية، استجابة المستمع، وما إلى ذلك)، الإدراك البصري، مهارات اللعب، المهارات الاجتماعية، مهارات المجموعة ، والجانب  والأكاديمي.

كما يتضمن VB-MAPP تقييمات العوائق والمهارات الانتقالية بالإضافة إلى تقييم مهارات التقليد اللفظي المبكر Early Echoic Skills Assessment.

5- تعزيز ظهور المعرفة المتقدمة - (Promoting the Emergence of Advanced Knowledge(PEAK:

هو نظام شامل  ويتألف البرنامج من جزء  للتقييم وجزء للمناهج الدراسية، من عمر 1,5 - المراهقة.

يقوم بتقييم واستهداف مجموعة واسعة من المهارات والمجالات التي تتطلب  التدخل عبر مختلف المجالات التطورية، بما في ذلك مهارات اللغة والإدراك والمهارات الاجتماعية والوظائف التنفيذية. ويركز على تعزيز تنمية المهارات المتقدمة لدى الأفراد المصابين بالتوحد أو الإعاقات التطورية الأخرى. ويوفر عنصر المناهج الدراسية إطارًا منظمًا للتدريس وتعزيز ظهور المعارف المتقدمة لدى الأفراد ذوي الاحتياجات التعليمية المتنوعة.

كما يتضمن PEAK نظرية الإطار العلائقي (RFT) من خلال ربط المثيرات وتشكيل شبكات علائقية. ويستخدم PEAK مبادئ RFT لاستهداف اللغة والإدراك والمهارات المتقدمة الأخرى، مما يعزز ظهور حصيلة علائقية معقدة.

6- نموذج دنفر للتدخل المبكر (Early Start Denver Model (ESDM: هو نهج تدخل قائم على الأدلة مصمم خصيصًا للأطفال الصغار المصابين بالتوحد. فهو يجمع بين مبادئ ABA والاستراتيجيات التطورية والقائمة على العلاقات، مناسب للأعمار 12-48 شهرا.

 يركز على الاستفادة من اهتمامات الطفل الطبيعية ودوافعه لتعزيز التعلم والتطور. ويؤكد على بناء علاقة إيجابية وتفاعلية بين الطفل والمعالج أو مقدم الرعاية، باستخدام الأنشطة القائمة على اللعب واتباع خطوات الطفل، يخلق نموذج ESDM بيئة تعليمية جذابة وممتعة للغاية.

7- تقييم المهارات الاجتماعية - TRIAD Social Skills Assessment: يتضمن تقييم المهارات الاجتماعية TRIAD عادةً مزيجًا من الملاحظة المباشرة والأنشطة المنظمة والمقابلات ومقاييس التقييم التي يُكملها الآباء ومقدمي الرعاية والمعلمون، مناسب للأعمار من 6-12 سنة.

 كما يقيم المفاهيم الاجتماعية ومهارات التفاعل والقدرات ذات العلاقات، والذي يركز على ثلاثة مجالات رئيسية للأداء الاجتماعي:

• إدراك المفاهيم الاجتماعية: يقيّم هذا المجال فهم المتعلم ومعرفته بالمفاهيم الاجتماعية، مثل: العواطف، والإشارات غير اللفظية، والأخذ بوجهات النظر، والقواعد الاجتماعية، فهو يقيم فهمهم للمواقف الاجتماعية وقدرتهم على تفسير المعلومات الاجتماعية بدقة.
• مهارات التفاعل الاجتماعي: يقيس هذا المجال قدرات التفاعل الاجتماعي لدى المتعلم، بما في ذلك بدء المحادثات والحفاظ عليها، والاستجابة بشكل مناسب للآخرين، والمشاركة وتبادل الأدوار، وإظهار السلوكيات الاجتماعية المناسبة، ويقيم قدرتهم على الانخراط في المواقف الاجتماعية المتبادلة وتكييف سلوكهم مع السياقات الاجتماعية المختلفة.
• مهارات العلاقات الاجتماعية: يفحص هذا المجال مهارات المتعلم المتعلقة بتكوين العلاقات والحفاظ عليها. ويقيم قدرتهم على تكوين صداقات، وإظهار التعاطف والرحمة، وحل النزاعات، والمشاركة في اللعب التعاوني أو الأنشطة الجماعية، ويركز على تطوير علاقات إجتماعية هادفة ومرضية.

8- أساسيات الحياة -(Essential for Living (EFL: هو تقييم شامل ومنهج يركز على المهارات الوظيفية للأفراد الذين يعانون من إعاقات تطورية (نمائية) متوسطة إلى شديدة، بما في ذلك أولئك الذين لديهم قدرات تواصل محدودة،مناسب من مرحلة الطفولة المبكرة - مرحلة البلوغ.

يقوم بتقييم واستهداف المهارات الأساسية اللازمة للحياة اليومية والتواصل والتفاعل الاجتماعي والأنشطة الأكاديمية، والرعاية الذاتية، والمهارات المنزلية والمجتمعية، والترفيه، والمهارات المهنية.

برامج التقييم تعد فعالة لتقييم المهارات، ولكن لا ينبغي أن تصبح مناهج دراسية.

اختيار تقييم المهارات لبرامج ABA

يعتمد التقييم الصحيح للمتعلم على مجموعة متنوعة من العوامل المختلفة بما في ذلك: عمر المتعلم ومستوى النمو والاحتياجات المحددة.

ومن هنا، فكر في المهارات الأكثر أهمية للمتعلم والخدمات المقدمة!!

• التواصل
• المهارات الحياتية
• مهارات أكاديمية
• مهارات اجتماعية

فكر في المهارات الأكثر تأثيرًا على المتعلم!!

• العمل باستقلالية في البيئة التي سيتم فيها تقديم الخدمات.
• السلوكيات الصعبة التي تهدف إلى الحد منها.
• القدرة على تطوير مهارات أكثر تقدمًا.

الأسئلة المتداولة حول اختيار تقييمات المهارات؟؟

- سؤال: ما هي العوامل التي يجب عليك مراعاتها عند اختيار تقييم المهارات؟

الإجابة: عند اختيار تقييم المهارات، ضع في اعتبارك مدى ثبات التقييم والصدق وسهولة إدارته وملاءمته الثقافية ومواءمته مع احتياجات الفرد وأهدافه المحددة.

- سؤال: هل هناك تقييمات محددة للمهارات موصى بها لفئات محددة، مثل المتعلمين المصابين بالتوحد؟

الإجابة: نعم، تم تصميم بعض تقييمات المهارات خصيصًا للمتعلمين المصابين بالتوحد، مثل برنامج تقييم وتحديد معالم السلوك اللفظي/ اللغوي (VB-MAPP) وتقييم اللغة الأساسية ومهارات التعلم (ABLLS-R). على الرغم من أن هذه التقييمات تم تصميمها مع أخذ المتعلمين المصابين بالتوحد في الاعتبار، إلا أنها قد تكون مناسبة أيضًا للاستخدام مع المتعلمين الذين يعانون من تأخرات أخرى في التطور (النمو) أو التواصل والإعاقات التطورية الأخرى.

- سؤال: كيف أعرف ما إذا كان تقييم المهارات قائمًا على الأدلة؟

الإجابة: إبحث عن تقييمات المهارات التي تم التحقق من صحتها من خلال دراسات بحثية رصينة نشرت أدلة تدعم دلالات الصدق والثبات.

- سؤال: هل يمكنني استخدام تقييمات المهارات المتعددة في وقت واحد؟

الإجابة: نعم، من الشائع استخدام تقييمات المهارات المتعددة لجمع ملف شامل عن مهارات الفرد. ومع التأكد من أن التقييمات المستخدمة متوافقة ومكملة لبعضها البعض.

- سؤال: كم مرة يجب إجراء تقييمات المهارات؟

الإجابة: يعتمد تكرار تقييمات المهارات على الاحتياجات والأهداف الفردية. عادة، يتم إجراء التقييمات بشكل دوري لتتبع التقدم واتخاذ قرارات مبنية على البيانات حول تخطيط التدخل. في كثير من الأحيان يتم إعادة تقييم المهارات كل 6 أشهر.

- سؤال: هل يمكنني تعديل تقييم المهارات لتناسب احتياجات محددة؟

الإجابة: تعديل تقييم المهارات قد يؤثر على الثبات والصدق. إذا كانت التعديلات ضرورية لتلبية الاحتياجات الخاصة للمتعلم، فمن المهم توثيقها وتبريرها مع توخي الحذر بشأن التأثير المحتمل على سلامة التقييم.

- سؤال: كيف أضمن الملاءمة الثقافية واللغوية في تقييمات المهارات؟

الإجابة: ابحث عن تقييمات المهارات التي تم تكييفها ثقافيًا أو ترجمتها إلى لغات مختلفة، وخذ في الاعتبار الخلفية الثقافية واللغوية للفرد عند اختيار أداة التقييم.

 الاعتبارات الأخلاقية المهمة عند اختيار تقييمات المهارات

- خطوات لمساعدتك على ضمان ممارستك بطريقة أخلاقية:

1- الموافقة المسبقة

• التأكد من حصول المتعلمين و/أو الأوصياء القانونيين عليهم على المعلومات والفهم الكافي قبل الموافقة على المشاركة في التقييمات.
• تقديم تفسيرات واضحة وشاملة، والحصول على موافقة كتابية، والإجابة على أي أسئلة أو مخاوف.

2- مراعاة الخلفية الثقافية

• مراعاة واحترام الخلفيات الثقافية والقيم والمعتقدات المتنوعة للمتعلمين عند إجراء التقييمات.
• قم بتكييف المواد إذا لزم الأمر مراعاةً للخلفية الثقافية، وقم بإشراك المتخصصين ذوي المعرفة الثقافية عند الحاجة.

3- الصدق والثبات

• التأكد من أن التقييمات تتمتع بدلالات الصدق والثبات و وتقيس بدقة المهارات أو السلوكيات المستهدفة.
• استخدم أدوات تقييم ومقاييس قائمة على الأدلة، وتأكد من إجراءات الإدارة وتسجيل الدرجات المناسبة، والتحقق من صحة التقييمات مع الفئات المستهدفة

4- التحيز والنزاهة (العدالة)

• تجنب التحيزات وضمان العدالة في التقييمات، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
• حدد التقييمات التي تم التحقق من صدقها عبر فئات مختلفة ، ورصد التحيزات المحتملة، ومعالجة أي تباينات في الوصول أو النتائج.

5- وجهات نظر متعددة

• الأخذ بوجهات نظر العديد من أصحاب المصلحة، مثل: أولياء الأمور ومقدمي الرعاية والمعلمين والأفراد أنفسهم؛ لجمع فهم شامل عن مهارات المتعلم.
• تعاون فريق دعم المتعلم، والبحث عن وجهات النظر من مصادر متعددة وذات موثوقية، ودمج وجهات نظر مختلفة في عملية التقييم.

6- التقييم الفردي

• تخصيص التقييمات لمراعاة نقاط القوة والتحديات والخلفية الثقافية للمتعلم.
• تصميم التقييمات وفقًا للاحتياجات الفردية، وتوفير التسهيلات إذا لزم الأمر، والنظر في طرق التقييم البديلة إذا  اقتضى الأمر.

7- الكفاءة المهنية

• التأكد من أن التقييمات متاحة للمتعلمين من ذوي القدرات المتنوعة، بما في ذلك أولئك الذين لديهم تحديات/ مشكلات تواصلية أو حسية. 
• تعديل التقييمات لتلبية الاحتياجات المختلفة، وتوفير الدعم اللازم، واستخدام طرق التواصل البديلة، وضمان إمكانية الوصول من خلال بيئة مهيأة لهم.

8- الشفافية في التقارير

• تقديم تقارير واضحة ودقيقة عن نتائج التقييم، بما في ذلك نقاط القوة والقيود والتوصيات، لتوجيه تخطيط التدخل.
• توثيق نتائج التقييم بوضوح، واستخدام لغة موضوعية، وتقديم توصيات عملية، وتوفير فرص لأي توضيح أو تغذية راجعة.

9- الوصول العادل إلى التقييمات

• التأكد من حصول المتعلمين على فرص متساوية للمشاركة في التقييمات، بغض النظر عن موقعهم أو مواردهم أو حالتهم الاجتماعية والاقتصادية.

• توفير إمكانية الوصول إلى التقييمات بغض النظر عن القيود المالية، وتقديم تقييمات في مختلف السياقات، والسعي للحصول على التمويل أو الدعم للأفراد ذوي الموارد المحدودة.

10- المراجعة والتحديث المنتظم

• إجراء مراجعات منتظمة لأدوات وممارسات التقييم للتأكد من توافقها مع المبادئ التوجيهية الأخلاقية الحالية وأفضل الممارسات.
• كن على اطلاع بالأبحاث والمبادئ التوجيهية الحالية، وقم بمراجعة وتحديث إجراءات التقييم بشكل دوري، والتكيف مع المعايير الأخلاقية والمعايير المهنية المتطورة.

وأخيرًا، يجب أن يستند القرار بشأن نوع التقييم الذي يجب استخدامه إلى فهم شامل للمتعلم وأهدافه العلاجية وأدوات التقييم المتاحة، وأن يعتمد محللي ومشرفي السلوك على خبراتهم وحكمهم الإكلينيكي وتعاونهم مع المهنيين الآخرين لتحديد نوع التقييم الأنسب للظروف الفردية لكل متعلم.