تمت صناعة المحتوى تحت اشراف محلل السلوك المعتمد دوليًا (BCBA) – محمود الشياب
هناك مفاهيم خاطئة عند تعليم الأطفال كفكرة اقتصار التعليم على الطاولة أو ضمن مجموعة على أنها التدريس في البيئة الطبيعية لكن ليس هذا الحال دائمًا، إذا أين يحدث ويطبق؟ يمكن أن يحدث في بيئات الطفل المختلفة التي يواجهها في حياته اليومية، أو بيئة يفضلها أو ضمن روتينه اليومي، في البيت أو المدرسة أو البقالة أو أثناء اللعب، أثناء الجلسات العلاجية.. والخ.
يعد التدريب في البيئة الطبيعية (Natural Environment Teaching-NET) والتي تعرف أيضًا بالتعليم الطبيعي (Naturalistic Teaching) طريقة تعليمية تعتمد على مبادئ وأساليب تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، من خلال اختلاق المواقف لاستحضار الاستجابة، واستهداف المهارات الأساسية والتطبيق المباشر لها؛ لضمان مرونة تعميمها في المستقبل.
حيث تم تصميم هذا النهج بشكل متكيف ومتفاعل مع احتياجات الطفل لمساعدته على تطوير مهاراته في مجالات التواصل والتفاعل الاجتماعي، ويقوم التعليم في البيئة الطبيعية من خلال تعزيز الاستجابة بشكل طبيعي ومناسب للتفاعل، حيث ينبعث من خلالها سلوكيات أكثر قبولًا، لأن الطفل غير مقيد بنمط تعليمي معين ونسق محدد.
يتم تطبيق هذا الإجراء من قبل المعالجين، أو الوالدين ومقدمي الرعاية، وذلك بتحديد الأشياء التي تعمل كمعززات في حياة الطفل، والتركيز على الدافعية (MO)، على سبيل المثال: يريد المعالج تعليم الألوان للطفل، ويلاحظ مدى انجذابه ورغبته في اللعب بالسيارات، بحيث يسمح للطفل اللعب بسيارات الألعاب ذات الألوان المختلفة لخلق فرص لتعلم الألوان.
وأيضًا دخول الطفل المتكرر للمطبخ، يمكن للأم تعليمه اتباع التعليمات والأوامر كجلب بعض الأشياء من الثلاجة، ومهارة الطلب عند تناول وجبة الطعام بتقديم الطبق بدون ملعقة من أجل تحفير الدافعية على طلبها، تسمية أدوات الطهي (صحن، كاسة، شوكة، ملعقة)، الخضروات والفواكه وتمييزها، فرصة المشاركة في تحضير الوجبات في جو من المرح واللعب.
حيث تشير الأبحاث بأن اتباع التعليم في البيئة الطبيعية يزيد من احتمالية أن يعمم المتعلمين مهاراتهم، أو يستخدمون مهاراتهم بسهولة أكبر خارج الجلسات التدريبية أو العلاجية وفي بيئات مختلفة، وهذا النوع من التدريب يتبعه معظم الآباء مع أطفالهم، ومن المرجح أن يتم الاحتفاظ به واستخدامه عبر البيئات والأشخاص والحفاظ عليها عبر الوقت.
التعليم يحدث في البيئة الطبيعية، أثناء اللعب وفي المنزل وأثناء الروتين اليومي للطفل.
يتم تحديد المواد وسرعة التعليم من قبل الطفل، مثل الاستفادة من فرصة اهتمام الطفل باللعب بالمكعبات الخشبية وتعليمه التفاعل الاجتماعي من خلالها.
يمكن استخدامها مع الأطفال الناطقين وغير الناطقين، حيث أظهر التدخل الطبيعي فعاليته مع أطفال المصابين بالتوحد ومناسب كذلك مع الأطفال بمختلف قدراتهم.
الاستفادة من دافعية الأطفال لتعليمهم على مدار اليوم وأثناء تحفيزهم.
يتم تضمين التعميم والاستدامة في استراتيجية التعليم الطبيعي/ التعليم في البيئة الطبيعية.
تركز على قيم الطفل ولعبه الوظيفي، من خلال بناء علاقة وخلق بيئة تعليمية ممتعة لكل من الطفل والمعالج.
يتم التدريب على المهارات وتطبيقها مباشرة.
الوالدين ومقدمي الرعاية جزء لا يتجزأ من هذا التدريب.
يتم استخدام (NET ) كطريقة لمساعدة الأطفال عند تعليمهم التنظيم الذاتي لإدارة عواطفهم وسلوكهم وفقًا لمتطلبات الموقف على سبيل المثال: الانضباط في المدرسة، لكن المدرسة ليست المكان الوحيد الذي يكون فيه هذا مهمًا بل يحتاجون أيضًا إلى التنظيم الذاتي في المنزل وفي محل البقالة وما إلى ذلك من خلال التعميم الناجح لهذه المهارة أينما ذهبوا.
يساعد التعليم في البيئة الطبيعية الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد والإعاقات التطورية على اكتسابهم مهارات جديدة لتكون وظيفيةَ لهم مع المهارات الأخرى جنبًا إلى جنب.
في الفيديو أدناه مثالًا إجرائي عن كيفية تطبيق التعليم الطبيعي من خلال تدريب الطفل على الطلب (Mand)، وهو أسلوب تعليمي يشمل على التدخلات التي تحدث أثناء الأنشطة الروتينية اليومية والاستفادة من احتياجات الطفل.
المصادر:
لاتوجد تعليقات