أهمية اللعب القائم على ABA، و اعتبارات أخلاقية عند التدريب عليها

اللعب (Play skills) عند الأطفال نشاط طبيعي وأساسي يسهل التعلم والتفاعل الاجتماعي واكتساب المهارات، عندما يلعب الأطفال بمفردهم، أو مع الآخرين، فإنهم لا يستمتعون فقط بل إنهم يتعلمون ويطورون مهارات أساسية يستخدمونها في المستقبل.

يواجه العديد من الأطفال من ذوي طيف التوحد والاضطرابات التطورية عدم القدرة على اللعب بشكل هادف بأي من عناصر الألعاب (مما يؤثر على القدرة على الاستمرار في أداء المهمة بشكل مناسب خلال اليوم)، كما أن الأطفال مما لديهم سلوكيات فموية يمكن أن تكون الألعاب الملموسة خطرة عليه لاستكشافهم طعمها وملمسها وحجمها وشكلها.

كما لدى البعض رغبة في اكتناز الألعاب ( قد يؤدي إلى العدوانية عندما يحاول أحد الأقران الانضمام إلى اللعب بها أو معه)، والإصرار على  نمط تنظيم معين في اللعب (والتي يمكن أن تؤثر على القدرة على لعب).

بعض الأمثلة الأكثر شيوعًا التي يرى الآباء أن طفلهم المصاب بالتوحد أو اضطراب تطوري آخر يفعلها أثناء "اللعب" تشمل:

  •  ترتيب الألعاب بنفس الترتيب بشكل متكرر
  •  ترتيب الأشياء بنفس النمط مرارًا وتكرارًا ورميها
  •  استكمال نفس اللغز بنفس الطريقة مرارا وتكرارا
  •  رمي أوراق الشجر أو الرمل في الهواء مرارًا وتكرارًا عندما يكون بالخارج
  • عدم القدرة على التعامل مع التغييرات في القواعد أو من يلعب معه
  • عدم مشاركة الألعاب مع الآخرين

عندما يكبر الأطفال المصابون بالتوحد قليلاً، قد تتحسن مهارات اللعب لديهم قليلاً، مما يسمح لهم بفهم القواعد أثناء ممارسة الألعاب.  ومع ذلك، لا يزال العديد من الآباء يلاحظون أنهم يواجهون مشاكل في بعض المجالات.

  • لماذا يتم استهداف مهارات اللعب؟
  • هل هذه مهارة ضرورية للتدخل؟
  • هل يعد الافتقار إلى مهارات اللعب المناسبة عجزًا حقيقيًا، أم أنه يسبب مشاكل في المدرسة أو مع أقرانه، أم أنه يتم استخدام الألعاب/أدوات اللعب كإجراء بديل لبعض المشكلات السلوكية؟

تؤثر مهارات اللعب على مجموعة متنوعة من مواقف التعلم، مثل البيئة المدرسية فقد يواجه الطفل الذي لا يستطيع اللعب بشكل مناسب صعوبة في إقامة علاقات اجتماعية مع الأطفال الآخرين؛ وذلك لأن الكثير من التواصل والتفاعل بالنسبة للأطفال يحدث من خلال اللعب. وفي البيئة المدرسية تظهر فيه روابط الصداقة غالبًا، وتتعزز بمرور الوقت.

 وفي بيئة المنزل، ينطبق الشيء نفسه على التفاعل بين الأخوة، عندما يكون لدى الأطفال علاقات سيئة مع الأشقاء، فعادةً ما تكون هناك تحديات  تتعلق بمهارات اللعب.

إن تنمية مهارات اللعب أمر ضروري لجميع الأطفال لذا تأخذ بعين الاعتبار أثناء التقييم الأولي في ABA، يعد اللعب أحد المجالات التي يتم التركيز عليها بشكل كبير، إذ سيلاحظ المعالج تفاعلات الطفل الاجتماعية مع الآخرين، وأنواع ووظائف اللعب (أي اللعب الموازي، أو اللعب التعاوني، أو اللعب الفردي)، وقدرته على التكيف مع التغيرات الاجتماعية داخل بيئته.  بناءً على هذه النتائج، يتم إنشاء خطة علاجية تساعد في تعليم وتسهيل اللعب.لهذا السبب يستفيد الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد من علاج ABA  في تطوير مهارة اللعب.

أهمية مهارات اللعب القائمة على علاج ABA  أمر ضروري في تنمية وتطور جميع الأطفال.

  • يشجع التعزيز الطبيعي 

عندما يتمتع الطفل بتجربة علاجية إيجابية، تكون جلساته أكثر إنتاجية ومن المرجح أن تستمر لفترة أطول 

  •  يزيد من التعميم

السماح لطفلك بتعميم أي شيء يقوم به في جلساته، ربما الأهم من ذلك هو أنهم قادرون على تعميم أهداف التواصل والتقليد والأهداف الاجتماعية

  •  تعزيز المهارات الاجتماعية

وذلك عند ممارسة اللعب في بيئة مريحة وممتعة من خلال المشاركة في سيناريوهات اللعب التعاوني التي تشجع على تبادل الأدوار والمشاركة والتفاعل الاجتماعي في بيئات مختلفة.

  • تحسين التواصل

 يدعم تطوير اللغة ومهارات التواصل، ويتم تعزيز دافعية الأطفال لتوصيل احتياجاتهم وأفكارهم ، مما يساعد في تطوير الكلام واللغة. بالنسبة للأطفال غير الناطقين، يمكن أن يكون اللعب بمثابة وسيلة للتواصل والتعبير.

  • التطور المعرفي

 من خلال اللعب، يستكشف الأطفال محيطهم ويحلون المشكلات و يطورون مهارات التفكير الناقد، والذاكرة والانتباه وأداء الوظائف التنفيذية، مما يساهم في التطور المعرفي الشامل.

  •  التنظيم العاطفي

 يوفر اللعب مساحة آمنة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم واستكشاف مشاعرهم وتعلم كيفية تنظيم عواطفهم، من خلال مساعدتهم على فهم وإدارة العواطف، وتحسين التنظيم العاطفي ومهارات التأقلم.

  • التكامل الحسي

 تشمل أنشطة اللعب تجارب حسية مختلفة، مما يساعد على التكامل الحسي للأطفال ممن لديهم مشكلات حسية، حيث يساعد اللعب الحسي، مثل: اللعب المائي أو الأنشطة اللمسية، على إزالة الحساسية وتنظيم الاستجابات الحسية لدى بعض الأطفال حسب طبيعة المشكلة الحسية.

  • كما يساعد اللعب (Play) على تطوير خيال الطفل، وتعزيز سلوكيات التنشئة الاجتماعية 

يتم  تصميم أنشطة اللعب بما يتناسب مع اهتمامات الطفل ونقاط قوته مما يزيد من فرص المشاركة والتعلم. كما أن دمج اللعب والأنشطة في الروتين اليومي لا يعزز تنمية المهارات فحسب، بل يخلق أيضًا تجارب ممتعة وذات مغزى للأطفال المصابين بالتوحد والاضطرابات التطورية الأخرى تمكنهم من التعلم والاستكشاف والتطور في بيئة مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاته وقدراته الفردية.

كل طفل مختلف عن الطفل الآخر، لذلك عليك مراعاة الأنشطة المناسبة والألعاب التي تتوافق مع اهتمامات طفلك ونقاط قوته هو أمر أساسي لتطوره المستمر.

فهم مراحل اللعب

 تتطور مهارات اللعب عادة بترتيب تسلسلي إلى حد ما، هناك 6 مراحل من اللعب يمر بها الأطفال أثناء نموهم:

1- اللعب الشاغر Unoccupied Play: أي اللعب  بدون أهداف محددة أو تدخل من البالغين يبدأ اللعب بالتطور في مرحلة الطفولة ويتضمن اللعب البسيط من خلال حركات عشوائية، يساعد هذا النوع من اللعب الأطفال على فهم مكانهم في العالم واستكشاف من حولهم، واستخدام خيالهم وإبداعاتهم مما يعزز من تطورهم العام.

2- اللعب الانفرادي/ الفردي Solitary Play: تبدأ المرحلة التالية أيضًا عند الولادة وتتطور عادةً حتى يبلغ الطفل عامين تقريبًا.  يمكن للأطفال المشاركين في اللعب الانفرادي أن يشاركوا في اللعب بالأشياء ولكنهم لم يطوروا اهتمامًا بإشراك الآخرين في لعبهم.

 على سبيل المثال: تلعب ليلى أو تتعامل مع لعبة ما، طالما لا يجلس أحد بجانبها أو يحاول التفاعل معها. إذا حاول شخص ما الجلوس معها، فإنها تدير ظهرها لذلك الشخص أو تبتعد عنه وإذا حاول الشخص لمس لعبتها فإنها تنهض وتبتعد.

3- لعب المتفرج Spectator or Onlooker Play: عادة ما يتطور لعب المتفرج في عمر السنتين تقريبًا. يشاهد الطفل الآخرين وهم يلعبون، لكنه لا يلعب معهم.

4- اللعب الموازي Parallel Play : يحدث اللعب الموازي عندما يلعب الطفل بجانب أقرانه ويمارس نفس النشاط ولكنه لا يلعب معهم

 على سبيل المثال: تلعب ليلى أو تتفاعل مع لعبة بينما تكون على مقربة من أطفال أو بالغين آخرين، وفي بعض الأحيان تنظر إلى كيفية تفاعل الطفل الآخر مع لعبته.  تركز ليلي بشكل أساسي على لعبتها الخاصة ولا تتفاعل مع أقرانها أو البالغين.

5- Associative Play اللعب الجماعي: يحدث اللعب الجماعي عندما يبدأ الطفل في التفاعل مع أقرانه، لكن هذه التفاعلات لا تزال محدودة جدًا، ويكون هذا اللعب سائد بين المجموعات التي تتكون من أطفال من نفس العمر أو أكبر، أو الأطفال الذين لديهم إخوة أكبر سنًا أو يتعاملون مع العديد من الأطفال. 

أثناء اللعب يبدأ الأطفال الصغار في الاهتمام بالأطفال الآخرين وما يفعلونه.  يلعب الأطفال معًا و لكن لديهم أفكار وأهداف مختلفة. وهذا لا يعني أنهم يجتمعون جميعًا للعب بشكل رسمي وفقًا لإرشادات النشاط المتفق عليها أو حتى بهدف مشترك.

يبدأ الأطفال في تعلم كيفية التفاعل مع الأطفال الآخرين أثناء اللعب، وفي هذا النوع من اللعب، يشارك الأطفال في نفس النشاط وقد يتبادلون الألعاب أو بضع كلمات ولكنهم يفعلون أشياء مختلفة يحدث هذا عادةً بين سن 3 و5 سنوات.  يمكنك تشجيع اللعب الجماعي من خلال اصطحاب طفلك إلى مجموعة اللعب.

6- اللعب التعاوني cooperative play: المرحلة الأخيرة من اللعب هي اللعب التعاوني حيث يعمل الأطفال معًا لتحقيق هدف مشترك.

على سبيل المثال: تلعب ليلى وتتفاعل مع شخص آخر أثناء اللعب بألعاب منفصلة أو مشاركة لعبة واحدة. إذ تنظر ليلى إلى الشخص الآخر وتتواصل معه بالعين.  يمكن أن يشمل ذلك بناء برج من مكعبات، أو العمل على حل أحجية (بازل) معا.

أنواع أخرى للعب عند الأطفال

- اللعب التفاعلي: يشارك الطفل لعبة مع أحد أقرانه أو شخص بالغ، ويتبادل الأدوار بشكل مناسب. يمكن أن يشمل ذلك تمرير لعبة ذهابًا وإيابًا، أو تقليد لعب الآخرين. ربما يستمر الطفل في اللعب بصمت، أو يتجنب التواصل البصري مع الشخص الآخر.

- اللعب التظاهري: ينخرط الطفل في اللعب التخيلي (إما بمفرده أو مع الآخرين)  يمكن أن يشمل ذلك احتضان دمية والتظاهر بأن الدمية تبكي، أو طهي وجبة  باستخدام معجون اللعب، أو لعب تلبيس الملابس (يجب أن يتضمن لعب تلبيس الدمية فهمًا للشخصية، مثل: ارتداء قبعة رجل اطفاء والتظاهر بأنه رجل إطفاء).  

- اللعب القائم على القواعد: يلعب الطفل ألعابًا اجتماعية وتنافسية للغاية مع أشخاص آخرين، مثل الرياضة وألعاب الطاولة وألعاب الورق وألعاب الفيديو.  يستطيع الطفل أيضًا ممارسة الألعاب التي يصنعها الأطفال الآخرون على الفور ويمكنه بسهولة الالتزام بقواعد اللعبة التي تتغير باستمرار.

3 خطوات لتعليم مهارات اللعب:

 قبل البدء بتعليم مهارات اللعب يجب عليك التعرف على الطريقة التي يلعب بها الطفل حاليًا، لأن هدفك هنا هو اكتشاف ما يجده ممتعًا لذلك استعن بالاسئلة التالية وأجب عنها:

  1. ما هي الأشياء التي يحب القيام بها؟
  2. كيف يتعامل مع الألعاب أو الأشياء أو الأشخاص الآخرين؟
  3.  ما نوع اللعب الذي يشارك فيه في أغلب الأحيان؟
  4.  ما هي العناصر أو الأشياء المفضلة لديه؟

ستساعد الإجابة على هذه الأسئلة في إرشادك في توسيع نطاق لعبه. عند تعليم مهارات اللعب عليك أن تحذو حذو الطفل أي أن تفعل مثل ما يفعل أو تسلك نهجه، وليس محاولة تغيير طريقة لعبه.

اتبع هذه الخطوات لمساعدة الطفل على تطوير مهارات اللعب:

1- الانضمام Join

أولاً، شارك الطفل في اللعب. ضع نفسك في وضعية بحيث يتمكن الطفل من التواصل البصري أو النظر إليك بسهولة وذلك بالجلوس قليلاً أمامه أو مقابله.  احصل على ألعابه الخاصة المشابهة أو نفس الألعاب التي يلعب بها وانضم إليه فقط فيما يفعله دون أن تجعله يشاركك.

قم بتمثيل طرق مختلفة للعب بالألعاب التي يحبها، حاول وضع اللعبة على رأسك وتركها تسقط،  إذا كان يحب اللمس، حاول تمرير اللعبة لأعلى ذراعه أو أسفل ظهره.

 إذا لم تلعب بالألعاب، فقط شاركه في كل ما يفعله لتشغل وقته.  إذا كنت تقضي وقتا معه في متابعة برنامجه التلفزيوني المفضل، فابحث عن طريقة للانضمام إليه، مثل: تعلم بعض السيناريوهات التلفزيونية حتى تصبح وكأنك جزءًا منها، تجنب مقاطعته إذا استطعت وبدلًا من ذلك، حاول فقط ملء فترات التوقف التي تظهر حتى لا تحبطه.

يمكنك الانضمام إلى اللعب مع الطفل من خلال جمع حيواناته الخاصة ووضعها بالقرب منه أثناء لعبه.  راقب رد فعله تجاه انضمامك إلى منطقة اللعب الخاصة به، وبحث عن علامات الموافقة.  إذا أظهرت علامات الموافقة من خلال التوجه نحوك أو مشاهدتك، فاستمر في مشاركتك في اللعب.  إذا أشار إلى أنه لا يحب انضمامك إلى لعبته عن طريق تمرير ألعابك أو الابتعاد عنها، ابتعد عنه أكثر (لأن  ذلك يعني انسحاب/ عدم الموافقة) وربما اختار ألعابًا مختلفة، حتى يبدأ في إظهار علامات الموافقة.

2- التقليد Imitate

بمجرد أن يقبل الطفل مشاركتك في اللعب، ابدأ في تقليد الأشياء التي يفعلها،  القفز عندما تقفز.  إذا قام بتدوير عجلات السيارة، قم بتدوير عجلات السيارة معه  ساعده على رؤية قيمة المشاركة في اللعب معك. يستمتع العديد من الأطفال بهذا النوع من التفاعل.

إذا لاحظت أن الطفل يتحرك بعيدًا أو يصمت عند قيامك بذلك، فتراجع.

 قم بتقليد الحركات الصغيرة التي يقوم بها ولاحظ ما إذا كان سيقبل تدريجيًا تقليد لعبته، اسمح له بالتحكم وتوجيه اللعب، يعد ذلك عامًلا مهمًا بالنسبة للعديد من الأطفال ، كما تخلق هذه الخطوة متعة في اللعب وهو الهدف الأساسي من اللعب.

شاهد أحمد وهو يلعب مع حيواناته. إذا نزل إلى مستوى منخفض لينظر إليها مباشرة، قلده بالنزول إلى مستوى منخفض.  إذا قام بنقل الحيوانات إلى تشكيل مختلف، فحرك حيواناتك. إذا قلب حيواناته رأسًا على عقب، اقلب حيواناتك رأسًا على عقب.  كما هو الحال مع الخطوة الأولى، ابحث عن علامات الموافقة أوالانسحاب واضبط سلوكك وفقًا لذلك.

3- التوسع Expand

اعمل تدريجيًا على توسيع نطاق اللعب  الذي يستمتع بها. قم بتضمين عناصر أو كائنات ذات أهمية خاصة عند إضافة عناصر جديدة للعب.  إذا كان الطفل يحب الأرقام، قم بعد المكعبات أثناء البناء. إذا كان يحب بالفقاعات (البابلز)، فاصنع ذلك له من سائل الصابون، وإحضار قشة الشرب (الشلمونة) ثم انفخ بها حتى تتطاير. 

بدلاً من التفكير في تعليم مهارات اللعب، ركز أكثر على التوسع التدريجي في اللعب الذي تشارك فيه بالفعل. على سبيل المثال.  إذا كان طفلك يلعب بنوع معين من الألعاب ويظهر اهتمامًا كبيرًا بها، فإن تفكيرك سيكون في الطرق الأخرى التي يمكن من خلالها استخدام هذه اللعبة أو مدى ارتباطها ببيئة أخرى وتعد طريقة رائعة لبناء تجارب لعب جديدة تعتمد على اهتمامه.

على سبيل المثال: الطفل الذي يحرك السيارة ذهابًا وإيابًا على الطاولة فقط. يوضح لنا هذا الطفل أنه يدرك أن السيارة يمكن أن تتحرك، لكنهم ليسوا على علم بعد بجميع الأشياء الأخرى التي يمكننا القيام بها بنفس السيارة. يمكننا قيادة السيارة على الأريكة، يمكن أن تتحطم أو تسقط، أو تأخذنا إلى أماكن مختلفة مثل البقالة أو زيارة الأصدقاء والعائلة..وإلخ.

حاول أن تلفت انتباه الطفل تدريجيًا إلى لعبتك من خلال التهريج أو المزاح. مثل  وضع الحيوانات على رأسك واتركها تسقط.  قم ببناء حديقة حيوانات لإيواء حيواناتك أو وضعها في الجزء الخلفي من الشاحنة وادفعها إلى أسفل المنحدر. ادمج ألعابًا أخرى أو العب بها بطرق مختلفة، إذا كان من المرجح أن يستمتع الطفل باللعب الحسي، أضف الحيوانات إلى دلو صغير من الماء أو خرزات الماء.

تتطلب هذه الخطوة الكثير من الإبداع والصبر ولكنها تؤدي إلى النتائج التي كنت تنتظر رؤيتها. قم بتضمين اهتماماته الخاصة في العديد من الأنشطة المختلفة التي يمكنه تحملها دون إرباكه أو الانتقاص من استمتاعه بهذه الاهتمامات.

يجب أن يكون اللعب ممتعًا بالنسبة له، لذا يجب أن يكون تعليم اللعب أو توسيعه ممتعًا له ولك أيضًا.  تأكد دائمًا من حصولك على موافقة الطفل عند توسيع مهارات اللعب.
تذكر أهداف تعليم الطفل مهارات اللعب، تريد بها مساعدة الطفل في استكشاف العالم من حوله، وقضاء الوقت في المشاركة في أنشطة ممتعة والتعلم من خلال تلك الأنشطة،  والهدف ليس تعليم روتين لعب صارم ومنظم.

كن مرنًا ومبدعًا.شجّع على اللعب والاستكشاف حتى عندما لا تبدو الطريقة نفسها التي كنت تلعب بها عندما كنت صغيرًا.

المفتاح لتوسيع مهارات اللعب بشكل فعال هو مساعدة الطفل على اكتشاف طرق جديدة ومثيرة للعب ببعض الأشياء المفضلة لديه، لا توجد طريقة ذات  "أفضلية" للعب لكن اجعل هذا ممتعًا ومثيرًا مع أطفالك أو عملائك.

خطوات أخرى قد تساهم في تنمية مهارات اللعب عند الأطفال:

1-ابدأ باهتمامات الطفل واستخدامها كنقطة بداية (سلوك مدخلي) لتشجيع المشاركة في اللعب. 

على سبيل المثال، إذا كان يحب القطارات، فيمكنك استخدام الألعاب أو الكتب أو مقاطع الفيديو المتعلقة بالقطارات لتعزيز دافعيته على المشاركة في أنشطة اللعب.  

2- قم بدمج اللعبة في سيناريوهات اللعب التظاهري أو قم بإنشاء ألعاب متعلقة بالقطارات، مثل مطابقة صور القطارات أو تجميع بازل لقطارات.

3- تحليل المهارة بتقسيمها إلى خطوات بسيطة من أجل فهمها وتعلمها بسهولة أكبر.على سبيل المثال: عند تعليم طفلك بناء برج بالمكعبات، ابدأ بوضع مكعب واحد على الأرض.  ثم قم بتوجيهه لوضع مكعب آخر فوقها. ثم قم بزيادة عدد المكعبات تدريجيًا.  

4- قدم مساعدات لفظية أو بصرية أو جسدية ، مثل الصور والفيديو، لكل خطوة، وحسب احتياجات الطفل.

على سبيل المثال، عند تعليم الطفل دفع سيارة لعبة، يمكنك أن تقول "ادفع السيارة" مع توجيه يده بلطف للقيام بذلك. 

5- عزز الطفل.

6 - كن نموذج لسلوك اللعب المناسب بصفتك أحد الوالدين أو مقدم الرعاية،  قد يشمل ذلك توضيح كيفية استخدام لعبة ما، أو المشاركة في اللعب التظاهري، أو مجرد اللعب بجانبها.  على سبيل المثال، أظهر لطفلك كيفية الإمساك بمطرقة لعبة بشكل صحيح والتظاهر بإصلاح سيارة لعبة، وسرد أفعالك أثناء قيامك بذلك.

7- تشجيع اللعب الاجتماعي باللعب مع إخوته أو أقرانه أو حتى مع نفسه من خلال تحديد مواعيد اللعب أو المشاركة في الأنشطة الجماعية المناسبة له.

8-ابدأ بألعاب منظمة، مثل التناوب في دحرجة الكرة أو إكمال اللغز معًا، وانتقل تدريجيًا نحو المزيد من اللعب التفاعلي والخيالي، مثل تمثيل القصص أو "بيت بيوت"، اطرح الأسئلة ومشاركة الأفكار خلال هذه الأنشطة.

9- دمج اللعب الحسي، غالبًا ما يكون لدى الأطفال المصابين بالتوحد حساسية أو تفضيلات حسية.  يمكن أن يكون اللعب الحسي أداة قيمة لإشراك هؤلاء الأطفال في اللعب ومساعدتهم على استكشاف الأصوات والأحاسيس المختلفة.

10- فكر في دمج المواد الحسية، مثل معجونة اللعب أو الرمل أو الماء، في وقت اللعب.  قم بإنشاء صناديق حسية تحتوي على أشياء مختلفة ليستكشفها طفلك، مثل الحجارة الناعمة والأقمشة الناعمة أو العناصر المعطرة.  يمكن أن يساعد هذا النوع من اللعب طفلك على الشعور براحة أكبر مع التجارب الحسية المختلفة مع تعزيز إبداعه وخياله أيضًا.

11- تحلى بالصبر واحتفل بالتقدم الذي يحرزه الطفل، مهما كان صغيرًا.

الأخلاقيات المتعلقة بتعليم مهارات اللعب

مراعاة الفردية Individualization:

الأطفال المصابين بالتوحد والاضطراب التطورية (النمائية)  لديهم احتياجات وتفضيلات فردية، قد يؤدي عدم  تخصيص تدخلات اللعب مع مراعاة الفردية فيما بينهم إلى نتائج غير فعالة وربما يعزز الصور النمطية أو التحيزات.

 لذلك قم بإجراء تقييمات شاملة لفهم نقاط القوة لدى كل طفل واهتماماته وتحدياته، ثم تصميم تدخلات اللعب لتلبية الاحتياجات والتفضيلات الفردية، وقم بمراجعة المنهج والتقييم وتعديله بانتظام بناءً على تقدم الطفل وملاحظاته.

الاستقلالية الذاتية والموافقة Autonomy and Consent:

  • يحق للأطفال المصابين بالتوحد المشاركة طوعًا دون إجبار في تدخلات اللعب. 
  • وقد يؤدي عدم الحصول على موافقة مستنيرة أو احترام خياراتهم إلى تقييد استقلالهم.
  • لذا لابد  من الحصول على موافقة مستنيرة من مقدمي الرعاية للطفل أو الممثلين القانونيين عن الطفل.
  • احترم اختيارات الطفل أثناء أنشطة اللعب وتأكد من أن لديهم خيار إلغاء الاشتراك أو تعديل الأنشطة حسب الحاجة.
  •  تشجيع التواصل ودمج تفضيلات الطفل في جلسات اللعب.

تجنب الإكراه والسيطرة Avoiding Coercion and Control

قد يؤدي استخدام الأساليب التوجيهية بشكل مفرط في تعليم مهارات اللعب إلى الإكراه أو التأثير غير المبرر، مما يعيق استقلال الطفل وتقرير مصيره، لذا عليك:

  • استخدم استراتيجيات اللعب التي يقودها الطفل، مما يسمح للطفل ببدء أنشطة اللعب وتوجيهها.
  •  تجنب فرض نصوص لعب أو سلوكيات معينة على الطفل. 
  • التركيز على تعزيز الدافعية وخلق بيئة لعب إيجابية وجذابة.

الاعتبارات الاجتماعية والثقافية Social and Cultural Considerations

ينبغي تدريب مهارات اللعب بطريقة تراعي الثقافة، مع الأخذ في الاعتبار الخلفية الاجتماعية والثقافية للطفل لتجنب تعزيز الصور النمطية أو تجاهل الأعراف الثقافية، من خلال:

  • التعاون مع عائلة الطفل لفهم ممارساتهم الثقافية وتفضيلاتهم المتعلقة باللعب.
  •  استخدم مواد اللعب والموضوعات والأنشطة الشاملة وتعكس الثقافات والخلفيات المتنوعة.
  • تجنب أي تحيزات محتملة أثناء التفاعل في اللعب وعزز التفاعل الاجتماعي الإيجابي الذي يحترم الفروق الفردية.

الخصوصية والسرية Privacy and Confidentiality

قد تتضمن جلسات اللعب تفاعلات في بيئات خاصة أو مناقشات حول التجارب الشخصية، لذا يعد ضمان الخصوصية والحفاظ على السرية أمرًا بالغ الأهمية، وذلك من خلال:

  • وضع إرشادات واضحة للحفاظ على الخصوصية والسرية أثناء جلسات اللعب.
  •  احصل على موافقة مقدمي الرعاية لأي تسجيل فيديو أو صوتي أثناء التفاعل في اللعب.
  •  قم بتخزين المعلومات الحساسة بشكل آمن وتأكد من أنه لا يمكن الوصول إليها إلا من قبل الأفراد المصرح لهم المشاركين في فريق التدخل الخاص بالطفل.

تجنب الأذى والضيق Avoiding Harm and Distress

قد تسبب بعض التدخلات في اللعب إزعاجًا أو ضررًا للطفل عن غير قصد إذا لم يتم التخطيط لها وتنفيذها بعناية، من أجل ذلك عليك:

  • مراقبة استجابات الطفل العاطفية والسلوكية أثناء جلسات اللعب.
  •  كن متنبهًا ولاحظ علامات الضيق أو الانزعاج وقم بتعديل أنشطة اللعب وفقًا لذلك.
  •  استخدم التعزيز الإيجابي والثناء لتعزيز بيئة لعب داعمة وآمنة.
  •  تجنب استخدام الاستراتيجيات العدوانية أو المنفرة التي قد تؤدي إلى الأذى أو الضيق.

تعميم المهارات Generalization of Skills

يجب أن يمتد تعليم مهارات اللعب إلى ما هو أبعد من الجلسات المنظمة والمخطط لها (المصطنعة) لتعزيز التعميم على بيئات الحياة الواقعية، لذا عليك:

  • دمج الفرص لممارسة اللعب في مختلف البيئات الطبيعية والسياقات الاجتماعية.
  • شجع مقدمي الرعاية والمعلمين والأقران على المشاركة في تفاعلات اللعب التي تعزز المهارات المكتسبة خلال جلسات التدخل.
  •  قم بتقييم ودعم قدرة الطفل بشكل مستمر على تطبيق مهارات اللعب عبر بيئات مختلفة ومع زملاء اللعب المختلفين.

التواصل يتسم بالشفافية والتعاون Transparent and Collaborative Communication

يعد التواصل المفتوح مع مقدمي الرعاية والمعلمين والطفل أمرًا حيويًا لضمان الممارسة الأخلاقية في تدريب مهارات اللعب، وذلك من خلال:

  • خلق قنوات تواصل منتظمة مع مقدمي الرعاية لمشاركة التقدم والأهداف والتحديات المتعلقة بتدخلات اللعب.
  • التعاون مع المعلمين وغيرهم من المهنيين لمواءمة استراتيجيات اللعب مع الأهداف التعليمية والعلاجية الأوسع للطفل.
  • إشراك الطفل في المناقشات والقرارات المتعلقة بتدخلاته في اللعب كلما كان ذلك مناسبًا.

تجنب المنهج الرمزي (المجرد) Avoiding Tokenistic Approaches

إن الانخراط في مهارات اللعب فقط لتحقيق الأهداف المفروضة من الخارج دون النظر إلى استمتاع الطفل الحقيقي ومشاركته الهادفة بناء على افتراضات ومعتقدات وحدس يمكن أن يكون أمرًا رمزيًا ومجردًا دون الاستناد للتقييم والملاحظة المباشرة وذات موضوعية، لذلك لابد من :

  • إعطاء الأولوية لدوافع الطفل واهتماماته الجوهرية في أنشطة اللعب.
  •  الاعتراف والاحتفال بالتقدم والإنجازات الفردية للطفل بدلاً من التركيز فقط على الأهداف المحددة مسبقًا.
  •  التأكد من أن أنشطة اللعب هادفة وممتعة ومتوافقة مع مرحلة نمو الطفل واهتماماته.

تقييم فعالية تدخلات اللعب Evaluation of Play Interventions’ Effectiveness

تتطلب الممارسة الأخلاقية تقييمًا مستمرًا لتدخلات اللعب للتأكد من فعاليتها وملاءمتها، لذا:

  • قم بتقييم تقدم الطفل في مهارات اللعب بانتظام وضبط استراتيجيات التدخل بناءً على عملية صنع القرار المستندة إلى البيانات.
  • قم بإشراك الطفل ومقدمي الرعاية له في عملية التقييم لجمع التغذية الراجعة حول فائدة وتأثير تدخلات اللعب
  • السعي باستمرار إلى التطوير المهني والبقاء متطلعًا على الممارسات القائمة على الأدلة في تدريب مهارات اللعب للأطفال المصابين بالتوحد وغيرهم من ذوي الاضطرابات التطورية الأخرى.

تذكر! أن الأطفال بقدرات مختلفة وكل طفل يتعلم بالسرعة التي تناسبه، راقبه عن كثب وسجل نقاط قوته وتحدياته وتفضيلاته واستعن بالمعالج المختص عند الحاجة.

(0) التعليقات

    لاتوجد تعليقات

اترك تعليقا

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك

اشترك الآن في النشرة البريدية لتصلك أحدث المستجدات العلمية وآخر التحديثات التدريبية