التعزيز السلبي Negative Reinforcement أحد مبادئ المنظومة السلوكية، يشمل على إيقاف أو إزالة أو تجنب النتيجة السلبية أو المثير المنفر، أو تأجيل النتيجة السلبية أو العقاب بعد قيام الفرد بالسلوك، وهذا من شأنه يقوي احتمالية تكرار الاستجابة أو السلوك في المستقبل وفي مواقف مشابهة.
والمعزز السلبي Negative reinforcer هو مثير تؤدي إزالته من خلال استجابة الفرد إلى تقوية تلك الاستجابة مستقبلًا، بدلاً من تقديم مثير مكروه/منفر (العقاب) أو مكافأة (التعزيز الإيجابي). قد يكون المثير السلبي على سبيل المثال: شخص، أو ضجيج، أو شعور، أو عاطفة، أو شيء ما.
التعزيز السلبي هو أحد مكونات السلوك الإجرائي، قدم بي إف سكينر هذا المفهوم لأول مرة كجزء من نظريته في الإشراط الإجرائي والذي يشير إلى أن التعلم يحدث من خلال التعزيز ويستخدم لتشجيع السلوك الجيد. على عكس التعزيز الإيجابي، الذي يمنح الشخص شيئًا يريده، فإن التعزيز السلبي فكرته أن الشخص لديه شيء لا يريده.وتتم مكافأتهم بعدم القيام بمهمة غير مرغوب فيها أو تجنب المهمة تمامًا.
إحدى الطرق الجيدة لتذكر معنى "سلبي" في التعزيز السلبي عندما ترى إشارة سالب (-) في الرياضيات فهذا يعني الطرح أي شيء يتم طرحه (إزالته)
على سبيل المثال: عند قيام شخص ما بالاستحمام لإزالة أو التخلص من الرائحة الكريهة؛ يمكن القول أن الاستحمام أدى إلى طرح (إزالة) الرائحة الكريهة.
أمثلة يومية على التعزيز السلبي
- المثال الأول: إطفاء الضوء ليلاً (إيواتا وسميث، 2007).
سنقول أنك تريد إطفاء الضوء ليلاً حتى تتمكن من النوم. بإطفاء الضوء فإنك تقوم بإزالته أو "طرحه". كان الضوء موجودًا بالفعل قبل الضغط على المفتاح لإيقاف تشغيله، وبمجرد الضغط على المفتاح، اختفى الضوء. إن إزالة الضوء هنا هي الشيء الذي أردته وبالتالي من المرجح أن تضغط على مفتاح الضوء ليلاً في المستقبل في كل مرة تذهب فيها إلى السرير.
- المثال الثاني: استخدام سدادات الأذن لإزالة الضوضاء المزعجة.
أحيانًا يشخر أحد الأزواج أثناء الليل، ولا يستطيع أحدهما النوم، عند وضع سدادات الأذن يتم حجب الضوضاء ولم يعد قادرًا على سماع الشخير. في كل مرة يحدث فيها الشخير تقوم بوضع سدادات الأذن للتخلص من سماعه وبالتالي هناك زيادة في سلوك وضع سدادات الأذن.
يمكن النظر إلى بعض الأمثلة الواقعية للحصول على فكرة أفضل حول ماهية التعزيز السلبي وكيف يعمل، إليك الأمثلة التالية:
التعزيز السلبي هو أحد مبادئ السلوك التي يساء فهمها باستمرار. - كوبر، هيرون وهيوارد (2007، ص. 255)
وبالتالي، لا يهدف التعزيز السلبي إلى تعزيز السلوك السلبي أو غير المرغوب فيه (دوزير، فولي، جودارد، وجيس، 2019).
معتقدات خاطئة عن التعزيز السلبي
- الاعتقاد الأول: التعزيز السلبي هو عكس التعزيز الإيجابي. وبما أن التعزيز الإيجابي يعني "المكافأة"، فإن التعزيز السلبي يعني "العقاب".
صحيح أن التعزيز الإيجابي غالبًا ما يسمى "مكافأة" فقط، ولكن من الممكن أيضًا أن نقول إن التعزيز السلبي "يكافئ" على الانخراط في سلوك ما. يمكن رؤية أحد الأمثلة الأساسية لكيفية مكافأة التعزيز السلبي يتم التخلص من "رائحة الجسم" عن طريق الاستحمام.وبعد الاستحمام، اختفت الرائحة وبالتالي تعزز سلوك الاستحمام بشكل سلبي مع إزالة الرائحة وهناك احتمال متزايد أن يقوم بالاستحمام مرة أخرى عندما يحتاج للتخلص من رائحة جسمه في المستقبل.
من ناحية أخرى، التعزيز الإيجابي هو عندما يتم إضافة شيء غير موجود بالفعل في البيئة عندما ينخرط الشخص في سلوك ما وسيزداد أيضًا السلوك الذي أدى إلى هذه الإضافة (Cooper، Heron، & Heward، 2007).
من المهم أن نعرف أن نوعي التعزيز الإيجابي والسلبي يعملان على تقوية الاستجابة في المستقبل وفي مواقف متشابهة.
الاعتقاد الثاني: التعزيز السلبي ليس كالعقاب كما يعرفه البعض لأن العقاب يعمل على إضعاف الاستجابة في المستقبل بينما التعزيز السلبي يقويها
الاعتقاد الثالث: الهروب لا يعني دائمًا الفرار، المثيرات المنفرة (مثل الرائحة الكريهة، ونوبات الغضب الصاخبة، والشخير) تخلق بشكل عام رغبة في الابتعاد عنها، أي الهروب. عادةً ما يتعلق مصطلح "الفرار" بالشخص الذي يغادر الموقف البغيض، مثل الهروب من المكان نفسه. ومع ذلك، يُستخدم المصطلح أيضًا فيما يتعلق بإزالة المثير المكروه بنفسه أثناء تواجده في المكان.
تقسم المعززات السلبية إلى نوعين:
1- معززات سلبية أولية
وهي المثيرات التي لاتحتاج إلى تعلم لمعرفة أثرها على الكائن الحر كالألم أو البرد الشديد، أو الحر الشديد نحاول أن نزيلها أو تتجنبها أو نهرب منها.
2- معززات سلبية ثانوية
هي معززات اكتسبت صفتها بسبب اقترانها بمثيرات مؤلمة أولية ، فيعمل الفرد على تجنبها أو الهرب منها كالفشل في الدراسة.
أنواع التعزيز السلبي
ثلاثة أنواع من منظومات التعزيز السلبي يتم من خلالها التخلص من المثير المنفر والمؤلم:
1- السلوك الهروبي (Escape contingency): فرصة لسلوك معين للسماح لشخص ما بالهروب من موقف غير سارة.
على سبيل المثال: تجفيف الأيدي المبللة
- السلوك المستقبلي: فرك اليدين بالمنشفة عندما تكون الأيدي مبللة.
وعلى سبيل المثال أيضًا إذا كان مبنى المكاتب دافئًا للغاية، فيمكن للموظف تغيير إعدادات منظم الحرارة إلى درجة حرارة أكثر برودة. وبالتالي يؤدي تغيير منظم الحرارة إلى تغيير درجة الحرارة غير المريحة في الغرفة أو السماح لهم بالهروب منها.
2- السلوك التجنبي (Avoidance contingency): يسمح للشخص بالانخراط في السلوك المرغوب لتجنب أو تأجيل تجربة غير سارة ويُعرف أيضًا باسم "التجنب التمييزي"، والذي يعاني منه الأشخاص في معظم أنشطتهم اليومية. على سبيل المثال، يعمل الموظف بجد لتحقيق الأهداف خلال ساعات العمل العادية لتجنب العمل لوقت إضافي في المساء
مثال آخر: سلوك الصراخ!
- السلوك المستقبلي: سوف يصرخ حتى يتم إزالة البروكلي من الطبق.
3- التجنب الحر/ السلوك التجنبي الحر (Free-operant avoidance contingency) : سلوك التجنب الذي يحدث في أي وقت لتأجيل تجربة غير مريحة، وهي تختلف عن منظومة التجنب العادية لأنها قد لا تتطلب وجود إشارة للوضع غير المواتي.
على سبيل المثال: مرطب اليدين (تجنب السلوك الحر)
- السلوك المستقبلي: سيحافظ على ترطيب اليدين من الجفاف.
فوائد التعزيز السلبي:
يمكن أن يكون له العديد من الفوائد التي يمكن أن تجعله أداة قيمة في عملية التعلم. تشمل المزايا المحتملة ما يلي:
السلبيات المحتملة للتعزيز السلبي
في حين أن التعزيز السلبي يمكن أن يكون أداة فعالة لتشجيع السلوك المرغوب، إلا أن هناك أيضًا بعض السلبيات المحتملة. وهنا بعض الأمثلة:
من المهم استخدام التعزيز السلبي بحكمة وأخلاقية، مع الأخذ بعين الاعتبار العيوب المحتملة والنظر في طرق بديلة لإدارة السلوك عندما يكون ذلك مناسبا. ومن خلال القيام بذلك، يمكن أن يكون التعزيز السلبي أداة قيمة لتعزيز السلوك الإيجابي وتحقيق النتائج المرجوة.
كيف يتم استخدام التعزيز السلبي؟
يمكن استخدام التعزيز السلبي بعدة طرق لتشجيع السلوك المرغوب.وهنا بعض الأمثلة:
- في الفصل الدراسي: يمكن للمعلمين استخدام التعزيز السلبي لتشجيع الطلاب على إكمال عملهم في الوقت المحدد عن طريق إزالة العواقب غير السارة للرسوب في الدرجة أو التأخر عن الوقت. على سبيل المثال، قد يمنح المعلم الطلاب تمديدًا في المشروع إذا كانوا قد عملوا بجد وتقدموا بشكل جيد.
- في مكان العمل: يمكن لأصحاب العمل استخدام التعزيز السلبي لتشجيع الموظفين على الوفاء بالمواعيد النهائية أو العمل بشكل أكثر كفاءة عن طريق إزالة العواقب غير السارة للتوبيخ أو الإجراءات التأديبية الأخرى. على سبيل المثال، قد يقدم المدير مكافأة للموظفين الذين يكملون مشروعًا قبل الموعد المحدد.
- في البيئة العلاجية: يمكن للمعالجين استخدام التعزيز السلبي لمساعدة العملاء على التغلب على الرهاب أو القلق عن طريق إزالة المثيرات المنفرة تدريجيًا للتعرض للشيء أو الموقف المخيف. على سبيل المثال، قد يقوم المعالج تدريجيًا بتعريض العميل الذي يعاني من الخوف من الطيران إلى تجربة التواجد على متن طائرة، مع تقديم الطمأنينة والدعم أيضًا.
- في تربية الأطفال: يمكن للوالدين استخدام التعزيز السلبي لتشجيع أطفالهم على التصرف بشكل مناسب عن طريق إزالة العواقب غير السارة الناجمة عن الوقت المستقطع أو فقدان الامتيازات. على سبيل المثال، قد يسمح أحد الوالدين لطفله بمشاهدة التلفزيون بعد الانتهاء من واجباته المدرسية أو الأعمال المنزلية.
في كل من هذه الأمثلة، يشجع التعزيز السلبي السلوك المرغوب عن طريق إزالة المثير أو النتيجة المنفرة. ومن خلال القيام بذلك، يمكن أن يكون التعزيز السلبي أداة قوية لتعزيز السلوك الإيجابي في مجموعة متنوعة من البيئات. ومع ذلك، من المهم استخدام التعزيز السلبي بطريقة متوازنة وأخلاقية، مع الحرص على عدم الإفراط في استخدامه أو خلق عواقب سلبية غير مقصودة.
المصادر:
مرجع ممتاز وتفسير مميز ما شاء الله