تنمية مهارة التكيف والتأقلم مع المتغيرات لدى الأفراد من ذوي طيف التوحد والإعاقات التطورية 

تنمية مهارة التكيف والتأقلم مع المتغيرات لدى الأفراد من ذوي طيف التوحد والإعاقات التطورية 

تلعب مهارات التكيف coping skills  دورًا حاسمًا في حياة الأفراد المصابين بالتوحد وذوي الاضطرابات التطورية، حيث تساعدهم على التغلب على التحديات وتحقيق النجاح في مختلف جوانب الحياة. في هذا المقال سوف نتعرف  على مفهوم مهارات التكيف والتأقلم ونسلط الضوء على أهميتها للأفراد المصابين بالتوحد.

تشير مهارات التكيف إلى الاستراتيجيات والتقنيات التي يستخدمها الأفراد لإدارة المواقف الصعبة والعواطف والتجارب الحسية والتنقل فيما بينها. تعتبر هذه المهارات ضرورية للأفراد المصابين بالتوحد لأنها توفر مجموعة أدوات للتعامل بفعالية مع التحديات الفردية التي قد يواجهونها.

هناك العديد من المواقف التي تفرض على الأطفال التعامل معها، مثل بيئات مختلفة ومواقف صعبة وتجارب جديدة مما يعرضهم إلى  التوتر وصعوبة في تنظيم حالتهم العاطفية ويتعرضون للانفعال بسهولة وتؤدي في النهاية إلى الانهيار.

 نجد أن الاباء والمعلمين يمكنهم في كثير من الأحيان  تحديد عواقب السلوك consequent، أو التقنيات والأساليب التي يجب عليهم تطبيقها بمجرد حدوث السلوك. بينما تحديد السلوكيات القبلية أو طرق منع السلوك المشكل لا يفكر فيه الكثير من الناس، أو لا يخططون له. وهنا يطرح علينا السؤال التالي، ماذا نفعل عندما يحدث هذا السلوك ونادرًا ما يطرح السؤال ماذا يمكننا أن نفعل لمنع (السلوك) من الحدوث؟

قد تتراكم المشاعر في داخل الفرد لساعات وأحيانا لعدة أيام قبل حدوث السلوك، وبالنسبة لأي شخص يبدو أن هذا السلوك جاء من العدم دون سبب، كما أن المثيرات  قد تتغير من موقف لآخر مثلا: عادة ينزعج جاد من صوت طفل يبكي على شاشة التلفاز، بينما وفي أحد الأيام في متجر تجاري يتسبب بكاء طفل في العربة بانهيار كامل لجاد من صراخ أو نوبة غضب.

 تعلم مهارات التأقلم أو التكيف مهارات إدارة الذات وضبط الاندفاعية والانخراط في سلوك مدروس واتخاذ خيارات جيدة. وهذا الأمر لا يحدث  في غضون ساعة أو غمضة عين.

 

تلعب مهارات التكيف coping skills  دورًا حاسمًا في حياة الأفراد المصابين بالتوحد وذوي الاضطرابات التطورية

أولويات ما قبل تنفيذ استراتيجيات 

هناك أمور ذات أولوية تؤخذ بعين الاعتبار قبل التطرق للاعتبارات والأولويات منها:

- حدد الأشياء التي يمكن أن تثير المشاعر مثل الغضب أو القلق. 

- ضع في اعتبارك الاحتياجات الحسية في البيئة، مثل الحشود والتجمعات والأصوات الصاخبة والألوان الزاهية، وهي الأشياء التي قد تزيد أيضًا من مستويات التوتر لدى الطفل.  

 إن البحث عن علامات تشير إلى أن طفلك يعاني من مشاعر القلق أو الإرهاق يمكن أن يكون مؤشرًا على أن الوقت قد حان لوضع استراتيجية لاستخدام مهارة التأقلم المعروفة.  يمكن أن يساعدك أيضًا على تجنب الموقف أو على الأقل الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة الموقف. 

- فهم "السبب" وراء السلوكيات: 

 حتى عندما لا يتمكن الطفل دائمًا من التواصل بالطريقة التي يشعر بها، يمكننا أن ملاحظة  ما إذا كان هناك سبب مشترك لسلوك معين أو مجموعة من السلوكيات.  إن فهم الأحداث اليومية والعمل بها مع طفلك يمكن أن يلعب دورًا أكبر في تحديد المناطق التي يجدون فيها صعوبة في التعامل مع الأشياء من حولهم والطريقة التي يشعرون بها.  إن مساعدة طفلك على إدراك ما يشعر به هي إحدى أفضل الممارسات في علاج التوحد لوضع استراتيجية مهارة التأقلم والتكيف التي يجب استخدامها.  

لمعرفة المزيد حول "السبب" وراء سلوكيات معينة، راجع مدونتنا السابقة من هنا. 

في حين أن هناك العديد من الأنواع المختلفة لمهارات التأقلم، إلا أنه لا يوجد نهج واحد يناسب كل طفل أو شخص.  من المهم استكشاف موضوع مهارات التأقلم والتوصل إلى مجموعة متنوعة من الطرق للمساعدة في دعم أطفالنا وعائلاتنا.  

يمكن أن تشمل مهارات التكيف أو التعايش مجموعة واسعة من التقنيات، بما في ذلك مهارات التأقلم الحسية، ومهارات التأقلم التواصلية، ومهارات التأقلم العاطفي، ومهارات التأقلم المعرفية، ومهارات التأقلم في الحياة اليومية. تتناول كل فئة مجالات محددة قد يعاني منها الأفراد المصابون بالتوحد، وتوفر لهم الأدوات التي يحتاجونها للتنقل في حياتهم اليومية بنجاح.

أهمية مهارات التكيف والتأقلم للأفراد المصابين بالتوحد

تتمتع مهارات التعايش بأهمية كبيرة لدى الأفراد المصابين بالتوحد لأنها توفر وسيلة للتنظيم الذاتي والتواصل والصحة العاطفية وحل المشكلات. فيما يلي بعض الأسباب الرئيسية التي تجعل هذه المهارة ضرورية للأفراد المصابين بالتوحد:

  • التنظيم الذاتي: تمكن الأفراد المصابين بالتوحد من التنظيم الذاتي لتجاربهم الحسية وعواطفهم وسلوكياتهم. ومن خلال استخدام مهارات التأقلم الحسي واستراتيجيات التنظيم العاطفي، يمكن للأفراد الحفاظ على الشعور بالهدوء وتقليل القلق وإدارة التوتر.
  • التواصل: تساعد مهارات التعامل مع أساليب التواصل، مثل التواصل المعزز والبديل (AAC) والتدريب على المهارات الاجتماعية، الأفراد المصابين بالتوحد على التعبير عن احتياجاتهم و أفكارهم وعواطفهم بشكل فعال. تعزز هذه المهارات قدرتهم على التفاعل مع الآخرين، وبناء العلاقات، والتنقل في المواقف الاجتماعية.
  • الرفاهية العاطفية: مهارات التأقلم العاطفي، بما في ذلك استراتيجيات التنظيم العاطفي وتقنيات اليقظة الذهنية، تمكن الأفراد المصابين بالتوحد من فهم وإدارة عواطفهم. تعمل هذه المهارات على تعزيز الرفاهية العاطفية، وتقليل الانهيارات، وتعزيز الصحة العقلية بشكل عام.
  • التطور المعرفي: مهارات التكيف المعرفي، مثل الدعم البصري واستراتيجيات حل المشكلات، تدعم الأفراد المصابين بالتوحد في تنظيم أفكارهم، وفهم الروتين، واتخاذ القرارات، وتعزيز الاستقلالية وقدرات حل المشكلات.
  • الأداء اليومي: تساعد مهارات التكيف مع الحياة اليومية، بما في ذلك استراتيجيات التنظيم والانتقالية، الأفراد المصابين بالتوحد في إدارة روتينهم اليومي، وإدارة الوقت، والانتقال بين الأنشطة. تعمل هذه المهارات على تعزيز الاستقلالية وتقليل القلق وتعزيز الشعور بالسيطرة.

أهمية مهارات التكيف والتأقلم للأفراد المصابين بالتوحد

طرق تطوير مهارات التكيف والتأقلم

ومن خلال إدراك أهمية مهارات التكيف والتعايش  للأفراد المصابين بالتوحد، يمكننا دعمهم بشكل أفضل في تطوير هذه المهارات واستخدامها. إن خلق بيئة داعمة والتعاون مع المتخصصين يمكن أن يساهم بشكل كبير في نمو ونجاح الأفراد المصابين بالتوحد. 

إليكم مجموعة واسعة من الأساليب والتقنيات:

- مهارات التكيف الحسية

غالبًا ما يواجه الأفراد المصابون بالتوحد تحديات تتعلق بالمعالجة الحسية. إن تطوير مهارات التكيف الحسية الفعالة يمكن أن يعزز بشكل كبير قدرتهم على التنقل في العالم من حولهم. وهنا جانبين مهمين من مهارات التأقلم الحسي: تقنيات المعالجة الحسية واستراتيجيات التنظيم الذاتي.

- تقنيات المعالجة الحسية

تم تصميم تقنيات المعالجة الحسية لمساعدة الأفراد المصابين بالتوحد على فهم تجاربهم الحسية وتنظيمها بشكل أفضل. توفر هذه التقنيات استراتيجيات لإدارة الحمل الحسي الزائد أو السلوكيات الحسية. من خلال دمج تقنيات المعالجة الحسية في الروتين اليومي، يمكن للأفراد المصابين بالتوحد تحسين تكاملهم الحسي ورفاههم بشكل عام.

فيما يلي بعض تقنيات المعالجة الحسية الشائعة التي يمكن أن تكون مفيدة:

  • العلاج بالضغط العميق: إن ممارسة الضغط العميق على الجسم من خلال أنشطة مثل البطانيات أو الملابس الضاغطة أو التدليك اللطيف يمكن أن يوفر تأثيرًا مهدئًا ويساعد في تنظيم المدخلات الحسية.
  • النظام الغذائي الحسي: يتضمن النظام الغذائي الحسي دمج أنشطة أو تمارين حسية محددة طوال اليوم لتلبية احتياجات الفرد الحسية. قد يشمل ذلك أنشطة مثل التأرجح أو القفز أو تنظيف الجلد بفرشاة ناعمة.
  • الدعم البصري: يمكن للدعم البصري، مثل الجداول البصرية، أن يوفر القدرة على التنبؤ والتهيئة والاستعداد، مما يقلل من القلق ويعزز التنظيم الذاتي.
  • تقليل الضوضاء: يمكن أن يساعد استخدام سماعات الرأس المانعة للضوضاء أو واقيات الأذن في تقليل التشتيت السمعي وخلق بيئة أكثر هدوءًا.

 

التكيف والأقلم

2- استراتيجيات التنظيم الذاتي

- استراتيجيات التنظيم الذاتي

تعمل استراتيجيات التنظيم الذاتي على تمكين الأفراد المصابين بالتوحد من إدارة عواطفهم وسلوكياتهم بشكل فعال. تهدف هذه الاستراتيجيات إلى تعزيز الوعي الذاتي والتنظيم العاطفي و الاستجابات التكيفية للمواقف الصعبة. كما تعزز قدرة ذوي طيف التوحد على التعامل مع التوتر والحفاظ على الشعور بالسيطرة.

تتضمن بعض استراتيجيات التنظيم الذاتي الفعالة ما يلي:
  • تمارين التنفس: يمكن أن تساعد تقنيات التنفس العميق، مثل: التنفس البطني أو التنفس من البطن، على تعزيز الاسترخاء وتقليل القلق.
  • اليقظة الذهنية: ممارسة اليقظة الذهنية تتضمن تركيز الانتباه على اللحظة الحالية دون إصدار أحكام. يمكن تحقيق ذلك من خلال أنشطة مثل: التأمل أو التنفس العميق أو الانخراط في التجارب الحسية.
  • فترات الراحة الحسية: إن أخذ فترات راحة حسية منتظمة، حيث ينخرط الأفراد في أنشطة توفر الراحة أو تساعد في تنظيم نظامهم الحسي، يمكن أن يساعد في منع الحمل الزائد الحسي وتعزيز التنظيم الذاتي.
  • التمارين البدنية: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تساعد في إطلاق الطاقة الزائدة وتقليل القلق وتحسين الصحة العامة.

تذكر أن كل فرد مصاب باضطراب طيف  التوحد حالة فردية، وما يصلح لشخص واحد قد لا يصلح لشخص آخر. من المهم تصميم تقنيات التكيف الحسي واستراتيجيات التنظيم الذاتي بما يتناسب مع الاحتياجات ورغبات الفرد المفضلة . التعاون مع المتخصصين المتخصصين  في التوحد، مثل المعالج الوظيفي أو محللي السلوك، يمكن أن يوفروا إرشادات ودعمًا قيمًا في تطوير وتنفيذ آليات التكيف الفعالة.

-مهارات التكيف والتعامل مع وسائل التواصل 

بالنسبة للأفراد المصابين بالتوحد، يعد تطوير مهارات التواصل الفعال أمرًا ضروريًا لتعزيز تفاعلاتهم وخبراتهم الاجتماعية. تعد تحديات التواصل شائعة بين الأفراد المصابين بالتوحد، ولكن مع وجود الاستراتيجيات والدعم المناسبين يمكنهم تحسين قدراتهم على الاتصال والتواصل مع الآخرين بشكل أكثر فعالية. هناك مهارتان رئيسيتان للتعامل ودعم التواصل يمكن أن تفيد الأفراد المصابين بالتوحد بشكل كبير، وهما التواصل المعزز والبديل (AAC) والتدريب على المهارات الاجتماعية.

1-التواصل المعزز والبديل (AAC)

يشير التواصل المعزز والبديل (AAC) إلى مجموعة من التقنيات والأدوات التي تدعم أو تحل محل اللغة المنطوقة للأفراد الذين يعانون من التواصل اللفظي. يمكن أن يكون AAC مفيدًا بشكل خاص للأفراد المصابين بالتوحد الذين قد تكون لديهم مهارات لفظية محدودة أو صعوبة في التعبير عن احتياجاتهم و أفكارهم وعواطفهم لفظيًا. يمكن أن تشتمل أنظمة AAC على خيارات ذات تقنية منخفضة وعالية التقنية.

  • يتضمن AAC منخفض التقنية استخدام الأدوات المادية والمساعدات، مثل بطاقات الصور، أو لوحات التواصل، أو لغة الإشارة، لدعم التواصل. توفر هذه وسائل الدعم البصري للأفراد وسيلة للتعبير عن أنفسهم وفهم الآخرين بشكل أكثر فعالية. يمكن أن يساعد الدعم البصري الأفراد المصابين بالتوحد في التنقل بين الروتين اليومي والتعبير عن رغباتهم المفضلة والمشاركة في المحادثات.
  • يتضمن AAC عالي التقنية استخدام الأجهزة الإلكترونية، مثل: الأجهزة اللوحية أو أجهزة توليد الكلام، التي تسمح للأفراد بالتواصل من خلال الرموز أو الصور أو الكلام المركب. يمكن تخصيص هذه الأجهزة لتلبية الاحتياجات والقدرات المحددة للفرد. توفر أنظمة AAC عالية التقنية مرونة أكبر ويمكن أن تدعم المهارات اللغوية المعقدة والتفاعلات الاجتماعية.

2- التدريب على المهارات الاجتماعية

يركز التدريب على المهارات الاجتماعية على تعليم الأفراد المصابين بالتوحد المهارات اللازمة للتنقل في التفاعلات الاجتماعية وبناء علاقات هادفة. يعد العجز في المهارات الاجتماعية أمرًا شائعًا بين الأفراد المصابين بالتوحد والإعاقات التطورية الاخرى، ويمكن للتدخلات المستهدفة أن تساعدهم على تطوير السلوكيات الاجتماعية المناسبة وتحسين كفاءتهم الاجتماعية بشكل عام.

تتضمن برامج التدريب على المهارات الاجتماعية عادةً أنشطة منظمة، ولعب الأدوار، والنمذجة لتعليم مهارات مهمة مثل: بدء المحادثات، والحفاظ على التواصل البصري، وفهم الإشارات غير اللفظية، وتبادل الأدوار في المحادثات. غالبًا ما يتم تصميم هذه البرامج وفقًا لاحتياجات الفرد وقدراته الفردية، مما يساعدهم على ممارسة مهاراته وتعميمها في مواقف الحياة الواقعية.

بالإضافة إلى البرامج المنظمة، فإن دمج فرص التعلم الطبيعية وتوفير الدعم الاجتماعي في مختلف البيئات الاجتماعية يمكن أن يزيد من تعزيز فعالية التدريب على المهارات الاجتماعية. من المهم خلق بيئة داعمة تشجع الأفراد المصابين بالتوحد على ممارسة مهاراتهم الاجتماعية المكتسبة حديثًا وتوفر لهم التغذية الراجعة والتعزيز.

من خلال دمج التواصل المعزز والبديل (AAC) والتدريب على المهارات الاجتماعية في الحياة اليومية للأفراد المصابين بالتوحد، يمكن لمقدمي الرعاية والمهنيين مساعدتهم في التغلب على عوائق التواصل وتطوير المهارات اللازمة للمشاركة في تفاعلات اجتماعية هادفة. من المهم أن تتذكر أن كل فرد مصاب بالتوحد حالة فردية، ويجب أن يتم تصميم استراتيجيات التدخل وفقًا لاحتياجاته ونقاط قوته الخاصة.

التدؤيب على المهارات الاجتماعية لتعزيز تلعب مهارات التكيف coping skills

- مهارات التكيف العاطفي

يعد التنظيم العاطفي جانبًا أساسيًا في التعامل مع الأفراد المصابين بالتوحد. يتضمن تطوير استراتيجيات لتحديد العواطف وفهمها وإدارتها بشكل فعال.  وهنا مهارتين رئيسيتين للتكيف العاطفي: استراتيجيات التنظيم العاطفي وتقنيات الوعي التام والاسترخاء.

1- استراتيجيات التنظيم العاطفي

تساعد استراتيجيات التنظيم العاطفي الأفراد المصابين بالتوحد على التعامل مع عواطفهم والاستجابة بطريقة صحية وبناءة. يمكن أن تختلف هذه الاستراتيجيات اعتمادًا على احتياجات الفرد ورغباته الخاصة به. تتضمن بعض استراتيجيات التنظيم العاطفي الشائعة ما يلي:

  • تحديد العواطف: إن تشجيع الأفراد المصابين بالتوحد على التعرف على عواطفهم وتصنيفها يمكن أن يمكّنهم من توصيل مشاعرهم بشكل فعال. ويمكن القيام بذلك من خلال الدعم البصري، مثل الرسوم البيانية العاطفية أو القصص الاجتماعية، والتي تساعد الأفراد على ربط مشاعر معينة مع تعبيرات الوجه أو المواقف المقابلة.
  • تمارين التنفس العميق: يمكن أن تساعد تمارين التنفس العميق، مثل التنفس البطني أو التنفس من البطن، على تهدئة الجسم والعقل أثناء لحظات الضيق العاطفي. تتضمن هذه التقنيات أخذ نفسًا بطيئًا وعميقًا والزفير ببطء لتعزيز الاسترخاء وتقليل القلق.
  • استخدام الأدوات الحسية: إن تزويد الأفراد المصابين بالتوحد بإمكانية الوصول إلى الأدوات الحسية، مثل كرات التوتر أو سبينر أو البطانيات الموزونة، يمكن أن يساعد في تنظيم عواطفهم من خلال توفير منفذ حسي. يمكن أن تساعد هذه الأدوات في إعادة توجيه الانتباه وتوفير شعور بالراحة والأمان أثناء لحظات الإرهاق العاطفي.
  • ممارسة الأنشطة البدنية: يمكن أن يكون النشاط البدني المنتظم، مثل ممارسة الرياضة ، بمثابة منفذ فعال لإدارة العواطف. تطلق الأنشطة البدنية مادة الإندورفين، والتي يمكن أن تحسن المزاج وتقلل من التوتر والقلق.

2- تقنيات اليقظة والاسترخاء

يمكن أن تكون تقنيات اليقظة الذهنية والاسترخاء ذات قيمة في تعزيز الصحة العاطفية للأفراد المصابين بالتوحد. تعمل هذه التقنيات على تنمية الشعور بالوعي باللحظة الحالية وتساعد في إدارة التوتر والقلق. تتضمن بعض تقنيات اليقظة والاسترخاء ما يلي:

  • التخيل الموجه: تتضمن تخيل نفسك في بيئة سلمية وهادئة. تشجع هذه التقنية الأفراد على تصور مشاهد ممتعة ومهدئة، مثل الشاطئ الهادئ أو الحديقة الهادئة، لتعزيز الاسترخاء وتقليل الاضطراب العاطفي.
  • استرخاء العضلات التدريجي: يتضمن استرخاء العضلات التدريجي شد مجموعات العضلات المختلفة في الجسم ثم إطلاقها. تساعد هذه التقنية الأفراد على أن يصبحوا أكثر وعيًا بالأحاسيس الجسدية وتعزز الاسترخاء الجسدي والعقلي.
  • التنفس الواعي: التنفس الواعي أو اليقظ يتضمن تركيز انتباه الشخص على التنفس، ومراقبة الشهيق والزفير دون حكم أو ارتباط. تساعد هذه التقنية الأفراد على جذب انتباههم إلى اللحظة الحالية، وتعزيز الشعور بالهدوء وتقليل التفاعل العاطفي.
  • اليوغا والتأمل: تجمع ممارسات اليوغا والتأمل بين الحركة الجسدية وتمارين التنفس وتقنيات اليقظة الذهنية. يمكن لهذه الممارسات أن تساعد الأفراد المصابين بالتوحد على تطوير وعي ذاتي أكبر وتقليل التوتر وتحسين الصحة العاطفية.

من خلال دمج استراتيجيات التنظيم العاطفي وتقنيات اليقظة الذهنية والاسترخاء في مجموعة أدوات التكيف والتأقلم الخاصة بهم، يمكن للأفراد المصابين بالتوحد إدارة عواطفهم بشكل أفضل والتغلب على التحديات التي قد يواجهونها والتعامل معها. تذكر أن العثور على المزيج الصحيح من مهارات التأقلم والتكيف قد يستغرق وقتًا، ومن المهم تصميم هذه الاستراتيجيات بما يتناسب مع الاحتياجات الفردية للفرد.

-مهارات التكيف المعرفي

يمكن للأفراد المصابين بالتوحد الاستفادة بشكل كبير من تطوير مهارات التكيف المعرفي. تركز هذه المهارات على تعزيز العمليات المعرفية مثل حل المشكلات والتنظيم وإدارة الوقت. ومن خلال تعزيز هذه القدرات، يمكن للأفراد المصابين بالتوحد التغلب على التحديات اليومية بشكل أكثر فعالية. وهنا نركز على مهارتين أساسيتين للتكيف المعرفي: الدعم البصري والجداول الزمنية واستراتيجيات حل المشكلات.

1-الدعم البصري والجداول البصرية

تعد وسائل الدعم والجداول البصرية أدوات أساسية للأفراد المصابين بالتوحد لتعزيز فهمهم وتنظيمهم. توفر هذه الوسائل البصرية تمثيلاً واضحًا وملموسًا للمهام والأنشطة والتوقعات. يمكنهم تقليل القلق وتعزيز الاستقلالية وتحسين التواصل.

يتضمن الدعم البصري  مجموعة واسعة من الأدوات مثل الجداول البصرية والقصص الاجتماعية والإشارات البصرية. يوضح الجدول المرئي تسلسل الأنشطة أو الخطوات المضمنة في المهمة. فهو يساعد الأفراد المصابين بالتوحد على توقع وفهم ما سيأتي بعد ذلك، مما يعزز شعور الاستعداد والقدرة على التنبؤ.

تستخدم القصص الاجتماعية الصور المرئية والسرد البسيط لشرح المواقف أو الأحداث الاجتماعية، مما يساعد الأفراد على التنقل في التفاعلات الاجتماعية بشكل أكثر فعالية. تساعد الإشارات المرئية، مثل المتعليمات المرئية أو التذكيرات، الأفراد على التذكر ومتابعة المهام المختلفة.

من خلال دمج الدعم البصري والجداول الزمنية في الروتين اليومي، يمكن للأفراد المصابين بالتوحد الحصول على فهم أفضل للتوقعات، وإدارة التنقلات بشكل أكثر سلاسة، وتحسين تنظيمهم العام.

2-استراتيجيات حل المشكلات

تعتبر استراتيجيات حل المشكلات مهارات التكيف المعرفية قيمة للأفراد المصابين بالتوحد. تساعد هذه التقنيات الأفراد على تحديد وتحليل وحل التحديات والصعوبات التي قد يواجهونها في المواقف المختلفة. ومن خلال تطوير مهارات حل المشكلات، يمكن للأفراد أن يصبحوا أكثر مرونة وقدرة على التكيف والاعتماد على الذات.

إحدى الاستراتيجيات الفعالة لحل المشكلات هي دورة حل المشكلات، والتي تتضمن عدة خطوات. أولاً، يقوم الأفراد بتحديد المشكلة أو التحدي الذي يواجهونه. ثم يقومون بجمع المعلومات وتحليل الوضع للحصول على فهم أفضل. وبعد ذلك، يقومون بإنشاء الحلول المحتملة وتقييم كل خيار بناءً على جدواه ونتائجه المحتملة. وبعد اختيار الحل الأنسب، يقوم الأفراد بتنفيذه وتقييم النتائج.

إن تدريس استراتيجيات حل المشكلات للأفراد المصابين بالتوحد يشجعهم على التفكير النقدي، والنظر في وجهات نظر بديلة، وتطوير حلول إبداعية. تمكنهم هذه المهارة من التغلب على التحديات بشكل مستقل وبناء الثقة بالنفس.

من خلال تعزيز تطوير مهارات التأقلم المعرفي، مثل الدعم البصري والجداول البصرية واستراتيجيات حل المشكلات، يمكن للأفراد المصابين بالتوحد تعزيز قدراتهم المعرفية والتنقل بفعالية في حياتهم اليومية. ومن المهم تصميم هذه الاستراتيجيات لتلبية الاحتياجات الفردية وتوفير الدعم والتوجيه المستمر.

- مهارات التعامل مع الحياة اليومية

يمكن أن يشكل التنقل في الحياة اليومية تحديات فردية للأفراد المصابين بالتوحد. إن تطوير مهارات التكيف الفعالة يمكن أن يعزز بشكل كبير قدرتهم على التنقل بين المهام والروتين اليومي. وهنا نركز على مهارتين أساسيتين للتعامل مع الحياة اليومية: تقنيات التنظيم وإدارة الوقت واستراتيجيات الانتقال.

1- تقنيات التنظيم وإدارة الوقت

بالنسبة للأفراد المصابين بالتوحد، فإن البقاء منظمًا وإدارة الوقت بفعالية يمكن أن يكون أمرًا لا يقدر بثمن في تعزيز الاستقلال وتقليل التوتر. فيما يلي بعض التقنيات التي يمكن أن تكون مفيدة:

  • الدعم البصري: يمكن أن يوفر استخدام الدعم المرئي، مثل الجدولة البصرية والتقويمات والقوائم المرجعية، تمثيلاً واضحًا ومنظمًا للأنشطة والمهام اليومية. يساعد الدعم البصري الأفراد المصابين بالتوحد على فهم التوقعات، وتوقع الأحداث القادمة، وإدارة وقتهم بشكل أكثر فعالية.
  • تقسيم المهام: تقسيم المهام الأكبر إلى خطوات أصغر يمكن التحكم فيها يمكن أن يجعلها أقل إرهاقًا. تسمح هذه التقنية للأفراد المصابين بالتوحد بالتركيز على خطوة واحدة في كل مرة، مما يعزز الشعور بالإنجاز ويقلل القلق. إن تقسيم المهام إلى أجزاء أصغر يمكن أن يسهل أيضًا إدارة الوقت بشكل أفضل من خلال توفير خطة عمل واضحة.
  • نظام التنظيم: إنشاء أنظمة لتنظيم المتعلقات والمواد يمكن أن يساعد الأفراد المصابين بالتوحد في الحفاظ على النظام وتحديد موقع العناصر بسهولة. قد يشمل ذلك استخدام الملصقات أو أنظمة الترميز اللوني أو مناطق التخزين المخصصة لعناصر محددة. إن وجود بيئة مادية منظمة يمكن أن يعزز الشعور بالهدوء ويقلل من عوامل التشتيت.

2-استراتيجيات الانتقال

يمكن أن تشكل التنقلات، سواء بين الأنشطة أو البيئات أو الروتين اليومي، تحديًا للأفراد المصابين بالتوحد. يمكن أن يساعد تنفيذ استراتيجيات الانتقال الفعالة في تسهيل العملية وتقليل القلق. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يجب مراعاتها:

  • الموقتات المرئية: يمكن أن يوفر استخدام الموقتات المرئية، مثل الموقتات الرملية أو الموقتات الرقمية، تمثيلا مرئيا للوقت وتسهيل التنقلات الأكثر سلاسة. يمكن للأفراد المصابين بالتوحد رؤية مرور الوقت بصريًا، مما يساعد في فهم متى يقترب التحول. يمكن أن يساعد هذا في تقليل القلق وخلق شعور بالقدرة على التنبؤ.
  • الإشارات المرئية: يمكن أن يوفر استخدام الإشارات المرئية، مثل الجداول المرئية أو بطاقات الانتقال، للأفراد المصابين بالتوحد إشارة واضحة للتحولات القادمة. تعمل الإشارات المرئية بمثابة تذكير وتساعد في إعدادهم عقليًا للتغيير. يمكن أن تكون هذه الإشارات مفيدة بشكل خاص للأفراد الذين  يتطورون في معالجة المعلومات المرئية.
  • القصص الاجتماعية: القصص الاجتماعية هي قصص قصيرة تصف موقفًا أو حدثًا محددًا. إن إنشاء قصص اجتماعية مخصصة حول التنقلات يمكن أن يساعد الأفراد المصابين بالتوحد على فهم ما يمكن توقعه، وكيفية الاستعداد، وما هي السلوكيات المتوقعة أثناء التنقل. توفر القصص الاجتماعية إطارًا منظمًا للفهم ويمكن أن تخفف من القلق المرتبط بالتنقلات.

من خلال دمج تقنيات التنظيم وإدارة الوقت وتنفيذ استراتيجيات انتقالية فعالة، يمكن للأفراد المصابين بالتوحد التنقل في الحياة اليومية بشكل أكثر سلاسة. من المهم أن نتذكر أن كل فرد حالة خاصة بذاتها، ويجب أن تكون مهارات التأقلم مصممة وفقًا لاحتياجاته ونقاط قوته الخاصة. إن تقديم الدعم والمساعدة في تطوير هذه المهارات يمكن أن يساهم في رفاهيتهم ونجاحهم بشكل عام في الحياة اليومية.

فيما يلي بعض أيَضا استراتيجيات مفيدة لتعليم مهارات التكيف والتأقلم. وقد تحتاج هذه المعلومات إلى التعديل حسب عمر الفرد وقدرته المعرفية.

تلعب مهارات التكيف coping skills  دورًا حاسمًا في حياة الأفراد المصابين بالتوحد وذوي الاضطرابات التطورية

 تذكر أن الممارسة ضرورية مع استخدام التكرار والتعزيز لتعليم المهارات، وإضفاء الفردية على الإستراتيجية لكل شخص بحد ذاته:

  • العد الصامت - اطلب من الفرد أن يغمض عينيه ويعد حتى 10 أو 15 في رأسه.  يمكن أن يوفر هذا للفرد الوقت اللازم ليهدأ بهدوء، ويمكن أن يمنحه شيئًا لتركيز أفكاره عليه.
  • تعليم الهوايات – تعليم الطفل مهارات الترفيه أو الهوايات التي يمكنه ممارستها عندما تبدأ في التصاعد وتحتاج إلى “أخذ قسط من الراحة”.  تشمل الأمثلة الكتابة في مجلة، أو حل الكلمات المتقاطعة، أو لعب السوليتير، أو حل اللغز، أو ربط الخرز، أو طي الملابس (يمكن أن يكون هذا مهدئًا للغاية، كما أنه مهارة حياتية مفيدة).
  • التنفس العميق التأملي - اجعل الفرد يتنفس بعمق ثم قل له "اهدأ"، احبس أنفاسك للحظة، ثم أطلق أنفاسك ببطء عندما تقل له "أخرج الغضب". وكرر ذلك.
  • التنفس العميق: في حين أنه من الصعب في بعض الأحيان إيصال المشاعر للآخرين، إلا أن الاستجابة في بعض الأحيان تكون بحبس النفس لفترة طويلة جدًا أو البدء في التنفس بسرعة كبيرة جدًا.  إن أخذ بعض الأنفاس العميقة يمكن أن يكون مفيدًا حقًا ويؤدي إلى حالة أكثر هدوءًا واسترخاء.  
  • أغمض عينيك وتخيل - أغمض عينيك وتخيل مشهدًا هادئًا.  سوف يروي المعلم أو ولي الأمر مشهدًا هادئًا (أو يظل هادئًا إذا كان الطفل يفضل ذلك).  على سبيل المثال، "نحن على الشاطئ نشاهد الأمواج تدخل وتخرج... تدخل وتخرج... تدخل وتخرج.  السماء زرقاء للغاية، والشمس دافئة…والخ”.
  • خذ استراحة حسية: يعد التوتر في البيئات ذات التحديات الحسية أمرًا شائعًا، مثل الأضواء الساطعة والحشود الصاخبة مع العديد من الأصوات.  خلال مثل هذه الأوقات، من المهم أن تضع في اعتبارك أن بعض ألعاب التململ  fidget toys يمكن أن تكون أدوات قيمة في علاج التوحد، مما يساعد على التركيز وتنظيم الحالة العاطفية للطفل بالإضافة إلى إحضار عنصر مريح عند الخوض في مواقف يكون فيها الإرهاق الحسي أكثر احتمالاً.  .  
  • استرخاء العضلات التدريجي – تدرب على شد مجموعات العضلات المختلفة ثم ارتخائها من أصابع القدم وحتى الرأس.  قم بقبض/شد مجموعة العضلات بإحكام، وثبتها لمدة 3 ثوانٍ، ثم حرّرها.  يكرر.
  • التمدد البطيء - مد ذراعيك فوق الرأس وإلى الجانب وإلى الأرض لمدة 5 ثوانٍ.  وكرر ذلك
  • التمارين - قم بالمشي، أو القيام بحركات اليوغا، أو الركض على جهاز المشي، أو أداء 10 قفزات.
  • الإلهاء - ضع الطفل في مهمة، من خلال جعله يكمل نشاطًا حركيًا بسيطًا لا يتطلب لغة (حتى الطفل اللفظي قد لا يتمكن من التواصل بمجرد تصعيده).  تشمل الأمثلة: التلوين، نفخ الفقاعات، ضغط الأشياء، فرز العناصر، ملء حاوية بالمكعبات، إلخ.
  • اكتب/ارسم صورة لما تشعر به - شجعه على كتابة الكلمات التي تصف ما يشعر به، أو على رسم صورة.
  • سريع/بطيء – اطلب منه إكمال الإجراءات الحركية البسيطة بسرعة كبيرة، ثم ببطء شديد.  تشمل الأمثلة فرك اليدين معًا، والضغط على الفخذين براحة اليدين، وصنع القبضات وإطلاقها، وما إلى ذلك.
  • الهمس فقط - اجلس (أو استلقِ) معه في منطقة مظلمة وتحدث همسًا فقط.  قد يكون من المفيد السماح للفرد بالاستلقاء على الوسائد أو على كرسي كيس الفول.
  • الأنشطة الإيقاعية - الارتداد، والتأرجح، و الهزهزة، والسرعة، والتأرجح (من المهم عدم تعليم الطفل عن غير قصد أن الانخراط في سلوك المشكلة هو كيفية طلب هذه الأنشطة).
  • استمع إلى الموسيقى باستخدام سماعات الرأس - اسمح له بالاستماع إلى الموسيقى الهادئة في غرفة مظلمة مع تشغيل سماعات الرأس/سماعات الأذن.  قد يكون من المفيد أيضًا السماح للفرد بارتداء قناع العين/قناع العين.

يمكن أن يستغرق تعلم استراتيجيات المواجهة وقتًا وجهدًا.  تذكر أنه لا بأس إذا كان ما تحاول به لا يتحقق على الفور.  إذا كان طفلك يتلقى علاج التوحد، فمن المهم العمل بشكل وثيق مع معالجي طفلك وتحديد استراتيجيات التكيف الناجحة في بيئة التعلم.

يمكن أن يستغرق تعلم استراتيجيات المواجهة وقتًا وجهدًا.  تذكر أنه لا بأس إذا كان ما تحاول به لا يتحقق على الفور.  إذا كان طفلك يتلقى علاج التوحد، فمن المهم العمل بشكل وثيق مع معالجي طفلك وتحديد استراتيجيات التكيف الناجحة في بيئة التعلم.

يمكن أن يستغرق تعلم استراتيجيات المواجهة وقتًا وجهدًا.  تذكر أنه لا بأس إذا كان ما تحاول به لا يتحقق على الفور.  إذا كان طفلك يتلقى علاج التوحد، فمن المهم العمل بشكل وثيق مع معالجي طفلك وتحديد استراتيجيات التكيف الناجحة في بيئة التعلم.

دعم الأفراد المصابين بالتوحد في تطوير مهارات التكيف

يعد تطوير مهارات التكيف الفعالة أمرًا بالغ الأهمية للأفراد المصابين بالتوحد للتنقل والتطور  في حياتهم اليومية. يعد خلق بيئة داعمة والتعاون مع المتخصصين أمرًا ضروريًا لتسهيل تطوير وتنفيذ مهارات التأقلم هذه.

أولًا:خلق بيئة داعمة

تلعب البيئة الداعمة دورًا حيويًا في تعزيز نمو مهارات التأقلم والتكيف لدى الأفراد المصابين بالتوحد. فيما يلي بعض الاستراتيجيات لخلق مثل هذه البيئة:

  • إجراءات منظمة ويمكن التنبؤ بها: إن إنشاء إجراءات منظمة تتمثل بجدولة بصرية متسقة مفيدًا بشكل خاص في إنشاء بيئة منظمة. ويوفر إحساسًا بإمكانية التنبؤ للأفراد المصابين بالتوحد. وهذا يساعد على تقليل القلق ويعزز قدرتهم على التعامل مع المواقف المختلفة. 
  • مساحات آمنة وهادئة: توفير مناطق مخصصة حيث يمكن للأفراد المصابين بالتوحد الرجوع إليها عندما يشعرون بالإرهاق أو الحساسية الزائدة يمكن أن يكون مفيدًا للغاية. ويجب أن تكون هذه المساحات هادئة ومريحة ومجهزة بالأدوات الحسية التي تعزز الاسترخاء والتنظيم الذاتي. فكر في دمج تقنيات الاسترخاء الخاصة بالتوحد في هذه الأماكن.
  • التواصل الفعال: التواصل الفعال والواضح أمر بالغ الأهمية في دعم الأفراد المصابين بالتوحد. إن استخدام لغة واضحة وموجزة وأدوات مساعدة بصرية واستراتيجيات اتصال مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم يمكن أن يسهل الفهم ويقلل من الإحباط.
  • التعزيز الإيجابي: التشجيع والتعزيز الإيجابي هما أداتان قويتان لدافعية الأفراد المصابين بالتوحد على تطوير واستخدام مهارات التأقلم والتعامل مع ظروف الحياة اليومية. احتفل بنجاحاتهم، مهما كانت صغيرة، لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتعزيز قدراتهم على التأقلم.

 ثانيًا: التعاون مع المختصين

إن التعاون مع المتخصصين يمكن أن يساهم بشكل كبير في تطوير وصقل مهارات التكيف. وإليك مجالات الاختصاص التي بمكن لمقدمي الرعاية العمل معهم"

  • تحليل السلوك التطبيقي (ABA): يعد علاج ABA علاجاراسخًا وفعالًا للأفراد المصابين بالتوحد. يمكن أن يساعد التعاون مع متخصصي ABA في تحديد أهداف محددة لمهارات التأقلم وتصميم تدخلات مخصصة لمعالجتها. يمكن لهؤلاء المختصين أيضًا توجيه مقدمي الرعاية في تنفيذ استراتيجيات فعالة لتعزيز مهارات التأقلم والتكيف في مختلف البيئات.
  • علاج النطق واللغة: بالنسبة للأفراد الذين يعانون من تحديات في التواصل، يمكن أن يكون التعاون مع معالجي النطق واللغة مفيدًا للغاية. يمكن لهؤلاء المهنيين تقديم التوجيه والمساعدة بشأن أنظمة التواصل المعززة والبديلة (AAC) والتدريب على المهارات الاجتماعية، مما يمكّن الأفراد من التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل والتنقل في التفاعلات الاجتماعية.
  • العلاج الوظيفي: يمكن للمعالجين  مساعدة الأفراد المصابين بالتوحد في تطوير مهارات التكيف الحسية واستراتيجيات التنظيم الذاتي. يمكن أن يساعد التعاون مع هؤلاء المتخصصين في تحديد تقنيات المعالجة الحسية وتقديم إرشادات حول كيفية دمجها في الروتين اليومي. وهذا يمكن أن يساهم في تحسين التكامل الحسي والرفاهية العامة.

ومن خلال خلق بيئة داعمة والتعاون مع المتخصصين، يمكن تمكين الأفراد المصابين بالتوحد من تطوير وتعزيز مهارات التكيف لديهم. تذكر بالصبر والتفهم والدعم المناسب، يمكن للأفراد المصابين بالتوحد التغلب على تحديات الحياة وتحقيق النجاح.

تعد آليات التكيف والتعامل مع متطلبات الحياة أمرًا حيويًا للأفراد المصابين بالتوحد للتعايش والتغلب على التحديات التي قد يواجهونها، وتحقيق التوازن بين استمراره في التعلم والنمو.

المصادر:

(0) التعليقات

    لاتوجد تعليقات

اترك تعليقا

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك

اشترك الآن في النشرة البريدية لتصلك أحدث المستجدات العلمية وآخر التحديثات التدريبية