الأبعاد السبعة لتحليل السلوك التطبيقي (ABA)

تحليل السلوك التطبيقي ABA يقوم على عملية تطبيق التدخلات بشكل منهجي بناءً على مبادئ نظرية التعلم لتحسين السلوكيات ذات الأهمية الاجتماعية والتقليل من المشاكل السلوكية، كما أن أي برنامج ABA عالي الجودة لا بد أن يتضمن الأبعاد السبعة لتحليل السلوك التطبيقي  (Dimensions Of Applied Behavior) وذلك لإثبات أن التدخلات المستخدمة مسؤولة عن تحسين السلوك كما تساعد معالجي السلوك في التأثير على عملائهم من خلال التدخلات الفعالة والمدعومة بالأبحاث. 

ويعد البحث الذي نشره (Bear et al 1968) من أهم البحوث التي وضحت أهمية التحليل السلوك التطبيقي كمنحى جديد في علم النفس السلوكي، وهي من أكثر الأبحاث التي تم الرجوع إليها وتم توثيقها في كثير من البحوث، وفي هذا البحث حدد سبع خصائص/أبعاد لتحليل السلوك التطبيقي، لذا فإن معرفة وفهم هذه الأبعاد السبعة أمر ضروري لفهم مجال الـ ABA.

:The 7 Dimensions Of Applied Behavior Analysis (ABA) -الأبعاد السبعة لتحليل السلوكي التطبيقي

1- تطبيقي (Applied)

يشير التطبيق في التحليل السلوكي (ABA) إلى التزام بإحداث تحسينات في السلوكيات التي تعزز وتحسن حياة الأشخاص (Cooper et al.، 2019، ص 16). كما يجب اختيار السلوكيات ذات الأهمية الاجتماعية هي الأهداف التي تستهدف المهارات التكيفية أو الأكاديمية أو الاجتماعية أو التواصل والتفاعل الاجتماعي أو السلوكيات اللغوية  وذات أهمية عملية للفرد والمجتمع، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف القدرات بين المتعلمبن، وبالتالي يجب أن تكون الأهداف المختارة فردية بطبيعتها وقابلة للتطبيق على ذلك المتعلم فقط، وكما يشير إلى تطبيق الإجراءات في بيئة الفرد الطبيعية التي يحدث فيها.

على سبيل المثال، قد يشعر المتعلم بالضيق أو الإحباط عندما يخسر لعبة ما، مما يتسبب بمشكلة سلوكية كالصراخ والرمي. هنا يختار محلل السلوك BCBA/ QBA أو المشرف السلوكي QASP-S إضافة مهارة التأقلم كتدخل يُعَلم الفرد كيفية إظهار الإحباط بشكل مناسب عندما يخسر اللعبة، وذلك بهدف تحسين الحياة اليومية للمتعلم وفتح المزيد من الأبواب الاجتماعية لهم في المستقبل.

2- سلوكي (Behavioral)

التركيز هنا على السلوك المستهدف أو الملاحظ والذي يقتضي الأمر علاجه وتغييره وليس سلوكًا بديلًا. ويجب أن يكون هذا السلوك قابلًا للملاحظة والقياس وترجمته إلى بيانات تحليلية. تُستخدم هذه البيانات لاحقًا لعرض تقدم المتعلم، وتطوير خطط التدخل والعمل كوحدة قياس حول ما إذا كان المتعلم قد حقق هدفه أم لا، وتتصف العملية العلاجية بالثبات والدقة (الموضوعية)، كما أن الأمر يستدعي ملاحظة سلوك كل من يُسهم أو يكون جزءًا من الدراسة أو الخطة العلاجية.

3- تحليلي (Analytic)

أي تحديد العلاقة الوظيفية بين السلوك والمتغيرات المتعلقة بحدوثه، وهي أكثر وضوحًا في السلوك الإجرائي.ودراسة هذه العلاقة ليس أمرًا سهلًا إذ تتطلب من الباحث والاختصاصي درجة عالية من الدقة في ضبط المتغيرات ذات العلاقة. ثم عليه أن يبين من خلال النتائج التي توصل لها درجات السيطرة على السلوك من خلال دراسة المتغيرات الضابطة له (الضبط التجريبي)؛ لمعرفة ما هو التدخل الذي يجب تنفيذه وما هي التدخلات التي يجب نقلها إلى التعميم والاستدامة.

4 - تقني (Technological)

جميع الإجراءات والأساليب المستخدمة في خطط التدخل تسير بخطوات موصوفة ومكتوبة بشكل واضح وموجزة، ويقصد بها أن يفهمها أي مطبق ينفذ خطة التدخل، ويمكن إعادة تطبيقها وتكرارها بيسر، إذا تم وصف الإجراء بطريقة يصعب فهمها أو يمكن تفسيرها بطرق مختلفة عديدة، فهو ليس تقني.

5- مفاهيمه منظمة (Conceptually Systematic)

أي يجب أن تكون الإجراءات المطبقة في الخطط العلاجية والبحوث التجريبية مستمدة من مبادئ وأساليب التحليل السلوك التطبيقي، أي إرجاع الإجراء المستخدم إلى المبدأ السلوكي الذي اشتق منه، وهذا ضروري إذا أردنا أن نحافظ على تقنية هذا العلم وجعله علمًا مترابطًا.

6- فعال (Effective)

أي أن إجراءات التدخل الفعال لها قدرة على تغيير وتحسين سلوك المتعلم نحو الأفضل ويقلل من سلوكه الصعب بطريقة عملية ووظيفية. ويمكن الحكم على تحسن السلوك من خلال الموافقة الاجتماعية التي يبديها المجتمع المحيط بالفرد والإجراءات المتبعة، وفي حال لم يحقق المتعلم أهدافه المستهدفة، فلا ينبغي إلقاء اللوم على المتعلم أبدًا، بل إعادة التقييم لجعله فعالًا، وإذا تم اعتبار التدخل غير فعال من خلال متابعة البيانات، فيجب الأخذ بعين الاعتبار القرارات التربوية التالية:

  • إيقاف الإجراء غير الفعال
  • تعديل الإجراء لزيادة الفعالية.
  • تجربة تدخل جديد.

7- قابل للتعميم ( Generality)

السلوك الذي تم تغييره بعد انتهاء التدخل/ غياب العلاج سيبقى قادرًا على الاستمرار مع مرور الوقت، ويظهر في بيئات وظروف مختلفة ومع أشخاص مختلفين، ويمتد إلى مجموعة من السلوكيات الشبيهة والمرتبطة به والتي قد تأثرت بالإجراءات العلاجية المتبعة، دون تدريب أو تعليم مباشر.

وبهذه الأبعاد السبعة تميز العلاج السلوكي، الذي يرتقي إلى تحسين حياة المتعلم ووضع البرامج التي يحتاجون إليها؛ لتحقيق النجاح في بيئتهم الطبيعية وبيئاتهم المستقبلية.

 وبعد ضمان استيفاء جميع معايير الأبعاد السبعة، لا يوجد سبب لعدم تحقيق التقدم والنجاح!

 

المصادر:

(0) التعليقات

    لاتوجد تعليقات

اترك تعليقا

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك

اشترك الآن في النشرة البريدية لتصلك أحدث المستجدات العلمية وآخر التحديثات التدريبية