ما هو التعريف الإجرائي للسلوكيات المستهدفة في برامج ABA

السلوك (Behavior) أي تفاعل نفعله أو نقوله بحيث يكون قابل للملاحظة وقابل للقياس أي كل ما نقول ونفعل.

دعونا نستذكر! أن المنظومة السلوكية تتكون من ثلاث أجزاء A-B-C و حرف (Behavior  (B  يشير في تحليل السلوك التطبيقي إلى السلوك. 

لكي نفهم السلوك بالفعل، يجب علينا أولاً تعريفه.ففي ظل تعاملنا مع تعقيدات السلوك البشري، نقدر الفروق الفردية بين الأفراد والفروق الدقيقة بين السلوك والتدخل،  هنا تصبح أهمية التعريفات الإجرائية operational definition  أكثر وضوحًا. 

  في تحليل السلوك التطبيقي (ABA) نستخدم التعريف الاجرائي؛ لتحديد السلوك؛ لأنه عنصر حاسم في برنامجه الفعالة.

 بينما يتطلب  برنامج ABA جمعًا وتقييمًا دقيقًا للبيانات لاتخاذ قرارات العلاج. بالنسبة لأي عميل، من المحتمل أن يقوم أكثر من شخص بجمع البيانات.السؤال هنا ؟!

كيف يمكنك التأكد من وجود اتفاق حول ما إذا كان السلوك قد حدث أم لا؟  الجواب هو التعريف الإجرائي 

عند العمل مع الأطفال المصابين بالتوحد والاضطرابات التطورية الاخرى. من المهم بشكل خاص أن تحدد بوضوح السلوك الذي تستهدفه ويمكنك القيام بذلك من خلال 3 خطوات:

  • حدد ما إذا كنت بحاجة إلى تعريف طبوغرافي أو وظيفي.
  •  وصف السلوك.
  • ارفق في الوصف الخاص بك أمثلة ذات صلة بالهدف لمزيد من التوضيح.

ونقصد بالتعريف الإجرائي للسلوك operational definition  وصف السلوك بحيث يمكن ملاحظته وقياسه بمصطلحات موضوعية وموجزة، إذ يمكن لأي شخص أن يقرأ التعريف بسهولة وتحديد ما إذا كان السلوك يحدث أم لا، مما يحقق الاتساق في البيانات.

يعد تعريف السلوك بدقة ووضوح عنصرًا أساسيًا في تقييم السلوك الوظيفي. على الرغم من أننا كثيرًا ما نفكر في السلوكيات التي نريد تقليلها، إلا أننا أيضًا ننظر إلى السلوكيات التي نريد زيادتها بنفس الطريقة تقريبًا.

أمور يجب مراعاتها عند تعريف السلوك إجرائيًا

  • تجنب استخدام اللغة التي تضع أحكامًا أو تضع افتراضات. 
  • تجنب اللغة التي تناقش ما يشعر به الطفل عندما ينخرط في هذا السلوك.
  • وصف السلوك كما هو مرئي وملاحظ فقط.

إن تحديد السلوك مع مراعاة ما سبق يقلل من الارتباك ويضمن جمع البيانات بدقة. ويعد هذا أمرًا بالغ الأهمية بشكل خاص إذا كان هناك أكثر من شخص سيقوم بجمع البيانات حول السلوك.

لماذا نعرف السلوك الهدف ؟

  • من أجل جمع البيانات وقياس السلوك بشكل دقيق .
  • من أجل تكرار تطبيق الإجراء والتكرار مطلوب لتحديد فائدة البيانات في مواقف مختلفة.
  • لإجراء البحوث.
  • من أجل تطبيق الإجراءات السلوكية بشكل موحد بين أعضاء الفريق.
  • وصف بالضبط ماذا تريد من الطالب فعله حتى يتمكن الآخرون من عملية القياس.
  • يركز على التفاعل بين الفرد والبيئة وكتابة الخطط والبرامج الفردية التربوية.

أنواع التعريف الإجرائي

نعتمد عند تعريف السلوك إجرائيًا على نوعين من التعريف:

1- التعريف حسب الوظيفة

 يحدد التعريف الوظيفي فئة الاستجابة للسلوكيات من خلال تأثيرها المشترك على البيئة (الوظيفة).  يمكنك استخدام هذا النموذج من التعريف الاجرائي لوصف مجموعة من السلوكيات التي تخدم نفس الوظيفة. 

- متى تستخدم التعريف الوظيفي

 يجب استخدام التعريف الوظيفي عندما:

  •  تشمل الوظيفة جميع الأشكال ذات الصلة بفئة الاستجابة
  • عندما تكون وظيفة السلوك هي الأكثر أهمية.
  •  عندما تكون بحاجة إلى تعريف بسيط وموجز.

2- التعريف حسب شكل السلوك

يحدد شكل السلوك وكيف يبدو السلوك.  

 -متى يتم استخدام التعريف الطبوغرافي

 يجب استخدام التعريف الطبوغرافي عندما:

  •  ليس لديك معلومات موثوقة حول وظيفة سلوك معين.
  •  لا ينتج عن السلوك تأثير ثابت على البيئة.
  •  أحداث أخرى تنتج تأثيرات مماثلة على البيئة.

اختبار التعريف؟

يمكنك التحقق من وضوح واستيفاء معايير التعريف الإجرائي، من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية:

-هل بالإمكان معرفة عدد مرات حدوث السلوك؟

يجب أن تكون الإجابة "بنعم"

-هل سيكون السلوك واضح متى يحدث وينتهي وما هو السلوك عندما يقوم أي شخص بقراءة السلوك؟

يجب أن تكون الإجابة "بنعم"

-هل يتكون السلوك من سلوكيات فرعية أخرى؟

يجب أن تكون الإجابة "لا"

مكونات التعريف الإجرائي

ويتكون التعريف الإجرائي من عدة مكونات رئيسية توفر وصفًا شاملاً للسلوك الذي يتم تعريفه:

  • السلوك: الخطوة الأولى لإعداد تعريف إجرائي هي تحديد السلوك المستهدف بوضوح. يتضمن ذلك تحديد السلوك محل الاهتمام الذي سيكون محور التدخل أو التحليل، قد يشمل ذلك إجراءات أو استجابات أو عبارات لفظية محددة، يجب أن يكون السلوك قابلاً للملاحظة والقياس، مما يسمح بجمع البيانات وتحليلها بشكل موضوعي.

على سبيل المثال، إذا كان السلوك المستهدف هو "العدوان"، فمن المهم تحديد ما يشكل هذا السلوك. يمكن أن يشمل ذلك الأفعال الجسدية مثل: الضرب أو الركل أو العض، أو الأفعال اللفظية مثل الصراخ أو التهديد. من خلال تحديد السلوك بوضوح، سيكون لدى كل من يشارك في التدخل أو التحليل فهم مشترك لما يتم استهدافه.

  • الجوانب القابلة للملاحظة والقياس: يجب أن تصف التعريفات الإجرائية السلوك بطريقة تسمح بملاحظته وقياسه بشكل موضوعي. وهذا يعني استخدام لغة تصف بوضوح ما يمكن رؤيته أو سماعه، بدلاً من الاعتماد على تفسيرات ذاتية.

بمجرد تحديد السلوك المستهدف، من المهم تحديد جوانب السلوك التي يمكن ملاحظتها وقياسها. يتضمن ذلك تقسيم السلوك إلى الأجزاء المكونة له ووصف كيف يمكن ملاحظته وقياسه بشكل موضوعي.

على سبيل المثال، إذا كان السلوك المستهدف هو "رفرفة اليد"، فإن التعريف الاجرائي يمكن أن يحدد أن السلوك يتضمن حركات متكررة وسريعة لإحدى اليدين أو كلتيهما، عادةً في حركة متكررة لأعلى ولأسفل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتضمن التعريف تفاصيل مثل مدة السلوك أو تكراره أو شدته لتوفير معايير قياس أكثر تحديدًا.

  • المعايير: يجب تضمين معايير تحديد متى يحدث السلوك أو لا يحدث. قد يتضمن ذلك تحديد تكرار السلوك أو مدته أو شدته أو زمن الوصول إليه. تساعد المعايير على تحقيق الاتساق في التقييم وتسمح بجمع بيانات دقيقة.

  • السياق والظروف: يجب الأخذ في الاعتبار السياق والظروف التي يتم في ظلها ملاحظة السلوك. وقد يشمل ذلك البيئة، أو الأشخاص الحاضرين، أو المساعدات أو التعليمات المحددة، أو أي عوامل بيئية أخرى ذات صلة قد تؤثر على السلوك.

على سبيل المثال، إذا كان السلوك المستهدف هو "عدم الامتثال"، فيمكن أن يحدد التعريف الإجرائي إلى الحالات التي يفشل فيها الفرد في اتباع تعليمات معينة خلال إطار زمني معين أو بعد عدد محدد من التعليمات. 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتضمن التعريف معلومات حول أي أحداث سابقة أو عوامل بيئية قد تساهم في السلوك، وبالتالي يصبح من الأسهل تحديد السلوك بدقة وفهم العوامل التي قد تؤثر على حدوثه.

من خلال تضمين هذه المكونات في التعريفات الإجرائية، يمكن لمتخصصي تحليل السلوك التطبيقي التأكد من أن السلوكيات المستهدفة للتدخل محددة جيدًا وقابلة للقياس. كما يعزز هذا الوضوح الاتساق والموضوعية والدقة في جمع البيانات وتحليلها واتخاذ القرارات التربوية في برامج ABA.

يعد فهم واستخدام التعريف بشكل فعال أمرًا بالغ الأهمية لنجاح تدخلات ABA. تضع هذه التعريفات الأساس للتقييم الدقيق، والتخطيط للتدخل، ومراقبة/ متابعة التقدم، مما يساعد في نهاية المطاف الأفراد المصابين بالتوحد والاضطرابات التطورية الأخرى على تحقيق أهدافهم السلوكية الإيجابية.

فوائد التعريفات الإجرائية

  • تلعب التعريفات الإجرائية دورًا حاسمًا في تحليل السلوك التطبيقي (ABA) من خلال توفير أوصاف واضحة ومحددة للسلوكيات المستهدفة، تمكن ممارسي تحليل السلوك التطبيقي من التمتع من الفوائد العديدة التي تعزز:
  •  الاتساق
  •  والموضوعية
  •  والتواصل الفعال.

الاتساق والموضوعية في تقييمات السلوك والتدخلات، توفر للتعريفات الإجرائية  إطارًا موحدًا لتحديد وقياس السلوكيات، مما يضمن أن جميع الأفراد المشاركين لديهم فهم واضح لما يتم ملاحظته واستهدافه.

باستخدام لغة دقيقة ومعايير تفصيلية تمكن ممارسي تحليل السلوك التطبيقي من تحديد وقياس السلوكيات بدقة وباستمرار عبر بيئات وفترات زمنية مختلفة.

يتيح هذا الاتساق جمع البيانات وتحليلها بشكل أكثر ثبات، مما يؤدي إلى خطط تدخل سلوكية أكثر فعالية.

أما التواصل والتعاون يقصد بها أن التعريفات الإجرائية تعمل على تعزيز التواصل والتعاون بين ممارسي تحليل السلوك التطبيقي ومقدمي الرعاية وأعضاء الفريق الآخرين المشاركين في عملية تحليل السلوك. كما تضمن  التعريفات الواضحة والمحددة جيدًا أن يكون الجميع ضمن إطار العمل فيما يتعلق بالسلوكيات التي تتم معالجتها وأهداف التدخل.

كما يصبح من الأسهل لممارسي تحليل السلوك التطبيقي توصيل ملاحظاتهم ونتائجهم وتقدمهم إلى أعضاء الفريق الآخرين. وهذا  يعزز الفهم المشترك للتعاون الفعال ويسمح باتباع نهج أكثر تنسيقًا لإدارة السلوك والتدخل. وتعظيم فعالية التدخلات السلوكية وتعزيز النتائج الإيجابية للأفراد المصابين بالتوحد ومقدمي الرعاية لهم.

أمثلة على التعريفات الإجرائية في ABA

لفهم كيفية تطبيقها في تحليل السلوك التطبيقي (ABA) بشكل أفضل، دعنا نتعرف على مثالين يوضحان تطبيقها العملي:

1- تقليل سلوكيات الاستثارة الذاتية

السلوك المستهدف: تشير سلوكيات الاستثارة الذاتية، والمعروفة أيضًا باسم stimming، إلى الإجراءات المتكررة أو النمطية، مثل الرفرفة باليد، أو هز الجسم، أو المصاداة/ التقليد اللفظي، التي قد ينخرط فيها الأفراد المصابون بالتوحد.

السلوك وتعريفه الإجرائي:

رفرفة اليد: يقوم الفرد بحركات فتح وإغلاق متكررة وسريعة وإيقاعية بإحدى اليدين أو كلتيهما، مع إمساك اليدين بشكل غير محكم ومد الأصابع. يحدث هذا السلوك لمدة 5 ثواني على الأقل.

هز الجسم: يتمايل الفرد ذهابًا وإيابًا أثناء الجلوس أو الوقوف، مع تحرك الجذع بنفس الإيقاع. تحدث الحركة بشكل مستمر لمدة لا تقل عن 10 ثواني.

التقليد اللفظي/ المصادة: يصدر الفرد أصواتًا متكررة، مثل الهمهمة، أو الشخير، أو إصدار كلام متكرر دون غرض تواصلي واضح. يحدث النطق على التوالي لثلاث مرات على الأقل خلال فترة زمنية مدتها دقيقة واحدة.

من خلال التحديد الواضح للسلوكيات المحددة وخصائصها التي يمكن ملاحظتها، يمكن لممارسي تحليل السلوك التطبيقي تحديد وقياس سلوكيات الاستثارة الذاتية بدقة. وهذا يسمح بتحديد استراتيجيات التدخل المستهدفة ورصد التقدم الفعال.

2- زيادة الطلبات اللفظية

السلوك المستهدف: تشجيع الأفراد ذوي مهارات التواصل المحدودة على المشاركة في الطلبات اللفظية كوسيلة للتعبير عن احتياجاتهم أو رغباتهم.

السلوك وتعريفه

الطلبات/ التعليمات اللفظية: يستخدم الفرد كلمات أو عبارات منطوقة لتقديم طلب لعنصر أو نشاط أو إجراء مرغوب فيه. أن يكون الطلب الشفهي واضحاً ومفهوماً للسامع، ويتضمن اسماً أو فعلاً محدداً. يكون الطلب موجهًا نحو شخص آخر، ويكون مصحوبًا بالتواصل البصري أو الإيماءة. يبدأ الفرد ما لا يقل عن 3 طلبات شفهية خلال جلسة مدتها 10 دقائق.

من خلال تحديد معايير محددة للطلبات الشفهية، يمكن لممارسي تحليل السلوك التطبيقي تتبع تقدم الأفراد في زيادة مهارات التواصل لديهم. وهذا يسمح بتحديد استراتيجيات التدخل المستهدفة، مثل تقديم المساعدات أو التعزيز، لتسهيل تطوير التواصل الوظيفي.

تسلط هذه الأمثلة الضوء على كيف توفر التعريفات الإجرائية الوضوح والدقة في تدخلات تحليل السلوك التطبيقي. من خلال تقسيم السلوكيات المعقدة إلى مكونات يمكن ملاحظتها وقياسها، يمكن لممارسي تحليل السلوك التطبيقي تحليل السلوكيات وتتبعها وتعديلها بشكل فعال لتعزيز النتائج الإيجابية للأفراد المصابين بالتوحد والاضطرابات التطورية الأخرى.

يتطلب التعريف الإجرائي للسلوك بعض الممارسة للكتابة بشكل فعال، فهي عنصرًا أساسيًا في كتابة خطة التدخل السلوكي (BIP) أو عند جمع البيانات حول سلوكيات معينة. كما تسمح لك التعريفات الاجرائية بنقل شكل السلوك (طبوغرافيا) أو الوظيفة التي يخدمها السلوك مع توفير تفاصيل كافية لتكون واضحة. 

تنفيذ ومراقبة التعاريف الإجرائية

بمجرد  كتابة التعريفات الإجرائية، من الضروري تنفيذها ومراقبتها بشكل فعال لضمان جمع البيانات الدقيقة وقياس التقدم في تدخلات تحليل السلوك التطبيقي (ABA).وذلك من خلال:

-جمع البيانات وقياس التقدم

يعد جمع البيانات جانبًا أساسيًا من تدخلات ABA. فهو يسمح بالقياس الموضوعي لتغيير السلوك ويساعد في تقييم فعالية التدخل. عند تنفيذ التعريفات الاجرائية، من الضروري إنشاء إجراء منهجي لجمع البيانات.

يستخدم ممارسو تحليل السلوك التطبيقي أساليب مختلفة لجمع البيانات، بما في ذلك الملاحظة المباشرة وتسجيل الأحداث والتسجيل على فترات. تتضمن هذه الأساليب التوثيق المنهجي لحدوث أو عدم حدوث السلوك المستهدف خلال إطار زمني محدد.

لقياس التقدم، يمكن تحليل البيانات التي تم جمعها من خلال هذه الأساليب ورسمها بيانيًا لتمثيل تغير السلوك بشكل مرئي (بصري) مع مرور الوقت.

 توفر الرسوم البيانية تصويرًا مرئيًا واضحًا للتقدم، مما يسهل على مقدمي الرعاية والممارسين تحديد التوجهات واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن فعالية التدخل.

-تعديل وتنقية التعريفات حسب الحاجة

لا ينبغي أن تكون التعريفات الإجرائية ثابتة. ومن المهم تقييم فعاليتها بانتظام وإجراء التعديلات حسب الحاجة. ومع جمع البيانات وتحليلها، قد يصبح من الواضح أن التعريف الإجرائي الحالي لا يحدد السلوك المرغوب بدقة أو لا ينتج النتائج المرجوة.

وبالالي فإن تعديل التعريفات الإجرائية وتحسينها يتطلب إعادة النظر في التعريف الأولي والنظر في التعديلات بناءً على البيانات والملاحظات. قد تتطلب هذه العملية التعاون بين ممارسي تحليل السلوك التطبيقي ومقدمي الرعاية وغيرهم من المهنيين المشاركين في التدخل.

يعد التواصل المنتظم بين الممارسين ومقدمي الرعاية أمرًا بالغ الأهمية أثناء عملية التعديل والتحسين. تلعب المداخلات وملاحظات مقدمي الرعاية دورًا قيمًا في تحسين والتطوير، حيث أن لديهم رؤى قيمة حول سلوك الفرد في بيئات مختلفة.

في نهاية المطاف، يتضمن تنفيذ ومراقبة التعريفات الإجرائية في تدخلات تحليل السلوك التطبيقي جمع بيانات دقيقة وقياس التقدم، فضلاً عن المرونة في تعديل التعريفات وتحسينها لتعزيز فعالية التدخل. باتباع هذه الخطوات، يمكن للممارسين ومقدمي الرعاية العمل معًا لتعزيز التغيير السلوكي الإيجابي وتحسين نوعية الحياة للأفراد المصابين بالتوحد والإعاقات التطورية الأخرى.

تذكر النقاط الرئيسية التالية:

  •  لا تستخدم الكلمة التي تعرفها إجرائيا أثناء التعريف.
  • اطلب من شخص آخر قراءة التعريف مع  إمكانية طرح أي أسئلة توضيحية.
  • عند حدوث أخطاء في جمع البيانات، قم بتحسين التعريف الخاص بك.
  • قم بتضمين أكبر عدد ممكن من الأمثلة لضمان الوضوح.
  •  يجب على أي شخص يقرأ التعريف أن يكون  قادرًا على معرفة ما إذا كان السلوك قد حدث أم لا.

أسئلة متداولة عن التعريف الإجرائي 

- ما هي التعريفات الإجرائية  في ABA بالضبط، ولماذا هي مهمة جدًا؟

فكر في التعريفات الاجرائية  باعتبارها خرائط طريق تفصيلية للسلوك. فهي تساعد في وصف السلوكيات بعبارات واضحة وقابلة للملاحظة، والتأكد من أن الجميع يتحدثون نفس اللغة.

- كيف تساعد التعريفات الإجرائية في المواقف اليومية مع الأفراد الذين يتلقون خدمات ABA؟

إنها مثل كتيبات إرشادية للسلوك تساعد  متخصصي ABA على فهم السلوكيات وقياسها والعمل عليها بفعالية، مما يؤدي إلى نتائج أفضل للأفراد.

- هل التعريفات الإجرائية مخصصة للمعالجين فقط أم أن العائلات تستخدمها أيضًا؟

تلعب العائلات دورًا كبيرًا! وتعمل التعريفات الإجرائية على تمكينهم من خلال توفير رؤى واضحة حول السلوكيات التي يتم تناولها وكيفية قياس التقدم، مما يجعلهم مشاركين نشطين في العملية.

- هل تتغير التعريفات الإجرائية لكل شخص، أم أن هناك نهجًا واحدًا يناسب الجميع؟

لا يوجد مقاس واحد يناسب الجميع هنا! التعريفات الإجرائية مصممة خصيصًا لكل فرد، مع الأخذ في الاعتبار خصائصه وسلوكياته الفريدة. إنها بمثابة لغة مخصصة لفهم وتلبية الاحتياجات المحددة.

- كيف تساهم التعريفات الإجرائية في الجانب العلمي من تحليل السلوك التطبيقي؟

إنها العمود الفقري العلمي! تعمل على تحويل الملاحظات إلى بيانات قابلة للقياس لفهم أكثر دقة، مما يمنح ABA قوتها العظمى القائمة على الأدلة. 

-هل يمكنك إعطاء مثال على كيفية استخدام التعريفات الإجرائية في تقييم السلوك؟

بالتأكيد! لنفترض أننا نتطلع إلى الحد من "السلوك العدواني". قد يقسمها (يتحللها) التعريف الإجرائي إلى أفعال يمكن ملاحظتها مثل الضرب أو العض، لذا فإن ما نعمل عليه واضح تمامًا.

-هل تتطور التعريفات الإجرائية بمرور الوقت، أم أنها ثابتة؟

 ليست ثابتة كمنحوتة في الحجر! يمكن أن تتكيف التعريفات الإجرائية مع نمو وتطور الأفراد .

-كيف تعمل التعريفات الإجرائية على تعزيز التواصل بين مختصي ABA؟

إنها مثل اللغة التواصلية المشتركة، تخلق أرضية مشتركة بين المتخصصين، مما يضمن لهم عندما يتحدثون عن سلوك ما يفهمها الجميع بنفس المصطلحات المتعارف عليها بينهم.

-هل يمكن استخدام التعريفات الإجرائية خارج جلسات العلاج، كما هو الحال في المدارس أو في المنزل؟

طبعا! يمكن تطبيق التعريفات الإجرائية  في بيئات مختلفة، مما يجعلها تحقق الهدف المنشود لتعميم والاستدامة. فهي ليس فقط في الجلسات الإكلينيكية ولكن تطبق في المدارس والمنازل للحفاظ على الاتساق والوضوح.

-ماذا يحدث إذا كان هناك خلاف حول التعريف الإجرائي؟

التواصل هو المفتاح. إذا كان هناك اختلاف في الفهم، فيمكن للمخصيين والعائلات مناقشة التعريف الإجرائي  وتحسينه بشكل تعاوني، مما يضمن أن الجميع ضمن إطار العمل ويعملون على تحقيق الأهداف المشتركة.

اعتبارات أخلاقية مهمة عند كتابة واستخدام التعريفات الاجرائية.

1-الموضوعية والذاتية 

تهدف التعريفات الإجرائية إلى توفير أوصاف واضحة للسلوك وقابلة للقياس. إلا أن تحديد السلوكيات المعقدة بطريقة موضوعية وقابلة للقياس يمكن أن يكون أمرًا صعبًا. وتبدأ المخاوف الأخلاقية عندما يتم إدخال الذاتية أو التحيز الشخصي في تحديد السلوكيات، مما يؤدي إلى سوء تفسير محتمل أو تحريف لأفعال الفرد، لذلك لابد من :

-وضع مبادئ توجيهية وبروتوكولات واضحة للتعريفات الإجرائية لتقليل الذاتية.

-استخدام أدوات وإجراءات القياس ذات معايير معتمدة  لتعزيز الموضوعية والثبات.

-الانخراط في التدريب والإشراف المستمر لضمان التنفيذ المتسق والدقيق للتعريفات الإجرائية.

2-المبالغة في التركيز على السلوك الظاهر

غالبًا ما يركز تحليل السلوك التطبيقي (ABA) على السلوك الملاحظ والقابل للقياس (السلوكيات الظاهرة). في حين أن هذا النهج له مزاياه، فإنه قد يتجاهل الحالات والأفكار والعواطف الداخلية المهمة التي تساهم في رفاهية الشخص وأدائه بشكل عام (السلوكيات الخاصة / المخفية). كما أن المبالغة في التأكيد على السلوك الظاهر قد يتجاهل الفروق الفردية، والسياقات الثقافية، والتجارب الشخصية، مما قد يؤدي إلى تقييمات وتدخلات ضيقة الحدود.

لذلك لابد من:

1-خذ بعين الاعتبار المتعلم ككل، بما في ذلك الحالات الداخلية والأفكار والعواطف، إلى جانب السلوك الذي يمكن ملاحظته (أي السلوكيات الظاهرة والخاصة).

2- دمج التقييمات والتدخلات التي تحدد تجارب المتعلم الشخصية وأهدافه الشخصية.

3-استخدم نهجًا تعاونيًا يتصمن المتعلم وأسرته وأصحاب المصلحة المعنيين  لتحديد السلوكيات ومعالجتها.

3- الوصم والتصنيف

يمكن أن تؤدي التعريفات الإجرائية عن غير قصد إلى تصنيف ووصم المتعلمين بناءً على سلوكهم الملحوظ. عندما يتم اختزال الأوصاف السلوكية إلى مسميات، مثل "عدوانية" أو "تخريبية"، فقد يؤدي ذلك إلى إدامة الصور النمطية السلبية ويؤثر على كيفية فهم الآخرين للمتعلمين ومعاملتهم. لذلك لابد من:

- التركيز على وصف السلوك بدلاً من تصنيف المتعلم.

- تثقيف أصحاب المصلحة حول تأثير الوصمة والعمل على الحد من الصور النمطية وتعزيز القبول.

4- غياب الفردية

غالبًا ما تركز التعريفات الإجرائية على تحديد واستهداف سلوكيات أو فئات سلوكية معينة. ومع ذلك، فإن كل فرد مختلف عن الاخر، وقد يكون لسلوكياته معاني ووظائف متنوعة. 

تنشأ المخاوف الأخلاقية عندما يتم تطبيق التعريفات الإجرائية دون التخصيص الكافي، مما قد يؤدي إلى تدخلات عامة قد لا تعالج بشكل فعال الاحتياجات والأهداف الفردية لكل شخص، لذلك لابد من:

-إجراء تقييمات شاملة لفهم الخصائص والاحتياجات الفردية لكل متعلم.

- تعديل التعريفات الإجرائية لتتوافق مع السلوكيات المستهدفة للمتعلم ونقاط القوة والتحديات.

- قم بتقييم وتحديث التعريفات الإجرائية بانتظام للتأكد من أنها تظل ذات صلة وتستجيب لاحتياجات الفرد المتغيرة.

بما أن التعريفات الاجرائية  حجر الزاوية في أساس تحليل السلوك التطبيقي، ننصحك بأخذ الوقت الكافي للتدرب على كيفية كتابة تعريفاتك الإجرائية وتحسينها!

المصادر:

(0) التعليقات

    لاتوجد تعليقات

اترك تعليقا

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك

اشترك الآن في النشرة البريدية لتصلك أحدث المستجدات العلمية وآخر التحديثات التدريبية