التعاقد السلوكي ( CONTINGENCY CONTRACTING)
الكثير منا يحاول جاهدا للقيام بعدد من المهام حتى أننا نتعهد على ذلك أمام أنفسنا أو أمام الآخرين لأداها في وقت معين، لكننا في معظم الأحيان نفشل بإنجازها وتحقيق ما خططنا له، قد يكون السبب في ذلك بأنه لا توجد خسارة قوية حينما نخفق في تحقيق ما اتفق على تحقيقه.
لذلك يسعى المعالج السلوكي ومقدمي الرعاية والوالدين ومن لهم صلة بالفرد بإشراكه قدر الإمكان ضمن إجراءات العلاج لأن الأفراد الذين يشتركون في تصميم وتطبيق العلاج هم أكثر قدرة على تغيير سلوكهم وعلى إنجاح البرنامج العلاجي. وأفضل طريقة لذلك من خلال التعاقد السلوكي/ اﻟﻌﻘد اﻟﺳﻠوﻛﻲ (Behavioral Contract) أو ما يسمى أيضا ﻋﻘد اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ (Contingency Contracting).
يعرّف العقد السلوكي ﺑﺄنه "مستند ﻣﺗﻔﻖ عليه بشكل ﻣتبادل ﺑﯾن اﻷطراف، وﺗﺣدد ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ ﺑﯾن اﻧﺟﺎز ﺳﻠوك أو ﻣﮭﻣﺔ ﻣﺣددة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻓﺄة ﻣﺣددة (ﻣن ﻛوﺑر ، ھﯾرون ، ھﯾوارد). من خلال الجملة الشرطية التي تنص على أنه "إذا قمت بذلك فسوف تحصل على هذا.."
أي اتفاقية مكتوبة بين طرفين أحدهما الفرد الذي سيقوم بأداء المهمة والأخر هو الأخصائي أو مقدم الرعاية أو أحد والدي الطفل وتوضح هذه الاتفاقية المهمة المتوقعة من الفرد أن يؤديها خلال فترة زمنية محددة و المكافأة والعواقب التي سيحصل عليها نتيجة لذلك. كما أنها عملية تعاونية تهدف لتحقيق المنفعة المتبادلة، ويمكن أن يكون أداة قوية لتشكيل السلوك الإيجابي مع تقليل السلوكيات الأكثر تحديًا.
العقد السلوكي ليست مبدأ تعزيز، لأنها ليست لتعليم مهارة جديدة وتستغرق وقتًا أطول للحصول على المعزز/ المكافأة.
مكونات العقد السلوكي (Behavioral Contract)
أولًا: وصف المهمة المطلوبة وتشمل:
ثانيًا:اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة
ثالثًا: ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﮭﻣﺔ وﯾﺗم ذﻟك:
رابعًا: ﻛﯾف ﺗﻧﻔذ؟
ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ إﺟراءات ﻣﻧﮭﺎ:
شروط وخطوات عمل ﻋﻘد ﺳﻠوﻛﻲ (Contingency Contracting)
هل العقود السلوكية من الممارسات القائمة على الأدلة؟
قام الباحثون ( Bowman-Perrott, L., Burke, M. D., de Marin, S., Zhang, N., & Davis, H. (2015) بتجميع النتائج من 18 دراسة حول العقود السلوكية ل 58 طفلًا. حيث وجدوا تأثيرًا إيجابيًا شاملًا على مجموعة متنوعة من النتائج المستهدفة، مثل تقليل سلوكيات المشكلة (التدمير، وفض الاشتباك/ المشاجرات)، وتحسين السلوكيات المرغوبة على سبيل المثال: المشاركة ، التفاعل الاجتماعي المناسب، إكمال المهام، الاستجابات الأكاديمية الصحيحة.
متي يجب عليك استخدام العقد/ التعاقد السلوكي؟
يستخدم العقد السلوكي بهدف زيادة المهارة لدى الفرد طالما لديه المهارات اللازمة للتواصل معك وﻣوﺟود ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠم اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ وقادر على فهم العقد نفسه وﻣدى ﻗدرة اﻟﻣﺗﻌﻠم ﻋﻠﻰ اﻟﻘراءة (ﻏﺎﻟﺑًا) وليس لتعليم مهارة جديدة
ﺗﻄﺒﯿﻘﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ
تستخدم في مجموعة متنوعة من البيئات، يمكن أن تكون في الفصول الدراسية والمنازل وبرامج ما بعد المدرسة والشركات وما إلى ذلك، ويمكن تطبيقه مع بشكل فردي أو مع المجموعات بشرط أن يوافق جميع أعضاء المجموعة.
الفئات التي يمكن أن يطبق معها التعاقد السلوكي
ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﻠﻔظﯾﺔ ﻟﻠﻔرد ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮫ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﺳﻠوﻛﮫ ﺗﺣت ﺳﯾطرة (اﻟﻌﻘد/ اﻟﺗﻌﺎﻗد )اﻟﺳﻠوك ﻣﺣﻛوم ﺑﻘﺎﻋدة ﻟﻔظﯾﺔ، لذلك ﻗد ﻻ ﺗﻛون ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻸﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن إﻋﺎﻗﺎت ﺷدﯾدة أو ﺗﺄﺧر ﻟﻐوي.
ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧدام اﻟرﻣوز واﻟﺻور اﻟﻔوﺗوﻏراﻓﯾﺔ و/أو اﻷﺷرطﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ/اﻷﻗراص اﻟﻣدﻣﺟﺔ ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ وﺑﺷﻛل ﻣﻧﺎﺳب.
إن العقد السلوكي يركز على طريقة استغلال التعزيز بشكل إيجابي، مما يساعد؛ في جعل الأفراد أكثر مسؤولية عن أفعالهم، كما يخلق فرصًا للتفكير في سلوكهم مما يساعدهم على تحسين مهارات الملاحظة الذاتية والضبط الذاتي وبالتالي تحقيق الهدف النهائي من التعاقد السلوكي وهو الوصول إلى التعاقد الذاتي ويقصد بذلك أن ينظم الفرد ذاته دون تدخل من الآخرين.
المصادر:
لاتوجد تعليقات