ما هو التواصل المعزز و البديل (AAC)؟
التواصل المعزز والبديل (AAC)، أو ما يُعرف بـ الوسائل التعويضية والتواصل المساعد، هو مصطلح شامل يصف أي طريقة تواصل لا تعتمد على الكلام المنطوق. يعمل نظام AAC إما على تعزيز الكلام الموجود لدى الشخص أو استبداله بالكامل، ويُعد من أدوات الدعم اللغوي الحيوية. تُستخدم أنظمة AAC لدعم الأفراد من مختلف الأعمار المصابين بحالات طبية أو عصبية مثل التوحد، الحبسة الكلامية، والتصلب الجانبي الضموري (ALS)، مما يمكنهم من التعبير عن أنفسهم بشكل فعّال.
أنواع وسائل التواصل البديلة (AAC)
يمكن تقسيم تقنيات التواصل المساندة إلى فئتين رئيسيتين:
-
الأساليب غير المعتمدة على أدوات (No-Tech / Unaided): لا تتطلب أي أدوات خارجية، وتعتمد فقط على جسد المستخدم. تشمل هذه الأساليب التواصل غير اللفظي مثل: الإيماءات، وتعبيرات الوجه، ولغة الإشارة.
-
الأساليب المعتمدة على أدوات (Aided): تستخدم أدوات أو أجهزة خارجية. وتشمل هذه الفئة:
-
أجهزة منخفضة التقنية: مثل لوحات التواصل الورقية، وكتب التواصل التي تستخدم الرموز والصور، ونظام PECS (نظام التواصل بتبادل الصور).
-
أجهزة متوسطة التقنية: أجهزة إلكترونية بسيطة تنتج رسالة صوتية عند الضغط على زر.
-
أجهزة عالية التقنية: تُعرف باسم أجهزة توليد الكلام (SGDs). من أبرز الشركات المصنعة لها: Tobii Dynavox و PRC و Lingraphica. كما تشمل تطبيقات شهيرة، مثل: TouchChat و Proloquo2Go. تُستخدم أيضًا بروتوكولات متقدمة، مثل: PODD (Pragmatic Organisation Dynamic Display) لتنظيم المفردات.
كيفية اختيار جهاز التواصل المعزز والبديل (AAC) المناسب
يجب أن يعتمد اختيار جهاز التواصل المعزز والبديل على تقييم دقيق لاحتياجات الطفل وقدراته الفردية. تتلخص العوامل الرئيسية التي يجب مراعاتها في الآتي:
1. الاحتياجات والقدرات الفردية
- الملاءمة الفردية: اختر جهازًا يتناسب مع احتياجات وقدرات الطفل الفردية؛ فبعض الأطفال قد يحتاجون إلى دعم بصري (مثل: الصور)، بينما قد يستفيد آخرون من الإشارات السمعية.
- المهارات الحالية: قيّم مهارات التواصل الحالية للطفل وتفضيلاته وخصائصه الحسية.
- القدرات الحركية: قيّم مهاراته الحركية واليدوية لتحديد ما إذا كان بإمكانه استخدام الجهاز بشكل مستقل.
2. سهولة الاستخدام وإمكانية الوصول
- الواجهة والتنقل: يجب أن يكون الجهاز سهل الاستخدام، مع واجهة واضحة وأزرار وميزات شاشة لمس تسمح بالوصول والتنقل بسهولة.
- البساطة مقابل الفعالية: يجب أن يوازن الجهاز بين كونه بسيطًا وبديهيًا (لتجنب إحباط الطفل) وفعالًا بما يكفي لتوليد الكلام أو اختيار الرموز.
- قابلية الحمل والمتانة: يجب أن يكون الجهاز متينًا وقابلاً للحمل لضمان استخدامه بشكل يومي في بيئات مختلفة.
3. التكامل مع العلاج والتعليم
- التوافق مع الأهداف: تأكد من أن الجهاز المُختار يُكمّل ويتكامل بسلاسة مع أهداف علاج الطفل ومنهجه التعليمي ويدعم تطور اللغة والتواصل لديه.
- التخصيص: راعِ ما إذا كان الجهاز يسمح بالتخصيص، مثل: إضافة مفردات محددة أو دمج وسائل دعم بصرية خاصة بالطفل.
تنفيذ واستراتيجيات دعم استخدام أجهزة AAC
يُعدّ الدعم المناسب أمرًا ضروريًا لنجاح استخدام أجهزة التواصل المعزز والبديل، وتشمل استراتيجيات التنفيذ الرئيسية ما يأتي:
1. استراتيجيات التدريب والتطبيق
- التدريب الشامل: يجب أن يحصل جميع المعنيين (مقدمو الرعاية، والمعلمون، والمعالجون) على تدريب شامل حول كيفية استخدام الجهاز والتنقل فيه واختيار المفردات.
- التدريب المُخصص: يجب تصميم برامج التدريب لتناسب احتياجات وقدرات كل طفل على حدة.
- الدعم المستمر: توفير جلسات تدريبية مستمرة ودعم متابعة لمعالجة أي تحديات تظهر مع الاستخدام.
2. التعاون مع المختصين
- العمل الجماعي: التعاون الوثيق مع أخصائيي النطق واللغة والمعالجين المهنيين ومعلمي التربية الخاصة.
- تطوير الخطط: العمل معهم لتطوير خطط واستراتيجيات تواصل شخصية تضمن توافق أهداف الطفل العلاجية والتعليمية مع استخدام الجهاز.
- متابعة التقدم: يساعد التواصل المنتظم على متابعة التقدم وإجراء التعديلات اللازمة.
3. تشجيع النمو المستمر والاستقلالية
- النمذجة والتعميم: تشجيع استخدام الجهاز في بيئات طبيعية (مثل: أوقات اللعب والتجمعات) لتسهيل تعميم مهارات التواصل.
- توسيع اللغة: توفير فرص للتفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي للتشجيع على التطور التدريجي من الاعتماد على الجهاز إلى تنمية مهارات الكلام واللغة الطبيعية.
- إعادة التقييم والتعديل: إعادة تقييم احتياجات الطفل بانتظام لتوسيع المفردات على الجهاز أو إدخال ميزات جديدة أو الانتقال إلى أنواع مختلفة من الأجهزة مع تطور قدراته.
فوائد وتحديات التواصل المساند (AAC)
الفوائد:
- زيادة الاستقلالية والمشاركة: تُمكن المستخدمين من التعبير عن احتياجاتهم واختياراتهم، مما يعزز استقلاليتهم في الحياة الاجتماعية والمهنية.
- تحسين المهارات اللغوية: تثبت الأبحاث أن استخدام وسائل الدعم التواصلي قد يساعد في تحفيز وتطوير مهارات الكلام لدى الأفراد.
- بناء علاقات أعمق: تساهم في تقليل الإحباط الناتج عن صعوبات التواصل، مما يتيح للمستخدمين بناء علاقات أكثر ثقة وفاعلية.
التحديات:
- الوعي والتقبل الاجتماعي: يظل الوعي بفاعلية هذه التقنيات محدودًا، مما يتطلب جهودًا مجتمعية لتعزيز التقبل.
- التوطين والترجمة: قد تواجه بعض الأجهزة تحديات في توفير المفردات المناسبة أو التوطين للغة العربية بشكل دقيق.
استخدام AAC في سياقات مختلفة
تُعد تقنيات التواصل المساندة ضرورية في بيئات متنوعة:
- في المدارس: تُدمج أنظمة AAC في المناهج الدراسية لتمكين الطلاب من المشاركة في الأنشطة الصفية.
- في أماكن العمل: تُستخدم لتمكين الموظفين من التواصل بفعالية مع زملائهم ورؤسائهم، مما يعزز الإنتاجية والاندماج المهني.
- في المستشفيات: تُعد أداة حيوية للمرضى الذين يعانون من صعوبات في الكلام بسبب حالات طبية طارئة.
- في الحياة الرقمية: تتيح للمستخدمين التواصل عبر الإنترنت والمشاركة في المجتمعات الافتراضية، مما يفتح آفاقًا جديدة للتواصل الاجتماعي.
- دور الأسرة والمجتمع: يعد دعم الأسرة والمجتمع جزءًا لا يتجزأ من نجاح استخدام AAC. يتمثل دورهم في تشجيع المستخدم، ونمذجة استخدام الجهاز، وخلق بيئة داعمة.
الأسئلة الشائعة حول AAC
1- كيف أختار الجهاز أو النظام المناسب لطفلي؟
- يعتمد الاختيار على احتياجات الطفل وقدراته المعرفية والحركية. يُنصح بالعمل مع أخصائي نطق وتقييم الخيارات المختلفة لتحديد الحل الأنسب.
2- ما هي الخطوات العملية للبدء باستخدام AAC؟
- تبدأ العملية بالتقييم من قبل متخصص، ثم اختيار الجهاز المناسب، يليه التدريب المكثف للمستخدم والمحيطين به. يجب أن يكون الجهاز متاحًا للاستخدام في جميع الأوقات.
3- هل يمكن دمج AAC مع تقنيات الذكاء الاصطناعي أو الواقع المعزز؟
- نعم، هناك جهود بحثية مستمرة لدمج التواصل الداعم مع تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز لتحسين سرعة ودقة التواصل.
4-هل هناك جمعيات أو برامج تدريبية متخصصة؟
- نعم، هناك جمعيات مثل ISAAC (الجمعية الدولية للتواصل المعزز والبديل) التي تقدم الدعم والمعلومات على المستوى العالمي. كما توفر الشركات الرائدة برامج تدريبية متخصصة.
5-هل يمكن استخدام علاج ABA وأجهزة AAC معًا؟
- نعم. يمكن للعلاج السلوكي التطبيقي دمج أجهزة التواصل المعزز والبديل في الجلسات اليومية، مما يعزز مهارات التواصل ويضمن الاستخدام المستمر في المنزل والمدرسة والمجتمع.
المصادر
لاتوجد تعليقات