التوحد والمشي على أطراف الأصابع: الأسباب والعلاج الشامل

المشي على أطراف الأصابع (Tiptoe walking)، والمعروف أيضًا باسم المشي على رؤوس الأصابع toe walking، هو نمط مشي يعتمد فيه الطفل بشكل أساسي على مقدمة قدميه، مع تلامس ضئيل أو معدوم بين كعبيه والأرض. يُعرف هذا النمط أحيانًا بالمشي الحسي أو المشي غير النمطي، ويُصنف ضمن اضطرابات المشي عند الأطفال.

في حين يُمكن ملاحظة المشي على أطراف الأصابع لدى الأطفال ذوي النمو التطورية النمائي الطبيعي كجزء من الاستكشاف واللعب، إلا أنه أكثر شيوعًا بشكل ملحوظ لدى المصابين باضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder- ASD). وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 30% من الأطفال المصابين بالتوحد يمارسون المشي على أطراف الأصابع، مما يثير تساؤلات لدى الآباء ومقدمي الرعاية حول متى يكون هذا السلوك طبيعيًا ومتى يتطلب تقييمًا متخصصًا؟

إن فهم تعقيدات التوحد والمشي على أطراف الأصابع أمر أساسي للآباء، مقدمي الرعاية، المعالجين، والمعلمين. من خلال اكتساب المعرفة حول هذه السلوكيات واستراتيجيات علاج المشي على رؤوس الأصابع، يمكننا دعم وتمكين الأفراد المصابين بالتوحد بشكل أفضل لينجحوا في حياتهم اليومية.

فهم المشي على أطراف الأصابع: الأنواع والخصائص

يختلف المشي على أطراف الأصابع عن نمط المشي الطبيعي الذي يبدأ بملامسة الكعب للأرض، ويُصنف هذا السلوك، الذي يُعد أحد اضطرابات المشي عند الأطفال، إلى نوعين رئيسيين لتحديد الحاجة إلى التدخل:

1- المشي الاعتيادي أو مجهول السبب (Habitual/Idiopathic Tiptoe Walking):

  • يُشير إلى نمط المشي على مقدمة القدمين دون وجود حالة طبية أو عصبية محددة تُسببه. يُعد شائعًا نسبيًا لدى الأطفال الصغار وغالبًا ما يُعتبر اختلافًا في النمو النمائي الطبيعي، خاصةً إذا كان الطفل يحقق مراحل نموه الأساسية الأخرى.
  • كما لا يوجد دليل على شد عضلي، أو مشاكل حادة في المعالجة الحسية، أو تأخر حركي كبير. قد يزول السلوك تدريجيًا من تلقاء نفسه، عادةً في سن الخامسة أو السادسة.
  • هل يمكن أن يختفي المشي على أطراف الأصابع مع الوقت؟ نعم، في هذا النوع، غالبًا ما يختفي من تلقاء نفسه دون تدخل طبي مكثف.

2- المشي المصحوب بأعراض (Symptomatic Tiptoe Walking):

 يرتبط المشي على أطراف الأصابع بأعراض اضطرابات عصبية أو عضلية أو نمائية كامنة، يحدث هذا النوع كعرض لحالة مرضية أو اضطراب مسبب، غالبًا ما تتضمن:

  • اضطرابات عصبية: مثل: الشلل الدماغي (Cerebral Palsy).
  • اضطرابات نمائية: مثل: اضطراب طيف التوحد، متلازمة أسبيرجر (Asperger's Syndrome) (التي تُصنف الآن ضمن طيف التوحد)، متلازمة ريت (Rett Syndrome)، أو اضطرابات التكامل الحسي.
  • مشاكل عضلية: مثل: ضمور العضلات.
  • مشاكل في الأوتار: مثل: شد أو قصر وتر العرقوب (وتر أخيل).

يتطلب معالجة السبب الجذري من خلال تدخلات مبكرة، مثل: العلاج الطبيعي، أو الدعامات التقويمية، أو التقييم الطبي لتحسين القدرة على الحركة وجودة الحياة بشكل عام.

لماذا يمشي الأطفال المصابون بالتوحد على أطراف أصابعهم؟

يُلاحظ المشي على أطراف الأصابع بشكل أكثر شيوعًا لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. تشير الأبحاث إلى أن حوالي 9% من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد يُشخصون بالمشي المستمر على أطراف الأصابع، بينما تُلاحظ هذه السلوكيات لدى أقل من 0.5% من الأطفال غير المُشخصين بالتوحد. و دراسة أخرى أن 6.3% من الأطفال المصابين بالتوحد يُظهرون المشي المستمر على أطراف الأصابع. هذه الإحصائيات تؤكد الارتباط الملحوظ بين التوحد والمشي على رؤوس الأصابع.

فهم أسباب المشي على أطراف الأصابع لدى التوحد أمر أساسي لمعالجة هذا السلوك بفعالية وتقديم الدعم المناسب. قد يكون المشي غير النمطي لديهم نتيجةً لعوامل متعددة، منها:

1. اختلافات المعالجة الحسية (المشي الحسي):

  • غالبًا ما يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من اختلافات في المعالجة الحسية، أي أن حساسيتهم تجاه مختلف المثيرات (اللمس، الصوت، الحركة) قد تكون مرتفعة (فرط الحساسية) أو منخفضة (نقص الحساسية).
  • قد يكون المشي على أطراف الأصابع وسيلةً للأطفال المصابين بالتوحد لتنظيم مدخلاتهم الحسية، والسعي للحصول على التغذية الراجعة التي يحتاجونها (بحث حسي)، أو تجنب الأحاسيس غير المريحة (تجنب حسي). على سبيل المثال: يمكن أن يوفر المشي على مقدمة القدمين إحساسًا مختلفًا تحت أقدامهم، مما قد يساعدهم على الشعور بمزيد من الأمان والثبات، أو تجنب صوت ضربات الكعب أو الاهتزازات.
  • تجارب أسرية: تشير العديد من الشهادات الحية للأهل إلى أن أطفالهم المصابين بالتوحد قد يمشون على أطراف أصابعهم بشكل خاص على الأسطح غير المألوفة (مثل العشب أو الرمل)، أو الأسطح الخشنة، أو الباردة، أو في البيئات المزدحمة ذات المثيرات الحسية العالية، كوسيلة لتنظيم أحاسيسهم أو لتجنب الانزعاج، هذه التجارب تؤكد الجانب الحسي لهذا النمط من المشي.

2.  صعوبات التنسيق الحركي:

  • ترتبط صعوبات التنسيق الحركي عادةً بالتوحد، تشير الأبحاث قد يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبات في التوازن، التنسيق الحركي، وإدراك الجسم، مما يؤدي إلى صعوبات في أنماط المشي الأكثر شيوعًا.
  •  قد يكون المشي على أطراف الأصابع نتيجة لهذه الصعوبات، حيث يوفر قاعدة دعم أكثر ثباتًا، ويمكن أن يساعد في تعويض مشاكل التوازن والتنسيق الحركي.
  • كما لوحظت اختلافات في توتر العضلات، مثل: نقص التوتر العضلي (انخفاض توتر العضلات)، لدى الأفراد المصابين بالتوحد وارتبطت بمعالجة حسية متغيرة، مما يتداخل مع تخطيط التسلسل الحركي ويمكن أن يساهم في المشي على أصابع القدم.
  •  كيف يؤثر المشي على أطراف الأصابع على النمو الحركي للطفل؟ قد يؤدي المشي المستمر على أطراف الأصابع إلى قصر في أوتار وعضلات ربلة الساق بمرور الوقت، مما يحد من مرونة الكاحل، ويؤثر على التوازن، ويصعّب أداء حركات معينة، مثل: القفز أو الركض بكفاءة، وقد يزيد من خطر السقوط.

دراسة حالة أو أدلة قصصية

يقدم شخص بالغ مصاب بالتوحد منظورًا قيّمًا، حيث استمر في المشي على أطراف الأصابع لتجنب الأحاسيس غير المريحة (مثل: صوت ضربات الكعب المزعج، الاهتزازات المفرطة، أو تأثير "اهتزاز الكاميرا" الذي يسببه المشي بقوة على الكعب). يقترح حلولًا عملية مثل: ارتداء جوارب سميكة أو نعال مخملية (أحذية منزلية مريحة وناعمة ذات تبطين إضافي)، ويحذر من التركيز المفرط على "التخلص" من هذا السلوك، مؤكدًا على أهمية فهم التجارب الحسية والعاطفية للفرد.

أسباب أخرى محتملة للمشي على أطراف الأصابع

بالإضافة إلى العلاقة بالتوحد، يمكن أن يكون المشي غير النمطي ناتجًا عن:

  • الحالات العصبية: مثل: الشلل الدماغي (الذي يسبب زيادة توتر العضلات) أو ضعف العضلات التدريجي (مثل: ضمور دوشين العضلي) حيث يعوض الطفل عن ضعف عضلات الساق.
  • مشاكل العظام (Orthopedic Issues): كقصر أو شد وتر العرقوب (وتر أخيل)، الذي يحد من القدرة على خفض الكعب إلى الأرض، مما يؤدي إلى المشي المستمر على أطراف الأصابع.
  • تأخر النمو: قد يحدث لدى الأطفال الذين يعانون من تأخر نمو عام في المهارات الحركية، التنسيق، أو التوازن، حتى في غياب التوحد.
  • الأنماط السلوكية: يعد المشي على مقدمة القدمين عادةً شائعةً لدى العديد من الأطفال ذوي النمو النمائي الطبيعي كجزء من استكشافهم للحركة، وعادةً ما تكون عابرة وتزول مع اكتساب الطفل القوة والتوازن.

متى يُثير المشي على أطراف الأصابع القلق؟

يُعدّ التعرّف على المشي غير النمطي لدى الأطفال خطوةً مهمةً لفهم أنماط حركتهم الفردية وكيف تختلف عن نمط المشي الطبيعي.

علامات تحذيرية يجب الانتباه لها:

المشي على أطراف الأصابع شائع لدى الأطفال دون سن الثانية، ولكنه عادةً ما يزول في عمر 3-4 سنوات.أما المشي المستمر على أطراف الأصابع بعد سن 4-5 سنوات، خاصةً إذا أصبح نمطًا دائمًا أو أثر بشكل كبير على الأنشطة اليومية، فقد يكون ذلك علامة على وجود حالة مرضية كامنة، مثل: التوحد أو حالة أخرى.

علامات أخرى مصاحبة للقلق:

إذا كان المشي على أطراف الأصابع مصحوبًا بتأخر في المهارات الحركية (مثل صعوبة الجري أو القفز)، أو الكلام (تأخر في التعبير أو الفهم)، أو المهارات الاجتماعية (مثل: صعوبة التواصل البصري، اللعب التكراري، عدم الاستجابة للاسم)، أو أنماط سلوكية أخرى تختلف عن مراحل النمو الطبيعية (مثل: الحركات المتكررة أو الحساسية المفرطة)، فقد يشير ذلك إلى مشكلة نمو أوسع، مما يستدعي استشارة طبيب مختص.

أسئلة التشخيص الذاتي للأهل (ماذا أفعل إذا لاحظت المشي على أطراف الأصابع؟):

يمكن للأهل طرح هذه الأسئلة على أنفسهم لمراقبة سلوك الطفل:

-هل يقتصر المشي على أطراف الأصابع على أسطح معينة (مثل السجاد أو الأرضيات الصلبة أو الباردة)؟

- هل يمكن لطفلي أن يمشي على كعبيه عندما أطلب منه ذلك، وهل يفعل ذلك بإرادته؟

- هل هناك أي تأخر آخر في مهارات التواصل، المهارات الحركية الإجمالية أو الدقيقة، أو اللعب؟

- هل يبدو أن طفلي يتجنب بعض الملامس، الأصوات العالية، أو الأضواء الساطعة؟

- هل يظهر طفلي حركات جسدية متكررة أو اهتمامات مقيدة؟

من تستشير؟

  • أطباء الأطفال: هم جهة الاتصال الأولى لإجراء تقييم عام واستبعاد المشاكل الجسدية الشائعة.

  • اختصاصي النمو: خبراء في تقييم وتشخيص تأخر أو اضطرابات النمو، مثل: التوحد، متلازمة أسبيرجر، متلازمة ريت، أو اضطرابات أخرى.

  • أطباء الأعصاب: للمساعدة في التقييمات العصبية، خاصةً إذا كانت هناك مخاوف بشأن إصابة الدماغ أو الجهاز العصبي.
  • اختصاصيو العلاج الطبيعي: لتقييم التطور الحركي والتوصية بعلاجات لمعالجة مشاكل المشي، بما في ذلك المشي على أطراف الأصابع.

خطوات التشخيص:

يبدأ أطباء الأطفال بملاحظة دقيقة لأنماط مشي الطفل ونموه العام، إلى جانب فحوصات نمو معيارية. في حال الاشتباه في الإصابة بالتوحد أو اضطرابات نمائية أخرى، قد تُجرى تقييمات إضافية، مثل: قائمة التحقق المعدلة للتوحد لدى الأطفال الصغار (M-CHAT) أو تقييمات تشخيصية أكثر شمولًا. ما الفرق بين المشي على أطراف الأصابع بسبب التوحد وأسبابه العضوية؟

يكمن الفرق غالبًا في وجود أعراض أخرى مصاحبة للتوحد (حسية، اجتماعية، سلوكية، تواصلية) وقد لا تكون هناك قيود جسدية واضحة في بداية الأمر.أما الأسباب العضوية، فترتبط غالبًا بمشاكل جسدية، مثل: قصر وتر العرقوب أو اضطرابات عصبية عضلية يمكن تشخيصها بفحوصات سريرية دقيقة واختبارات تصويرية (مثل: الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي).

علاج ودعم المشي على أطراف الأصابع لدى الأطفال المصابين بالتوحد

عند معالجة المشي على أطراف الأصابع لدى الأطفال المصابين بالتوحد، من المهم طلب تقييم مهني متخصص والنظر في تدخلات العلاج المناسبة. يساعد التشخيص والتدخل المبكران، ضمن برامج التدخل المبكر، في فهم الأسباب الكامنة وتطوير استراتيجيات فعالة.


1.  طلب تقييم مهني:

  •   إذا لاحظتِ أن طفلكِ يمشي على أطراف أصابعه باستمرار، فمن الضروري طلب تقييم مهني من مقدم رعاية صحية أو اختصاصي نمو.
  •  يقوم الاختصاصيون بتقييم نمو طفلك العام، ومهاراته الحركية، وقدرته على المعالجة الحسية، ويراقبون نمط مشيه، ويقيمون قوة عضلاته وتناسقها، ويسألون عن مراحل نموه الأخرى وأي أعراض مرتبطة بالتوحد.

2- تدخلات العلاج الوظيفي (Occupational Therapy - OT):

 يلعب العلاج الوظيفي دورًا مهمًا في معالجة المشي على مقدمة القدمين لدى الأطفال المصابين بالتوحد، ويهدف إلى تعزيز قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية واستقلاليتهم.

- تقنيات التكامل الحسي: يستخدم اختصاصي العلاج الوظيفي تقنيات لمساعدة الأطفال على معالجة المعلومات الحسية بفعالية. قد تشمل:

  • المشي على مقدمة القدمين لدى الأطفال المصابين بالتوحد، ويهدف إلى تعزيز قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية واستقلاليتهم.
  • تقنيات التكامل الحسي: يستخدم اختصاصي العلاج الوظيفي تقنيات لمساعدة الأطفال على معالجة المعلومات الحسية بفعالية. قد تشمل:
  • إدخال الضغط العميق: تطبيق الضغط العميق على القدمين من خلال البطانيات المرجحة أو الجوارب الضاغطة أو السترات المرجحة لتوفير تأثير مهدئ.

- تمارين التقوية والتمدد: يصف اختصاصي العلاج الوظيفي تمارين تستهدف عضلات أسفل الساق لتقوية وتمديد العضلات، مما يحسن القوة، المرونة، والتوازن، قد تتضمن:

  • تمارين المشي: ممارسة المشي على أقدام مسطحة، ثم الانتقال تدريجيًا إلى المشي على أصابع القدم، تحت إشراف أخصائي. هل هناك تمارين منزلية فعالة؟ نعم، هناك العديد من التمارين المنزلية الفعالة، مثل: تمارين إطالة وتر العرقوب (الوقوف مع ثني الركبة والميل للأمام)، ورفع الكعب، والمشي على الكعبين. يجب دائمًا استشارة معالج طبيعي أو وظيفي للحصول على خطة تمارين مناسبة ومراقبة التقدم.
  •  تقوية الساق والقدم: أنشطة، مثل: المشي على أسطح غير مستوية، أو التوازن على قدم واحدة، أو استخدام أربطة المقاومة لتقوية العضلات اللازمة لآليات المشي السليمة.

يمكنك مشاهدة الفيديو كمثال:

- اعتبارات الأحذية (أنواع الأحذية الطبية): يقدم اختصاصيو العلاج المهني إرشادات حول الأحذية المناسبة التي توفر الدعم والثبات لمحاذاة القدمين بشكل صحيح وتعزيز نمط المشي من الكعب إلى أصابع القدم، مثل:

  •  دعم قوس القدم: الأحذية ذات الدعم المناسب لقوس القدم لتوزيع الوزن بالتساوي (مثل أحذية ببطانة داخلية داعمة).
  • دعم الكعب: الأحذية ذات الكعب المتين والداعم توفر الثبات وتقلل من الميل للمشي على الأطراف.
  • نعل مرن: يسمح بحركة طبيعية للقدم مع توفير الثبات.
  •  قد يوصون بماركات معينة معروفة بدعمها مثل: Stride Rite أو New Balance للأطفال، أو بأحذية طبية مخصصة من شركات، مثل: Orthofeet أو Dynaflange.

3.  العلاجات المحافظة الإضافية:

  •  العلاج الطبيعي (Physical Therapy): إذا كان المشي على أطراف الأصابع مرتبطًا بمشاكل عضلية أو مفاصلية، يساعد العلاج الطبيعي في معالجة اختلالات العضلات وتحسين القوة والمرونة.
  • الدعامات التقويمية (Orthotic Bracing) والجبائر: لتصحيح وضع القدم تدريجيًا، تُستخدم الجبائر الليلية (Night Splints)، مثل: دعامات  AFOs أو (Orthoses Ankle-Foot ) أو "Dynamic Ankle-Foot Orthoses"؛ للمساعدة في إطالة وتر العرقوب أثناء النوم أو أثناء الأنشطة اليومية.  يمكن الحصول على هذه الأدوات من متاجر المستلزمات الطبية أو من عيادات تقويم العظام المتخصصة.

4. التدخلات السلوكية (خاصة بالتوحد):

 تحليل السلوك التطبيقي (Applied Behavior Analysis-ABA): يركز على فهم السلوكيات وتعديلها من خلال التعزيز الإيجابي وإزالة التحسس التدريجي لتشجيع المشي بالكعب على الأرض، ضمن برامج التدخل المبكر التي تقدمها مراكز علاجية متخصصة، مثل: ABA Center 

5. الحلول الطبية أو الجراحية:

  قد يتطلب المشي المستمر على أصابع القدم والذي لا يستجيب للعلاج تدخلاً طبياً.متى يجب اللجوء للجراحة؟ يُعتبر اللجوء إلى الجراحة عادةً الملاذ الأخير بعد تجربة العلاجات المحافظة (مثل: العلاج الطبيعي والدعامات التقويمية) وفشلها لمدة 6-12 شهرًا، وعندما يكون المشي على أطراف الأصابع يؤثر بشكل كبير على الحركة، أو يسبب ألمًا، أو ينتج عنه قصر دائم في وتر العرقوب الذي لا يمكن تصحيحه بالوسائل غير الجراحية.

  • حقن البوتوكس (Botox Injections): لإرخاء عضلات الساق المشدودة مؤقتًا، مما يسهل تمارين التمدد ويساعد على تحسين نطاق حركة الكاحل.
  • إطالة وتر أخيل جراحيًا (Achilles Tendon Lengthening- ATL): إجراء جراحي لإطالة وتر أخيل، يُخصص للحالات التي تؤثر بشكل كبير على الحركة أو تسبب ألمًا.
  • مدة التعافي من جراحة إطالة وتر أخيل: يشمل جبيرة أولية لمدة أسبوعين، ثم حذاء المشي لمدة أسبوعين، وبدء العلاج الطبيعي بعد ستة أسابيع من الجراحة.

جدول مقارنة: المشي النمائي الطبيعي والمشي المرتبط بالتوحد (اضطرابات المشي).

نصائح لدعم الطفل الذي يمشي على أطراف أصابعه

1- تشجيع مراحل النمو الرئيسية:

شارك طفلك في اللعب النشط مثل: التسلق، القفز، أو اللعب بألواح التوازن لبناء القوة والتنسيق. قدم ألعابًا تتضمن دفع الأشياء الثقيلة (مثل :عربة التسوق أو الأثاث الخفيف)، أو الزحف عبر الأنفاق، أو المشي على أسطح غير مستوية (مثل: الوسائد أو الحصائر الحسية) لتعزيز الوعي الجسدي والحسي.

2- خلق بيئة شاملة (كيف يتعامل المعلمون مع الطفل في المدرسة؟):

  • في المدرسة، يمكن للمعلمين توفير بيئة صفية داعمة من خلال السماح بـ"فترات راحة حسية" منظمة للطفل (مثل المشي السريع في الممر، أو استخدام كرسي هزاز أو كرة اليوغا للجلوس عليها).
  • تشجيع الأنشطة التي تتضمن حركة قوية (مثل دفع عربة مليئة بالكتب، أو حمل أغراض ثقيلة) لتوفير مدخلات حسية عميقة قد تساعد في تنظيم المشي.
  •  توفير كراسي مرجحة صغيرة، أو وسائد أرضية مرجحة، أو حتى وضع شريط لاصق على الأرض للمشي عليه (مثل "ممشى القدمين" أو مسار حسي)، قد يساعد في تنظيم الحس العميق والمشي.

3- تجارب المعلمين:

يروي بعض المعلمين أن دمج الأنشطة الحسية في الروتين اليومي ساعد الأطفال على تقليل المشي على أطراف الأصابع وزيادة التركيز في الصف. ناقش ملاحظاتك مع فريق العلاج لوضع استراتيجيات متكاملة في المنزل والمدرسة.

4- تجنب الحكم أو الضغط:

تجنب إجبار الطفل على "المشي النمائي الطبيعي"، وقدم له دعمًا إيجابيًا للإنجازات الصغيرة واحتفل بتقدمه بوتيرته الخاصة.

5- استراتيجيات دمج الطفل في الأنشطة الاجتماعية:

تشجيع الأنشطة الجماعية التي لا تفرض نمط مشي معين، والتركيز على نقاط قوة الطفل، وتثقيف الأقران والمعلمين لتعزيز بيئة داعمة ومتقبلة. يمكن استخدام القصص الاجتماعية لتعليم الأطفال طرق اللعب والتفاعل المناسبة.

وجهة نظري كمحللة سلوكية معتمدة

التعامل مع سلوك الطفل يجب أن يكون من خلال فهم الأسباب الكامنة بدلاً من التركيز على التخلص من السلوك فقط. إذا كان المشي على أطراف الأصابع لا يؤثر سلبًا على الطفل (مثل: قصر وتر أخيل)، فقد لا يتطلب تدخلًا إذا كان الطفل قادرًا على المشي والجري واللعب كأي طفل آخر في عمره. الأهم هو جودة الحياة والوظيفة الكلية للطفل.

الخلاصة

العلاقة بين المشي على أطراف الأصابع والتوحد معقدة ومتعددة الجوانب، وغالبًا ما تتأثر بعوامل حسية وحركية وسلوكية. ورغم أن المشي على رؤوس الأصابع أو المشي غير النمطي قد يكون علامة على التوحد أو غيره من اضطرابات النمو، إلا أنه ليس علامة قاطعة بحد ذاته، ويجب تقييمه في سياق نمو الطفل بشكل عام.

يلعب التدخل المبكر دورًا حاسمًا في معالجة المشي على رؤوس الأصابع وأسبابه الكامنة المحتملة. يمكن لطلب التوجيه المهني من أطباء الأطفال، أو المعالجين (في مراكز علاجية متخصصة، مثل: VBA Center، أو المتخصصين أن يساعد في تحديد العوامل المساهمة ووضع استراتيجيات فردية لدعم نمو الطفل.

على الآباء ومقدمي الرعاية أن يتذكروا أن كل طفل حالة فردية، وأن التقدم يتطلب وقتًا، إن توفير بيئة داعمة خالية من الأحكام، إلى جانب المساعدة المهنية، يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في رحلة الطفل.

هل تبحث عن المزيد من الدعم؟ لا تتردد في استشارة مختص لتقييم طفلك ووضع خطة علاج مناسبة. كما يمكنك التواصل مع جمعيات دعم أسر التوحد في منطقتك للحصول على الموارد والتوجيه والدعم. وبالصبر والتفهم والتشجيع، يمكن للعائلات أن تشعر بالثقة في مساعدة أطفالهم على تحقيق كامل إمكاناتهم. ابدأ بخطوات بسيطة اليوم نحو مستقبل أفضل لطفلك!

الأسئلة الشائعة حول المشي على أطراف الأصابع

1- ما أسباب المشي على أطراف الأصابع عند الأطفال؟

  •  قد يكون المشي على أطراف الأصابع ناتجًا عن أسباب مجهولة (عادة)، أو اضطرابات عصبية (مثل: الشلل الدماغي)، أو اضطرابات تطورية نمائية (مثل: التوحد، متلازمة أسبيرجر، متلازمة ريت)، أو حالات جسدية مثل: قصر وتر أخيل.

2- في أي عمر يُثير المشي على أصابع القدم القلق؟

  • المشي على مقدمة القدمين شائع لدى الأطفال دون سن الثانية، ولكنه عادةً ما يزول في عمر 3-4 سنوات. أما المشي المستمر على أصابع القدم بعد سن 4-5 سنوات، فغالبًا ما يتطلب تقييمًا طبيًا متخصصًا.

3-هل المشي على أطراف الأصابع مدعاة للقلق دائمًا؟

  •  ليس دائمًا، قد يكون جزءًا طبيعيًا من مراحل تطور المشي المبكرة، ولكن يجب تقييمه في حال استمراره لاستبعاد أي أمراض أو مسببات كامنة، خاصة إذا كان يؤثر على التوازن أو الأنشطة اليومية.

4-كيف يتم تشخيص المشي على أصابع القدم؟

  • يشمل تشخيص التاريخ الطبي المفصل، والفحص البدني الشامل، وتحليل المشية، وربما تقييمات عصبية، تقويمية، وتنموية إضافية.

5- ما هو المشي مجهول السبب إصبع القدم (ITW)؟

  • ITW هو المشي في إصبع القدم دون سبب محدد، ويؤثر على 7-24% من الأطفال. يتم تشخيصه في حالة عدم وجود مرض عصبي أو عظام أو مرض عقلي كامن واضح.

6-ما هي العلاجات المحافظة للمشي على أصابع القدم؟

  •  تشمل العلاجات المحافظة العلاج الطبيعي، والدعامات التقويمية (أو الجبائر مثل: AFOs)، والتمارين المستمرة لتصحيح وضع القدم تدريجيًا.

7-ما المقصود بإطالة وتر أخيل (ATL)؟

  •  ATL هو إجراء جراحي لإطالة وتر أخيل، مما يسمح للقدم بالوصول إلى وضعية ومشية طبيعية، ويزيد من مرونة الكاحل.

8-ما هي مدة التعافي من جراحة إطالة وتر أخيل؟

  • يشمل التعافي جبيرة أولية لمدة أسبوعين، ثم الانتقال إلى حذاء المشي لمدة أسبوعين، وبدء العلاج الطبيعي المكثف بعد ستة أسابيع من الجراحة.

9-ما هي نسبة نجاح علاج المشي على أصابع القدم؟

  •  يمكن علاج المشي على أطراف الأصابع بنسبة 100% في كثير من الحالات، ويستجيب العديد من الأطفال بشكل جيد للعلاجات التحفظية أو الجراحة إذا لزم الأمر، خاصةً مع التدخل المبكر.

10-هل يمكن أن يختفي المشي على أطراف الأصابع مع الوقت؟

  • نعم، في حالات المشي الاعتيادي أو مجهول السبب، غالبًا ما يختفي السلوك من تلقاء نفسه مع التقدم في العمر (حتى سن 5-6 سنوات). أما في الحالات المرتبطة باضطرابات كامنة، فقد يتطلب تدخلاً علاجياً مستمرًا.

11-ما الفرق بين المشي على أطراف الأصابع بسبب التوحد وأسبابه العضوية؟

  •     المشي المرتبط بالتوحد غالبًا ما يكون مصحوبًا بتحديات حسية، اجتماعية، وسلوكية، وقد لا تكون هناك قيود جسدية واضحة في بداية الأمر. أما الأسباب العضوية، فترتبط غالبًا بمشاكل جسدية مثل قصر وتر العرقوب أو اضطرابات عصبية عضلية تظهر بفحوصات سريرية دقيقة.

12-هل هناك تمارين منزلية فعالة؟

  • نعم، هناك العديد من التمارين التي يمكن تنفيذها في المنزل، مثل تمارين التمدد لعضلات الساق (خاصة وتر أخيل)، وتمارين تقوية القدم، والمشي على أسطح مختلفة. يجب دائمًا استشارة معالج طبيعي أو وظيفي للحصول على خطة تمارين مناسبة ومراقبة التقدم.

13- متى يجب اللجوء للجراحة؟

  • يُعتبر اللجوء إلى الجراحة عادةً الملاذ الأخير بعد تجربة العلاجات المحافظة (مثل العلاج الطبيعي والدعامات التقويمية) وفشلها لمدة تتراوح بين 6-12 شهرًا. يتم النظر في الجراحة عندما يكون المشي على أطراف الأصابع يؤثر بشكل كبير على الحركة، أو يسبب ألمًا، أو ينتج عنه قصر دائم في وتر العرقوب لا يمكن تصحيحه بالوسائل غير الجراحية.

المصادر:

(0) التعليقات

    لاتوجد تعليقات

اترك تعليقا

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك

اشترك الآن في النشرة البريدية لتصلك أحدث المستجدات العلمية وآخر التحديثات التدريبية