لقد تعرفنا سابقًا كيف يلعب التعزيز دورًا هامًا في تقوية وزيادة احتمالية تكرار السلوك المرغوب به، ولكن هناك العديد من المهارات التي نود أن يتعلمها الفرد وهي بحد ذاتها تتكون من عدد من الاستجابات التي تؤدي بمجملها إلى أداء المهارة المطلوبة.
لذلك نحن بصدد إيجاد سلوك غير موجود أو تعليم سلوكًا جديدًا لذلك سنلجأ إلى إجراء يدعى التشكيل Shaping.
يعرف التشكيل بأنه الإجراء الذي يشتمل على التعزيز التفاضلي المنظم للاستجابات التي تقترب شيئًا فشيئًا successive approximations من السلوك النهائي (Terminal Behavior) بهدف تعليم سلوك جديد.
ويتم ذلك من خلال تحليل المهمة إلى عدة خطوات يتم تعزيز الفرد لتلك العناصر إلى أن يتم الوصول به إلى إتقان السلوك النهائي. ومن الأمثلة عليها في الحياة كثيرة منها تعليم الطفل القراءة والكتابة، تناول الدواء وتعلم الألعاب الرياضية.
التعزيز التفاضلي: وهذا يعني منح المعزز عند الاقتراب من السلوك المرغوب وعدم منح المعززات (الإطفاء) للمحاولات الأقل دقة. (فكر في لعبة الأطفال "ساخن وبارد" حيث يقوم أحد الأشخاص بإخفاء شيء ما، ويحصل الآخرون على أدلة لفظية مثل "ساخن" عندما يقتربون منه و"بارد" عندما يبتعدون عنه)
تقريبيات متتالية: قم بتقسيم السلوك إلى خطوات بسيطة وواضحة وعزز كل خطوة عندما يحققها الفرد.
لقد أثبت تشكيل السلوك فعاليته العالية في مجموعة واسعة من سيناريوهات الحياة الواقعية. على سبيل المثال:
المهارات الاجتماعية: قد يتلقى الطفل الذي يعاني من تخوف اجتماعي في البداية المعزز عند الرد على اسمه، ثم لبدء التحية، وفي النهاية للمشاركة في محادثات متبادلة.
يعد التشكيل أسلوبًا فعالًا يمكنك استخدامه عند تعليم مهارة جديدة أو تعزيز مهارة موجودة بالفعل في حصيلة الفرد. يمكن أن يكون التشكيل ضروريًا عندما لا ينخرط الفرد مطلقًا أو نادرًا في السلوك المستهدف (الهدف النهائي) وأن استجابته حتى تتمكن من تعزيزه ستستغرق وقتًا طويلاً؛ في هذه الحالة، من المحتمل أن تصل إلى السلوك المستهدف بشكل أسرع بكثير من خلال تعزيز السلوكيات القريبة/ تشبه الهدف لتشكيلها.
عندما تستخدم التشكيل، فإنك تستخدم مزيجًا من الاستراتيجيات التعليمية مثل: التعزيز التفاضلي، والتعليم المنهجي، والتلقين، وتحليل المهام، والزخم السلوكي لضمان بقاء ثقة ودافعية الفرد طوال الوقت.
تحديد وتعريف السلوك/المهارة النهائية المستهدفة التي تريد تدريبها.
تحديد السلوك المدخلي
في الـ ABA، يمكن تطبيق التشكيل عبر أبعاد مختلفة للسلوك. فيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:
الطبوغرافيا: تعديل شكل السلوك، مثل تحسين الكتابة اليدوية أو تحسين وضوح الكلام.
يعتقد سكينر أن التشكيل كان أسلوبًا قويًا لدرجة أنه قال ذات مرة:
أعطني أي شخص ويمكنني تشكيله في أي شيء
خالد لا يقوم بواجبه في الرياضيات أبدًا، ترغب في جعله يكمل واجباته المدرسية بشكل يومي. لذلك،عليك بتقسيم السلوك المرغوب إلى خطوات فرعية للوصول للسلوك المستهدف بشكل تدريجي. قد تكون هذه الخطوات:
أن يكتب خالد اسمه في أعلى ورقة العمل.
مثال آخر: استخدام فرشاة الأسنان كمثال لطفل لا يتحمل تنظيف أسنانه بالفرشاة لمدة دقيقة واحدة.
- قم بتحليل السلوك إلى خطوات بسيطة:
تتخلل الخطوات السابقة التعزيز والتعميم.
على الرغم من أننا نناقش في كثير من الأحيان تشكيل سلوك الأطفال، إلا أن إجراء التشكيل يمكن لأي شخص أن يطبقها مع نفسه! أحد البرامج الشائعة التي تستخدم التشكيل هو "Couch to 5k" برنامج من الأريكة إلى الركض لمسافة 5 كيلومترات. مثال شائع آخر: تريد شرب المزيد من الماء يوميًا،تحدد هدفك لشرب 8 أكواب يوميًا، على الأقل 3 مرات في الأسبوع. إذا حققت هدفك، كافئ نفسك بشيء كنت تتطلع إليه أو ترغب به، وعندما تحقق هدفك 3 مرات في الأسبوع، فإنك تحدد هدفًا جديدًا لشرب 8 أكواب من الماء 4 مرات في الأسبوع، وبالتالي أنت بذلك تشكل سلوكك الخاص.
إذا لم يكن التشكيل ناجحًا، يمكنك تكييفها لتناسب احتياجات الفرد وقدراته الحالية. ومن أجل تشكيل السلوك بشكل فعال، من المهم التخطيط بعناية للخطوات والمعززات وجدول التعزيز.
:المصادر
لاتوجد تعليقات