ما هو تدريب عكس العادة؟

لدينا جميعًا عادات، بعضها نفضل الإقلاع عنها ويمكن أن تتطور هذه العادات مبكرًا وقد تشمل سلوكيات مثل: قضم الأظافر أو مص الإبهام أو نخر الأنف لاستخراج مخاط الأنف بالإصبع  . يمكن لبعض هذه العادات أن تحل نفسها بمرور الوقت، ولكن قد يكون من الصعب كسر بعضها الآخر وتتطلب مساعدة خارجية. إحدى الطرق للتخلص من عادة غير مرغوب فيها هي من خلال التدريب على عكس العادة (Habit reversal training).

ما هو عكس العادة Habit reversal في تحليل السلوك التطبيقي؟

إجراء إدارة ذاتية يتضمن تحديد الأحداث التي تسبق سلوك الفرد الصعب والانخراط في سلوكيات بديلة عندما تحدث تلك الأحداث السابقة.

 عكس العادة في ال ABA هو أسلوب تدخل سلوكي يستخدم لمعالجة وتعديل العادات غير المرغوب فيها أو السلوكيات المتكررة. وهو ينطوي على استبدال العادة غير المرغوب فيها بسلوك أكثر قبولًا أو تكيفية.

هو علاج سلوكي قائم على الأدلة وفعال للغاية ومناسب للأشخاص من جميع الأعمار. يساعد الأشخاص على عكس عادة سيئة أو التخلص منها عن طريق اتباع خطوات تدريب معينة لعكس العادة.

فيما يلي فهم لكيفية عمل العلاج بعكس العادة البديلة وأهميته في معالجة العديد من العادات غير المرغوب فيها

فهم أساسيات تدريب عكس العادة HRT

- يتكون العلاج من خمسة مكونات رئيسية:

1-التدريب على الوعي Awareness Training: الخطوة الأولى هي زيادة وعيك بالسلوك الذي تريد تغييره. يتضمن ذلك التعرف على الوقت الذي تنخرط فيه في العادة، وتحديد العلامات المبكرة التي تشير إلى أنها على وشك الحدوث، وتحديد السبب والمواقف المحددة التي تؤدي إلى السلوك. وقد يقسم المعالج التدريب على الوعي إلى خطوات أخرى:

  • وصف الاستجابة Response description: تحدد أنت كمعالج والشخص (العميل) السلوك المتكرر (العادة) وتشرحاها بالتفصيل لفهم الحركات المحددة المرتبطة بهذا الفعل.على سبيل المثال، قد تفرك شفتيك قبل قضم أظافرك.

  • اكتشاف (رصد) الاستجابة Response detection: أنت تعرف في كل مرة تقوم فيها بالسلوك غير المرغوب فيه. سوف يثني عليك المعالج لأنك تعرف السلوك وسوف ينبهك إذا قمت بهذا السلوك دون أن تدرك ذلك.

  • التدريب على الإنذار المبكر Early warning training : بمجرد أن تصبح أكثر دقة وراحة في اكتشاف السلوك غير المرغوب فيه، سيساعدك المعالج على الإشارة إلى العلامات المبكرة للسلوك. قد يكون هذا رغبة في القيام بهذا الفعل أو حركة أولية، مثل: وضع يدك على فمك (لعض أظافرك في النهاية). ستتعرف أيضًا على المواقف أو الحالات العاطفية التي قد تجعلك أكثر عرضة للقيام بالعادة غير المرغوب فيها.

2- التدريب على الاستجابة المتنافسة Competing Response Training: في الخطوة التالية، ستعمل عن كثب  لتطوير سلوك بديل يمكن أن يحل محل العادة القديمة غير المرغوب فيها. ثم ستمارس هذا السلوك الجديد كوسيلة لإعادة توجيه السلوك الاندفاعي ليمنعك فعليًا من إكمال العادة.

يجب أن يكون السلوك البديل:

  • جعل القيام بالسلوك غير المرغوب فيه أمرًا صعبًا أو مستحيلًا.

  • من الممكن القيام به لمدة دقيقة واحدة على الأقل.

  • أن يكون سلوكًا "طبيعيًا" يمتزج بالأنشطة الجارية.

  • من الممكن القيام بأي شيء في أي مكان دون الحاجة إلى شيء معين.

إذا كنت تحاول استبدال عادة قضم الأظافر، على سبيل المثال، يمكنك:

ضم يديك في قبضة وجعلها بجانبك.

ضم يديك معًا.

اجلس على يديك (إذا كنت جالسًا بالفعل).

 

اثنِ "تكتيف" ذراعيك أمامك.

3- التدريب المكثف (الدافعية والامتثال) ( Intensive training (motivation and compliance

مرحلة التدريب المكثف ويطلق عليها أيضًا "الدافعية والامتثال" بهدف الالتزام للتخلص من العادة، لذلك قم بإنشاء قائمة بالمشكلات أو التحديات الناجمة عن السلوك غير المرغوب فيه. ستساعدك هذه القائمة على تذكيرك بأهمية الالتزام بهذا الإجراء. ببساطة إنك تعتمد على الدعم الاجتماعي، مثل أفراد الأسرة والأصدقاء، لمساعدتك على تعزيز السلوك المتنافس، من خلال طلب المديح والتشجيع الذي يمكن أن يزيد بشكل كبير من فرص نجاح الخطة العلاجية.

على سبيل المثال، قد يمدحك أحد المقربين منك عندما يلاحظ أنك تستخدم السلوك التنافسي أو قد يذكرك بلطف بالقيام بالسلوك التنافسي إذا رأى أنك تقوم بالسلوك غير المرغوب فيه.

4- التدريب على الاسترخاء Relaxation Training:العادات التي تحاول التخلص منها تميل إلى الحدوث في أغلب الأحيان عندما تكون تحت الضغط. لذا فإن إدارة التوتر قد تساعد في تقليل تكرار الرغبة في القيام بالسلوك غير المرغوب فيه.

في التدريب على الاسترخاء، سيساعدك معالجك على استخدام استراتيجيات مختلفة للمساعدة في تقليل مستوى التوتر لديك، مثلاً: تميل العديد من العادات والتشنجات التي تحاول التخلص منها إلى الحدوث في أغلب الأحيان عندما تكون تحت الضغط. لذا، فإن إدارة التوتر قد تساعد في تقليل تكرار الرغبة في القيام بالسلوك غير المرغوب فيه. من الأمثلة على استراتيجيات المساعدة في تقليل مستوى التوتر لديك:

  • اليقظة.
  • التأمل.
  • التنفس العميق.
  • التخيل أو التصور الذهني.
  • استرخاء العضلات التدريجي.
  • النشاط البدني.
  • القراءة أو الكتابة.
  • الاستماع إلى الموسيقى.

5- التدريب على التعميم Generalization Training: أخيرًا، ستمارس مجموعة المهارات الجديدة التي تم اكتسابها في مواقف مختلفة. و سيساعدك هذا على جعل الاستجابة للسلوك الجديد بتلقائية، مما يقلل من احتمالية العودة إلى العادة غير المرغوب فيها.

من يحتاج إلى التدريب على عكس العادة (HRT) ؟

يمكن للعديد من الأشخاص الاستفادة من التدريب على عكس العادات، وخاصة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات معينة تؤدي إلى عادات غير مرغوب فيها بما في ذلك اضطرابات الوسواس القهري (OCD) ومتلازمة توريت، كما لا يقتصر تدريب عكس العادات على معالجة السلوكيات المتكررة الشائعة. فقد أثبتت فعاليته أيضًا في علاج مجموعة واسعة من المشكلات، بما في ذلك:

  • الاكتئاب.
  • إدمان التدخين.
  • مشاكل المقامرة.
  • اضطرابات القلق.
  • التسويف (المماطلة والتأجيل).
  • مشاكل سلوكية أخرى.

إنه علاج متعدد الاستخدامات يمكن تصميمه ليتناسب مع أي احتياجات وتحديات محددة.

لماذا يجب تجربة تدريب عكس العادات؟

يشعر العديد من الأفراد الذين يعانون من عادات الوسواس القهري وتشنجات توريت بالحرج والخجل والذنب. وقد يشعرون أيضًا بالضيق أو القلق أو العجز عن السيطرة على ما يشعرون أنهم لا يستطيعون السيطرة عليه.

بالإضافة إلى العبء العاطفي الذي تخلفه العادات والتشنجات على الأفراد، فإنها قد تغير أيضًا مظهر الشخص. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي نتف الشعر إلى تخفيفه وحتى الصلع، في حين أن نتف الجلد يمكن أن يؤدي إلى ظهور الجرب والندوب.

هل يعد تدريب عكس العادة فعالًا؟

بشكل عام، تشير العديد من الدراسات أن تدريب عكس العادات علاجًا قويًا قائمًا على الأدلة يمكّن الأفراد من التحرر من العادات والسلوكيات غير المرغوب فيها وطريقة فعالة للحد من مجموعة واسعة من السلوكيات المعتادة، ويمكن أن يكون الطريق إلى التحول الإيجابي. 

ولكن من المهم ملاحظة أنه قد لا يعالج تمامًا حالة أكثر تعقيدًا، مثل التدخين في حالة الاعتماد على النيكوتين أو اضطراب الوسواس القهري.

قد تستفيد من خيارات العلاج الإضافية، مثل الأدوية وأنواع أخرى من العلاج النفسي (العلاج بالكلام)، للحالات المزمنة (طويلة الأمد). يمكنك أنت ومقدم الرعاية الصحية أو المعالج النفسي الخاص بك معًا وضع خطة علاج تناسبك بشكل أفضل.

ما المدة التي يستغرقها التدريب على عكس العادة للعلاج؟

التدريب على عكس العادة ليس له إطار زمني محدد. يعتمد عدد الجلسات التي قد تحتاجها مع المعالج على مدى تعقيد العادة وعوامل أخرى. يتعين عليك أيضًا مواصلة العمل خارج الجلسات لاستبدال العادة بإجراء آخر. يعد هذا "الواجب المنزلي" أمرًا بالغ الأهمية لمعرفة مدى نجاح العلاجHRT في حالتك.

بالنسبة للبعض، قد يستغرق الإقلاع عن العادة بنجاح بضعة أشهر. وبالنسبة للآخرين، قد يستغرق الأمر سنة أو أكثر. قد يحتاج العديد من الأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة (طويلة الأمد) تسبب سلوكيات متكررة، مثل اضطرابات التشنج اللاإرادي أو هوس الجلد، إلى جلسات علاج "مستدامة" طوال حياتهم بعد العلاج بعكس العادة.

اتخذ الخطوة الأولى نحو التغيير الإيجابي وفكر في طلب المساعدة لارشادك خلال هذه الرحلة.

المصادر:

(0) التعليقات

    لاتوجد تعليقات

اترك تعليقا

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك

اشترك الآن في النشرة البريدية لتصلك أحدث المستجدات العلمية وآخر التحديثات التدريبية