قانون المطابقة هو مبدأ في علاج ABA ينص على أن تكرار السلوك يحدث بما يتناسب مع التعزيز المتاح لكل سلوك. وهذا يعني أن الطفل سوف ينخرط في سلوكيات تؤدي إلى معدلات أعلى من التعزيز بدلاً من تلك التي تؤدي إلى انخفاض معدلات التعزيز.
أي أن مستوى حدوث السلوك يتناسب طرديا مع مستوى التعزيز، كلما زاد التعزيز في سياق معين زاد حدوث السلوك في ذلك السياق وكلما قل التعزيز قل حدوث السلوك أيضًا.
كما ينص قانون المطابقة على أن المعدلات النسبية للاستجابة لخيارين أو أكثر من الخيارات المتاحة سوف تتطابق مع المعدلات النسبية للتعزيز لتلك الخيارات.
وبعبارة أخرى، إذا كان هناك خياران متاحين وتم تعزيز أحدهما باستمرار أكثر من الآخر، فسوف يميل الفرد إلى اختيار الخيار الذي يتم تعزيزه بشكل متكرر.
تم وصف قانون المطابقة لأول مرة من قبل عالم النفس (ريتشارد هيرنشتاين، 1961). عندما أجرى تجارب على الحمام ووجد أن الطيور ستوزع سلوكها بين خيارين للاستجابة بما يتناسب مع معدلات التعزيز النسبية لتلك الخيارات.
للاستفادة من قانون المطابقة بشكل فعال، يجب عليك أولاً فهم الجداول المتزامنة للتعزيز وحجم التعزيز، وقد أشرنا لها سابقا في منشورنا جداول التعزيز المركبة: مفهومها وأنواعها
يتكون هذا الجدول المركب للتعزيز من جدولين أو أكثر من جداول التعزيز، كل منها له مثير تمييزي مرتبط، ويعمل بشكل مستقل وفي وقت واحد لسلوكين أو أكثر. تسمح جداول التعزيز المتزامنة للعميل بالحصول على خيار يخضع بشكل أساسي لقانون المطابقة (Matching Law)،وينص قانون المطابقة على أن "السلوك يذهب حيث يتدفق التعزيز"، وهذا يعني أن الجدول الزمني المرتبط بالتعزيز الأقوى سوف يؤدي إلى السلوك للانخراط في جدول التعزيز هذا.
على سبيل المثال، إذا عرضت على العميل التعزيز بالحصول على نصف ساعة من لعب ألعاب الفيديو إذا كان يجلس معك في غرفة الغداء، أو ساعة من لعب ألعاب الفيديو إذا كان يتواصل اجتماعيًا ويجلس مع أقرانه في غرفة الغداء (السلوك النهائي). من المتوقع أن عميلك سيختار التواصل الاجتماعي والجلوس مع أقرانه (حتى لو لم يكن هذا هو نشاطه المفضل) لأنه يريد الانخراط في السلوك الذي يمنحه تعزيزًا أقوى (ساعة واحدة من ألعاب الفيديو مقابل نصف ساعة).
وعلى سبيل المثال: إذا قمت بإنشاء جدول FR 20 وFI 30 يمكن لعميلك إما اختيار إكمال 20 مسألة رياضية، أو القراءة لمدة 30 دقيقة. و للعميل الاختيار بين السلوكيين.
مثال آخر: يتم إعطاء الطالب ورقتي عمل لمادة الرياضيات، واحدة زرقاء لمسائل الجمع، واحدة بيضاء لمسائل الطرح. يمكن للطالب العمل على أحد نوعي المسائل أو كليهما، بحيث يكسب معززا لكل 10 إجابات صحيحة لمسائل الجمع، ومعززًا لكل 5 إجابات صحيحة لمسائل الطرح (conc FR 10/FR 5) أي ترتبط الجداول الزمنية المتزامنة (conc) بقانون المطابقة وكلها تتعلق بالاختيار.
يبدو قانون المطابقة كما يلي:
في سياق علاج ABA، يساعد قانون المطابقة في توجيه الاختصاصيين لتصميم تدخلات فعالة لتعزيز السلوكيات المرغوبة وتقليل المشكلات السلوكية، من خلال فهم كيفية توزيع الأفراد لسلوكهم بناءً على التعزيز المتاح، ويمكن للمعالجين تصميم خطط علاجية لتحقيق أقصى قدر من النتائج الإيجابية.
على سبيل المثال، إذا كان الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد يتعلم التواصل باستخدام الكلمات، فقد يعزز المعالج استخدام الطفل للكلمات من خلال تقديم الثناء أو مكافأة صغيرة. وبمرور الوقت، سيتعلم الطفل أن استخدام الكلمات هو سلوك مرغوب فيه، وسيكون أكثر عرضة لاستخدام الكلمات في المستقبل.
يستخدم قانون المطابقة أيضًا لتحديد جدول التعزيز الأكثر فعالية لسلوك معين. قد يستخدم معالجو ABA جداول تعزيز مختلفة، مثل التعزيز المستمر أو التعزيز المتقطع، اعتمادًا على السلوك المستهدف.
يستخدم معالجو ABA قانون المطابقة لتقييم وتحليل أنماط السلوك، إذ يقومون بجمع البيانات حول تكرار السلوكيات المختلفة والتعزيز المقابل الذي تم تلقيه. مما تتيح لهم هذه البيانات تحديد أي عدم تطابق بين توزيع السلوك وتوزيع التعزيز. ومن خلال تحليل هذه المعلومات، يمكن للمعالجين اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الحاجة إلى التدخل والتعديلات المطلوبة في جداول التعزيز.
يساعد فهم قانون المطابقة أيضًا المعالجين على إنشاء برامج لاكتساب المهارات تتوافق مع مبادئ التعزيز. من خلال تحديد المعززات الأكثر فعالية لكل فرد، كما يمكن للمعالجين تصميم التدخلات التي تزيد من احتمالية السلوكيات المرغوبة واكتساب المهارات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قانون المطابقة يرشد المعالجين للحد من المشكلات السلوكية. ومن خلال تقييم حالات التعزيز المرتبطة بسلوك المشكلة، يمكن للمعالجين تحديد سلوكيات بديلة أكثر تكيفًا يمكن تعزيزها كبديل ويساعد هذا النهج الأفراد نحو استجابات أكثر ملاءمة مما يؤدي إلى تغيير سلوكي إيجابي.
تؤكد مبادئ قانون المطابقة في علاج ABA على أهمية الاستفادة من معرفة وفهم العلاقة بين التعزيز والسلوك. من خلال دمجها مع الإجراءات العلاجية في ABA التي تمكن محللي السلوك من تطوير تدخلات تزيد من فعالية علاج ABA وتساعد على التغيير السلوكي الإيجابي لدى الأفراد الذين يخضعون للعلاج، ومن هذه المبادئ:
مبدأ التعزيز
التعزيز هو مبدأ أساسي في علاج ABA والذي يلعب دورًا مهمًا في تشكيل السلوك. يعتمد قانون المطابقة على هذا المبدأ من خلال التأكيد على العلاقة بين معدل التعزيز وتوزيع الاستجابة بين مختلف الخيارات.
وفقا لقانون المطابقة، يميل الأفراد إلى توزيع سلوكهم بطريقة تتناسب مع نسبة التعزيز المتاحة. بعبارات أبسط، إذا كان هناك خياران متاحان وكان أحدهما يوفر ضعف التعزيز الذي يقدمه الآخر، فمن المرجح أن يخصص الأفراد سلوكهم بطريقة تعكس هذه النسبة. يسلط هذا المبدأ الضوء على تأثير التعزيز على الاختيارات التي يتخذها الأفراد.
يوفر قانون المطابقة رؤى قيمة حول أنماط سلوك الاختيار التي لوحظت لدى الأفراد الذين يخضعون لعلاج ABA، ويساعد في توجيه اختيار وتنفيذ التدخلات من خلال تحديد منظومة التعزيز التي تؤثر على السلوك، مما يمكن لمحللي السلوك تصميم تدخلات تتماشى مع مبادئ قانون المطابقة بعد تكوين فهم أفضل لكيفية تأثير التعزيز على الاختيارات التي يتخذها الأفراد. وهذا يضمن أن تكون التدخلات فعالة في تعديل السلوك ويساعد على اكتساب المهارات أو تقليل السلوك المشكل.
لتوضيح قانون المطابقة عمليًا، غالبًا ما يقوم محللو السلوك بإجراء تقييم المفضلات لتحديد العناصر أو الأنشطة المفضلة للفرد. تتضمن هذه التقييمات تقديم خيارات للفرد وقياس استجاباته لتحديد التفضيل النسبي لكل خيار. يمكن بعد ذلك استخدام نتائج هذه التقييمات لتوجيه استراتيجيات التدخل وتعزيز السلوك بشكل فعال.
قانون المطابقة له تطبيقات هامة في مجال العلاج بتحليل السلوك التطبيقي (ABA)،ومنها:
يركز علاج ABA على تعليم الأفراد مهارات وسلوكيات جديدة، لتطبيق قانون المطابقة بشكل فعال في برامج اكتساب المهارات، يقوم معالجو تحليل السلوك التطبيقي بجمع بيانات عن سلوك الفرد ومعدلات التعزيز، وتساعد هذه البيانات في تحديد السلوكيات الأكثر احتمالية لحدوثها وتسمح للمعالجين بتصميم جداول التعزيز وفقًا لذلك. ومن خلال مواءمة التعزيز مع مفضلات الفرد واحتياجاته، يتمكن المعالجين من تعزيز اكتساب المهارات وتسريع التقدم.
بالإضافة إلى اكتساب المهارات، يقدم قانون المطابقة أيضًا استراتيجيات للحد من المشكلات السلوكية وذلك من خلال فهم مبادئ قانون المطابقة؛ لتطوير تدخلات فعالة.
و للحد من المشكلة السلوكية، يستخدم المعالجون استراتيجيات مثل: التقييم السلوك الوظيفي لتحديد وظيفة السلوك أو الهدف منه، من خلال فهم العوامل الأساسية التي تحافظ على المشكلة السلوكية، والتي تساعد على تنفيذ التدخلات التي تستهدف الوظيفة وتوفير سلوكيات بديلة ومناسبة تخدم نفس وظيفة السلوك المشكل.
من خلال تعزيز السلوكيات المناسبة باستمرار، يتمكن المعالجين من تقليل السلوكيات غير المرغوب بها مع مرور الوقت. يركز هذا النهج على تعليم الأفراد طرقًا أكثر تكيفًا لتلبية احتياجاتهم، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين سلوكهم وأدائهم بشكل عام.
للاستفادة بشكل فعال من قانون المطابقة في علاج ABA، من الضروري اتباع خطوات محددة أثناء التنفيذ. يركز هذا القسم على جانبين رئيسيين: إجراء التقييمات وتصميم التدخلات الفعالة.
قبل تطبيق قانون المطابقة في علاج ABA، من الضروري إجراء تقييمات شاملة لجمع البيانات ذات الصلة. وتساعد هذه التقييمات في فهم أنماط سلوك الفرد وتحديد المتغيرات التي تؤثر على اختياراته. البيانات التي تم جمعها خلال التقييمات بمثابة الأساس لتصميم التدخلات على أساس قانون المطابقة.
أثناء عملية التقييم، يقوم محللو السلوك بمراقبة وتسجيل استجابات الفرد في المواقف المختلفة. يقومون بقياس وتحليل العوامل المختلفة، مثل تكرار السلوكيات ومدتها، لتحديد الأنماط وفهم مفضلات الفرد ودوافعه. يمكن أن تتضمن التقييمات ملاحظات مباشرة، ومقابلات مع مقدمي الرعاية، وتحليل البيانات الموجودة.
بعد إجراء التقييمات، يستخدم محللو السلوك المعلومات التي تم جمعها لتصميم التدخلات التي تتوافق مع مبادئ قانون المطابقة. الهدف هو خلق بيئة تشجع الأفراد على اتخاذ الخيارات المناسبة وتعزيز السلوكيات المرغوبة.
ولتصميم تدخلات فعالة، يأخذ محللو السلوك في الاعتبار عوامل مثل مفضلات الفرد، والسلوكيات المستهدفة للتغيير، ومدى توافر المعززات وملاءمتها. ويقومون باختيار جدول التعزيز بعناية للتأكد من أنه يتوافق مع نسبة سلوك الفرد ويعزز السلوك المطلوب.
تساعد هذه الخطوات في إنشاء خطة علاج فردية تزيد من فرص تحقيق نتائج ناجحة وتعزز التغيير السلوكي الإيجابي.
بشكل عام، يعد قانون المطابقة أداة قوية يمكن استخدامها عبر مجموعة واسعة من البيئات لتعديل السلوك وزيادة النتائج المرغوبة.
المصادر:
لاتوجد تعليقات