تشير سلامة الطرق أو السلامة المرورية Traffic safety إلى الأساليب والتدابير والاحتياطات التي نتخذها لتعليم الأطفال من ذوي الاضطرابات التطورية والتوحد؛ لضمان كيفية تصرفهم بأمان على الطرق.
باعتبارك أحد الوالدين أو مقدم الرعاية، فإنك تلعب دورًا حيويًا في تعليم طفلك مهارات السلامة على الطرق. غالبًا ما يقلد الأطفال سلوك والديهم أو القائمين على رعايتهم، وبالتالي من المهم أن تتصرف بأمان على الطريق، سواء كان ذلك كمشاة أو راكب دراجة أو سائق وأن تظهر مواقف إيجابية تجاه السلامة على الطريق. ومن الطبيعي أيضًا أن يكون لديك المزيد من التواصل مع طفلك وبالتالي ستكون أكثر قدرة على ضمان ممارسة وتعزيز مهارات السلامة على الطرق باستمرار.
الأشخاص من ذوي الإعاقة أكثر عرضة للحوادث المرورية بمعدل مرتين إلى خمس مرات مقارنة مع أقرانهم،وقد يشعر الآباء ومقدمي الرعاية للأطفال من ذوي الإعاقة بالقلق إزاء الصعوبات التي قد يواجهها أطفالهم في تعلم المهارات الأساسية للسلامة على الطرق. يتم تعليم الأطفال المهارات الأساسية للسلامة على الطرق منذ سن مبكر وعادةً ما يتعلمون المهارات المطلوبة لحمايتهم من الأذى. ومع ذلك، يمكن للأطفال من ذوي الاضطرابات التطورية أن يواجهوا تحديات أكبر عندما يتعلق الأمر بالتعرف على السلامة على الطرق؛ على سبيل المثال، قد يفتقر الأطفال المصابون بالتوحد إلى الوعي بالخطر أو يصبح من السهل تشتيت انتباههم.
أولًا: إذا كان طفلك يعاني من اضطراب نقص الانتباه (ADD) أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، فقد يظهر أيًا مما يلي:
ثانيًا: إذا كان طفلك يعاني من عسر القراءة أو اضطراب التناسق النمائي، فقد يُظهر أيًا من الأعراض التالية:
ثالثا: إذا كان طفلك يعاني من عسر القراءة أو صعوبات في القراءة، فقد يُظهر أيًا من الأعراض التالية:
كما يتضمن التدريب على إجراءات السلامة العامة الأخذ بعين الاعتبار ما قد يواجهه بعض الأفراد من قلق ومشاكل أخرى كالمشاكل حسية من ضوضاء المرور والروائح والأشخاص الذين يمرون بالقرب منهم .
قد ينخرط الأطفال من ذوي الاضطراب التطوري، مثل: التوحد أو ضعف البصر أو السمع أو متلازمة داون أو حتى الرهاب، في سلوكيات قد تكون خطيرة مثل: الركض بالقرب من الطريق أو داخله دون أن يدركوا المخاطر تمامًا. من المهم النظر في الأسباب التي دفعت أي طفل إلى اتخاذ مثل هذا الإجراء الخطير. قد لا يدرك العديد من الأطفال الصغار، حتى أولئك الذين ليس لديهم احتياجات خاصة أو إعاقات تطورية، سبب عدم انخراطهم في مثل هذا السلوك الخطير. لذلك، من المهم التأكد من عدم وجود أي شيء آخر يشجع على هذا السلوك.
سلوكنا الطبيعي عندما يكون شخص ما في خطر هي ردة فعلنا الحادة؛ للتأكد من بقائه آمنًا. ومع ذلك، قد يحب الطفل أن يُطارد، أو يحب الاهتمام الذي يتلقاه. إذا كان هذا هو الحال، تذكر أن تظل هادئًا< لأن رد فعلنا الطبيعي قد يكون بسبب الغضب الذي يمكن أن يخلق المزيد من الضيق، خاصة بالنسبة للطفل الذي يعاني من مشاكل في فهم الخطأ الذي ارتكبه.
عند نقلهم إلى مكان آمن، تواصل معه بصريًا واستخدم أي شكل من أشكال التواصل الأكثر ملاءمة لتأكيد أهمية عدم خروجهم إلى الطريق بدونك، وإذا كنت تستخدم رموزًا أو إشارات للتواصل مع طفلك، فذكره باستخدام علامة أو رمز "ممنوع الجري أو التسلق".
إذا كان طفلك يميل إلى الجري أثناء المشي، فقد يكون من المفيد محاولة توفير وسائل تشتيت انتباهه لإبعاده عن الركض. ومن بين الأفكار المقترحة التي يمكن أن تشتت انتباه طفلك الإشارة إلى الأشياء الموجودة في البيئة المحيطة، أو غناء أغنيته المفضلة، أو اسمح له بأخذ شيئًا يثير اهتمامه في الرحلة، مثل لعبة مفضلة أو مشغل موسيقى. وبهذه الطريقة، سيتلقى طفلك أيضًا اهتمامًا وتفاعلًًا إيجابيين لمنعه من الجري على الطريق. نحتاج جميعًا إلى تعزيز سلوكيات السلامة على الطريق الإيجابية مع أطفالنا، بغض النظر عما إذا كانت لديهم إعاقة أم لا.
من المهم عند تعليم طفلك مهارات السلامة على الطرق أن تأخذ في الاعتبار المخاطر الفعلية التي يواجهها في حياته اليومية وتضع أولويات للرسائل التي ستعلمها لطفلك بناءً على ذلك. على سبيل المثال، إحدى الرسائل الرئيسية التي يجب تعليمها لطفلك هي أنه يجب عليه التوقف عندما يُطلب منه ذلك. لا ينبغي له أبدًا محاولة عبور الطريق حتى يُطلب منه ذلك من قبل شخص بالغ يعرفه.
كما يجب عليك أيضًا محاولة مراعاة المخاطر التي قد يواجهها طفلك في المستقبل القريب، إذ سيبدأ العديد من الأطفال في المشي في الطريق وركوب الدراجات بشكل مستقل في سن 8-11 عامًا، ولكن الأطفال الذين لديهم احتياجات خاصة قد لا يزالون بحاجة إلى إشراف الكبار أثناء هذه المرحلة العمرية وما بعدها. عندما ينتقل طفلك إلى المدرسة الثانوية، فقد يبدأ في المشي وركوب الدراجات بشكل مستقل في كثير من الأحيان، إذا كان ذلك مناسبًا. وقد تزداد فرص السفر، لذلك سيحتاج إلى فهم كيفية الحفاظ على سلامته.
بصفتك أحد الوالدين أو مقدمي الرعاية، سيكون لديك فهم لما هو مهم لطفلك وبالتالي ما هي أساليب التدريب التي من المرجح أن يستجيب لها؟
على سبيل المثال، يستجيب العديد من الأطفال ذوي الاضطرابات التطورية (النمائية) والتوحد بشكل جيد للتعليمات الواضحة، ذات الأهداف أوالمعززات المحددة، طالما أن هذه الأهداف أو الممعززات هي شيء ذو صلة ومهم بالنسبة لهم. سيتضمن تعليم أي طفل مهارات السلامة على الطرق مزيجًا من الأنشطة النظرية والعملية. على الرغم من أنك قد تشعر بالحذر من اصطحاب طفلك إلى الطريق لممارسة هذه المهارات إذا كان من الممكن أن يكون متهورًا أو يتشتت انتباهه بسهولة، إلا أن اصطحابه إلى الطريق أمر مهم؛ لأنه سيساعده على ربط قواعد ومهارات السلامة على الطرق بسياق الحياة الواقعية ويشجعه على تحمل المسؤولية عن سلامته.
بداية نوصي بأهمية تعزيز مهارة التقليد والاستجابة للتعليمات لضمان تحقيق الإرشادات والمتطلبات التالية:
للبدء، اصطحب طفلك إلى طريق هادئ للغاية، مع وجود أرصفة على جانبيه ومعابر. قد يكون من المناسب ممارسة المشي إلى حديقة محلية أو مركز ترفيهي أو متجر محلي، باستخدام طريق هادئ. عندما تعبر طريقًا مع طفلك، انطق القواعد شفهيًا ثم اطلب من طفلك إعادة ذكرها قبل العبور، على سبيل المثال، "توقف بالقرب من الرصيف، وانظر إلى اليسار ثم انظر إلى اليمين". اتبع هذا الروتين في كل مرة تعبر فيها الطريق، وإليك مايلي:
قم بإنشاء روتين شخصي لطفلك وتعليمه كيفية تطويره، والذي يعتمد على سلوكه الفعلي ويمكن استخدامه للحفاظ على سلامته. على سبيل المثال، إذا كنت تأخذ طفلك إلى المدرسة سيرًا على الأقدام، فقم بتطوير روتين يمكنه من المشي إلى المدرسة بأمان، مثل الإمساك بيدك والمشي على الرصيف، وعلى الجانب الأبعد عن حركة المرور. نظرًا لأنك ستسير في هذا الطريق كثيرًا، يمكنك البدء في الإشارة إلى المخاطر والأماكن التي يكون من الآمن عبور الطريق فيها
استخدم تعليمات واضحة ومحددة لتعليم مهارات السلامة على الطرق. لا تستخدم عبارات غامضة، مثل "اعبر الطريق بأمان". بدلاً من ذلك، يمكنك أن تقول: "يجب عليك دائمًا التوقف والنظر والاستماع إلى حركة المرور قبل عبور أي طريق. لا تعبر إلا عندما تكون متأكدًا من عدم وجود شيء قادم. أمسك دائمًا بيد شخص بالغ أثناء عبور الطريق".
شجعهم دائمًا على الإمساك بيد شخص بالغ مسؤول أثناء المشي عبر الطرق المزدحمة.
اشرح السلوك المناسب وغير المناسب؛ على سبيل المثال، عدم الركض عبر الطريق.
امشي دائمًا على الرصيف أو المسار إذا كان هناك واحدًا ولا تتجول في الطريق.
السير في صف واحد على الجانب الأيمن من الطريق المواجه لحركة المرور إذا لم يكن هناك رصيف.
لا تعبر الطريق أبدًا أثناء استخدام الهاتف المحمول أو أثناء الاستماع إلى الموسيقى عبر سماعات الرأس,
ساعد الأطفال على تعميم مهارات أو قواعد السلامة على الطرق، وشجعهم على تطبيق ما تعلموه عن طريق واحد على جميع الطرق. على سبيل المثال:
يمكنك استخدام الصور أو القصص أو الأشخاص والسيارات، وسؤال طفلك عما يجب عليه فعله في كل حالة، لإثبات أنه يجب عليه تطبيق قانون المرور في جميع المواقف. يمكن أن تتضمن بعض الأمثلة التي تستخدمها ضغوطًا على الأطفال للتصرف بشكل خطير أو مخالفة القانون، مثل صديق ينادي عليهم من الجانب الآخر من الطريق، أو التسرع للوصول إلى المدرسة في الوقت المحدد. من المهم أيضًا مراعاة وتسليط الضوء على استثناءات القواعد، مثل مرور مركبات خدمات الطوارئ عبر الإشارات الحمراء.
استخدم التدريب العملي، وهو أسهل في التعميم من الأساليب الأخرى، لأنه يستند إلى سياق أقرب إلى الحياة الواقعية.
اشرح أهمية قواعد السلامة بعبارات حرفية، بدلاً من وضعها في سياق اجتماعي. أي ما هو مقبول أو ما سيتم النظر إليه بشكل إيجابي. على سبيل المثال، قد يكون من الأفضل أن تشرح لطفلك أن عدم اتباع قواعد السلامة قد يؤدي إلى إصابته، بتعليمات واضحة وكاملة.
ساعد الأطفال على تطوير استراتيجيات لمعرفة اليسار من اليمين. يواجه الكثير من الأطفال صعوبة في معرفة اليسار من اليمين، لذا من المفيد مساعدتهم على ابتكار طرق لمعرفة اليسار من اليمين، مثل رفع السبابة والإبهام بزاوية قائمة لمعرفة أي يد تشكل شكل حرف L لتحديد اليسار. اشرح لطفلك أنه قبل اتباع التعليمات، مثل "انظر إلى اليسار"، يجب أن يتوقف ويفكر في أيهما يسار وأيهما يمين. شجعه على السؤال دائمًا إذا لم يكن متأكدًا.
من الصعب على أي شخص (حتى الكبار) الحكم على السرعة التي تقترب بها حركة المرور. اشرح لطفلك أنه لا ينبغي له أن يعبر إلا إذا كان متأكدًا من عدم وجود حركة مرور تقترب. كما يجب يجب عليه التأكد من توقف حركة المرور قبل العبور،إذا كان عليه استخدام ممر أو جسر المشاة شجعه على ذلك.
عزز نجاح طفلك، وتابع مستوى تقدمه،ويمكنك اتباع نظام الاقتصاد الرمزي.
كن قدوة لطفلك باتباع قواعد سلوك المشاة والالتزام بها.
نصائح خاصة بناء على العمر التطوري لتعليم مهارات السلامة على الطرق للأطفال:
بناءً على التطور التطوري، فإن رسائل السلامة المرورية التي يجب أن تنقلها لطفلك هي:
-الأطفال دون سن 5 سنوات
-الأطفال من سن 5 إلى 7 سنوات
-الأطفال من سن 7 الى 11 سنوات
إذا أتيحت لطفلك الفرصة لتعلم مهارات السلامة على الطريق في المدرسة، فتحدث إلى معلم طفلك حول الرسائل الرئيسية التي يعلمها لطفلك واسأله كيف يمكنك تعزيز هذه الرسائل خارج المدرسة.
على الرغم من أن التدريب العملي على المشي سيكون مطلوبًا لتعليم طفلك مهارات السلامة على الطريق الأساسية، إلا أن هناك عددًا من وسائل التعليم التي يمكن استخدامها لتكملة تجربة الحياة الواقعية ومساعدة طفلك على تطوير فهم أفضل لكيفية الحفاظ على سلامته على الطريق. ومنها:
- القصص الاجتماعية
يمكن أن تكون القصص الاجتماعية مساعدة مفيدة بشكل خاص للأطفال المصابين بالتوحد واحتياجات إضافية أخرى. وهي عبارة عن أوصاف قصيرة لموقف أو حدث أو نشاط معين، والتي تتضمن معلومات حول ما يمكن توقعه في هذا الموقف ولماذا؟ ويمكن استخدامها لمساعدة طفلك على تطوير مهارات جديدة، مثل عبور الطريق بأمان عندما يكون برفقته شخص بالغ.
تقدم القصص الاجتماعية المعلومات بطريقة حرفية، مما قد يحسن فهم الشخص لموقف أو نشاط كان صعبًا أو غامضًا في السابق. يمكن تكييف العرض والمحتوى لتلبية احتياجات الأشخاص باختلاف قدراتهم. إذا كان طفلك مصابًا بالتوحد، فقد يجد صعوبة في تسلسل نشاط (معرفة ما يأتي بعد ذلك) واستخدام قصة اجتماعية يمكن أن يساعده في تطوير هذه المهارة. أيضًا، من خلال تقديم معلومات حول ما قد يحدث في موقف معين، وبعض الإرشادات للسلوك، يمكن أن تزيد من ثقة الشخص، وهو ما قد يتوق إليه طفلك، وبالتالي تقليل قلقه.
قد تتخذ القصص الاجتماعية شكل شريط تسلسلي، حيث تقدم معلومات بصرية بالإضافة إلى المعلومات المنطوقة، ويمكن الرجوع إليها قبل الحدث. على سبيل المثال، قبل الخروج للتنزه، يمكنك قراءة القصة حول سبب عدم خروجنا إلى الطريق. يمكن أن يعمل هذا كاستراتيجية سلوكية، مما يساعد طفلك على التعامل مع المشاعر أو أي هواجس أو اهتمامات خاصة. على سبيل المثال، قد يخرج الطفل المهتم بالسيارات إلى الطريق إذا رأى سيارة تعجبه.
ننصح بكتابة قصة اجتماعية للأطفال حول سبب عدم وجوب خروجهم إلى الطريق. إذ طورت كارول غراي، صانعة القصص الاجتماعية، إرشادات حول كيفية استخدام القصص الاجتماعية بشكل فعال:
- المساعدات البصرية
يمكن أيضًا استخدام المساعدات البصرية للتواصل مع الأطفال ذوي الاضطرابات التطورية، مثل الأطفال المصابين بالتوحد. فهي قابلة للتكيف وقابلة للنقل ويمكن استخدامها في العديد من المواقف، بما في ذلك التواصل مع طفلك عندما تكون في الخارج للمشي.
يمكن استخدام مجموعة واسعة من العناصر كمساعدة ودعم بصري. يمكن أن تكون هذه أشياء حقيقية أو صور مطبوعة أو صور معروضة على هاتف ذكي أو جهاز لوحي (آيباد) أو كمبيوتر. تتضمن بعض الأمثلة:
- الألعاب والدمى
لتعليم مهارات السلامة على الطريق، يمكنك لعب دور عبور الطريق بأمان باستخدام الألعاب والدمى. العب مع طفلك ألعاب تحاكي تجارب مرورية في أماكن آمنة مع تجنب لعب طفلك في الشارع أو مطاردة الكرة.عزز أثناء اللعب أهمية الألوان في ودلالاتها المرورية، مثل: اللون الأحمر والرمز لها بقف/ والأخضر والرمز لها بالمشي/ والبرتقالي لتعليم الاستعداد للانطلاق.
تبيع العديد من متاجر الألعاب إشارات السلامة على الطريق، وحصائر السيارات، والأشخاص والسيارات، وقد تجد أنه من المفيد لعب سيناريوهات مختلفة لإظهار سبب خطورة الركض إلى الطريق. هناك أيضًا عدد من الألعاب التفاعلية المتاحة على الإنترنت والتي يمكن أن تعلم الأطفال عن السلامة و عبور الطريق بأمان.
- معدات السلامة
إذا كنت قلقًا بشأن سلامة طفلك بالقرب من الطريق، فيمكنك شراء مجموعة من أحزمة الأمان والمعدات الأخرى للمساعدة في الحفاظ على سلامة الأطفال والبالغين . وهناك أيضًا عدد من المتخصصين الذين يمكنهم تقديم الدعم والمشورة.
أمنياتنا السلامة والأمان لأبنائكم
المصادر والمراجع:
لاتوجد تعليقات