طريقة منهجية للبحث عن المعرفة حول العالم الطبيعي ( Cooper et. al.2007). عندما تنخرط في البحث العلمي، فإننا نؤمن بمجموعة من الافتراضات حول كيفية عمل العالم من حولنا، بدون هذه الافتراضات؛ لن تتمكن من الاتفاق على أي نتائج، وسيكون من المستحيل تجميع المعرفة وبناء الحقائق من الأدلة العلمية.
تبدأ المنهجية العلمية بالملاحظات والأسئلة التي قد تستلهمها المواقف العلمية، المشكلات العملية، والتقنيات الحديثة، مما يستدعي البحث العلمي مواقف واتجاهات تضمن النزاهة والموثوقية.
تفترض الحتمية أن للكون قوانين وقواعد ونظامًا، بحيث تحدث الظواهر بالتزامن مع أحداث أخرى، لا مصادفةً؛ بالإضافة إلى ذلك، يمكن دراسة سبب هذه الأحداث (كوبر، هيرون، وهيوارد، 2020).
الحتمية هي فكرة أن السلوك قانوني ومنظم، يحدث لسبب، وليس صدفة أو قدر. على سبيل المثال: إذا كان الطفل يُصاب بنوبات غضب كلما ذهب إلى المتجر، فهناك سبب. ربما يكون وقت الغداء أو القيلولة - ربما يكون متعبًا أو جائعًا، أو ربما رأى لعبة أو حلوى يرغب بها. يحدد محللو السلوك هذه الأنماط لوضع تدخلات فعّالة.
هي دراسة الظواهر من خلال ملاحظات موضوعية لا تستند إلى تحيزات أو حدس، بل إلى بيانات (كوبر، هيرون، وهيوارد، 2020).
أي يعتمد تحليل السلوك التطبيقي (ABA) على الملاحظة الموضوعية والبيانات، وليس التخمينات. فكّر في الأمر، هل تثق بطبيب يُشخّص حالتك دون فحوصات؟ على الأرجح لا. وبنفس الطريقة، يعتمد محللو السلوك على البيانات الموضوعية، وليس الحدس، لفهم السلوك. من خلال الملاحظة المباشرة والمقابلات والتحليلات الوظيفية، نحدد ما يُحافظ على السلوك حقًا، كما تساعد القياسات الموضوعية والبيانات في إبقاء الجميع على اطلاع دائم.
لنفترض طفلًا يضرب أقرانه أثناء الاستراحة. بدلًا من افتراض أن الطفل "عدواني"، يجمع محلل السلوك التطبيقي البيانات ويجد أن الضرب يحدث فقط عندما يريد الطفل الوصول إلى لعبته المفضلة. باستخدام هذه المعلومات، يمكننا الآن تعليم سلوكيات بديلة أكثر ملاءمة مثل: تعليم الطفل طلب اللعبة بدلاً من ذلك.
هي عملية استخدام المنهج التجريبي (التحكم المنظم والمنهجي بمتغير مستقل) لمراقبة وجود علاقة وظيفية، ورصد أي تأثيرات على المتغير التابع (كوبر، هيرون، وهيوارد، 2020).
العلم لا يقتصر على الآراء، بل على الأدلة، يستخدم محللو السلوك التجارب لاختبار ما إذا كانت تدخلاتهم تُحدث تغييرًا سلوكيًا بالفعل.فهم يتلاعبون بالمتغيرات (بإدخال تدخل مثل تدريب التواصل الوظيفي) ويقيسون النتائج.
يُعد التجريب جزءًا أساسيًا من المنهج العلمي، في تحليل السلوك، عادةً ما يكون المتغير المستقل هو التدخل السلوكي المُطبق. أما المتغير التابع، فهو سلوك يُقاس بصيغة معينة.
على سبيل المثال: لتقليل البكاء عند تشغيل مجفف الشعر أثناء قص الشعر، يختبر محلل السلوك خيارين: التشتيت، أي إتاحة وقت للشاشة أثناء تجفيف الشعر، وتدريب التواصل الوظيفي (مثل قول "استراحة من فضلك") الذي يؤدي إلى إيقاف مجفف الشعر لمدة دقيقة. تُظهر البيانات أن تدريب التواصل الوظيفي كان أكثر فعالية.
من خلال هذه التجربة، يمكننا إثبات أن تدخلنا هو الذي قلل السلوك المستهدف، وليس مجرد حظ.
هو عملية تكرار التجارب، بما في ذلك تكرار نفس المتغيرات، التعديلات، والظروف الأخرى من التجارب السابقة، لإثبات فعالية التدخل بشكل متكرر، نجاح واحد لا يكفي، نريد أن يُحقق تدخلنا نتائج متسقة في مختلف البيئات والأشخاص والأوقات.
على سبيل المثال: يُدرّب الطفل الذي يُصاب بانهيار عصبي في كل مرة يبدأ فيها الانتقال على استخدام جدول بصري في بيئة العيادة، مما يُحسّن الانتقالات بشكل كبير. يُدرّب محلل السلوك المعتمد الوالدين على استخدام جدول مرئي في المنزل، مما يُحسّن أيضًا الانتقالات في المنزل. ثم يبدأ المساعد في المدرسة باستخدام جدول مرئي، ويلاحظ أيضًا تحسنًا في الانتقالات. نجح التدخل نفسه بشكل متكرر في بيئات مختلفة، أي أن آثاره كانت قابلة للتكرار.
نقطة البيانات الواحدة هي نقطة بيانات واحدة فقط. كل تجربة تُجرى لا تُمثل في الواقع سوى نقطة بيانات واحدة من النتائج. لضمان عدم كون النتائج مجرد صدفة، من المهم جدًا تكرار التجارب مرارًا وتكرارًا. لهذا السبب، يُعد تسجيل كل جزء من التجربة بدقة أمرًا بالغ الأهمية: حتى يتمكن الآخرون من تكرارها بنفس الطريقة، أو تغيير جانب واحد فقط لمعرفة ما إذا كانت النتائج ستختلف.
في تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، عادةً ما تنبع قابلية التكرار من استخدام تصميمات A-B-A-B.
الشك الفلسفي هو موقف العالم الذي ينطوي على التشكيك فيما يُسلّم بأنه حقيقة (أي الشك) (كوبر، هيرون، وهيوارد، 2020).
يُذكرنا الشك الفلسفي بالتفكير مليًا في "ماذا لو كنتُ مخطئًا؟". قد لا ينجح التدخل الذي نجح العام الماضي اليوم؛ يتغير الأطفال، تتغير البيئات، ويتطور العلم. لا بأس من قول: هذا غير مُجدٍ، فلنجرب شيئًا جديدًا.
تخيل طفلًا في الرابعة من عمره يرفض التدريب على استخدام المرحاض، ويبدي عنادًا رغم أشهر من استخدام الملصقات، الأطعمة، الوسائل الاجتماعية، والملموسة. يفكر محلل السلوك المعتمد (BCBA): ماذا لو لم يكن العناد هو المشكلة؟.
بعد إجراء المزيد من التحقيقات، اكتشفوا أن الطفل يخشى صوت السيفون. عملوا على تقليل حساسية الطفل تجاه السيفون أولًا، ثم أعادوا إدخال روتين استخدام المرحاض، ونجحوا هذه المرة.
إذا كان 99 من أصل 100شخص مخطئين، فقد يكون الباقي على حق. الشك الفلسفي هو فكرة أن المعلومات الجديدة يمكن أن تؤدي إلى استنتاجات جديدة. في العلم، لا يمكنك إثبات صحة شيء ما، بل يمكنك فقط إثبات خطأ بعض الأمور؛ ومع ذلك، فإن بعض الأمور لا يُثبت خطأها، وبالتالي تُقبل كنظرية أو قانون.
الاقتصاد يعني البدء دائمًا بأبسط تفسير قبل الانتقال إلى النظريات المعقدة، على سبيل المثال: يبدأ الطفل بإغلاق أذنيه والركض كلما ذهب إلى المتجر. قبل التفكير في تفسيرات أكثر تعقيدًا، فإن مجرد سؤال الطفل عن السبب يكشف أن المتجر صاخب جدًا، مما يسبب له الانزعاج. قبل تطبيق خطة تدخل سلوكي مطولة، قد يكفي استخدام سماعات رأس، وربما نظارات شمسية (أو التسوق في متجر آخر).
إطار فلسفي يُمكّن من تحسين الممارسات المهنية من خلال تحليل النتائج والقيم الاجتماعية (سينغر ووانغ، 2009).
تركز البراغماتية على التطبيق العملي للأفكار وصدق النظرية بناءً على فعاليتها في حل المشكلات. في تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، تُوجِّه البراغماتية التركيز على التدخلات والاستراتيجيات التي تُنتج نتائج عملية وقابلة للقياس في بيئات واقعية. تُقاس قيمة التدخل بقدرته على إحداث تغيير سلوكي ذي معنى.
تشمل البراغماتية ما يلي:
- استخدام التدخلات القائمة على الأدلة.
- تخصيص التدخلات والأهداف.
- استخدام البيانات لاتخاذ القرارات.
مثال:في برنامج تحليل السلوك التطبيقي، قد يُجرِّب المعالج استراتيجيات تعزيز مختلفة للحد من نوبات غضب الطفل. من منظور براغماتي، يُركز المعالج على أي طريقة تُحقق أفضل نتيجة في الحد من السلوك، بدلاً من الالتزام الصارم بإطار نظري، تُقاس فعالية الاستراتيجية بناءً على التغيير السلوكي المُلاحظ، وليس على جاذبيتها النظرية.
تنطبق البراغماتية على التفاعلات مع العملاء، والمشرفين، وأصحاب المصلحة، وغيرهم.
المصدر:
لاتوجد تعليقات