ما هو "التسلسل" وكيف يتم تطبيقه في علاج ABA؟

السلسلة السلوك behavior chain، والتي يشار إليها أيضًا باسم التسلسل chaining، ھي طريقة/ إجراء یتم من خلالھا بناء مھارة مكونة من مجموعة من الاستجابات المرتبطة ببعضھا حیث تعتبر كل خطوة إشارة للبدء بالخطوة التالية الى أن یتم الانتھاء من المھارة بشكلها الصحيح.

السلوكيات لا تُخلق بمعزل في كثير من الأحيان، هناك إشارات في البيئة على شكل سلوكيات أخرى تؤدي إلى بداية سلوك مختلف وجديد.

 دعونا نلقي نظرة على ما تفعله في الصباح عند الاستعداد للعمل، على سبيل المثال:

  1. تستيقظ صباحًا
  2. تصنع القهوة
  3.  تشرب كوب من القهوة
  4.  تأخذ حمامًا
  5.  ترتدي ملابسك
  6.  تنظف أسنانك
  7.  تتناول الإفطار
  8.  تلبس حذائك
  9.  تغادر للعمل

والكثير من هذا قد تفعله دون التفكير فيه، يحدث ذلك بشكل طبيعي لأنه أصبح عادة بالنسبة لك. يمكن أن تحدث العادة أو الروتين مع قليل من التفكير أو بدون تفكير، لأن كل مهمة تصبح بمثابة إشارة للمهمة التالية. عندما تنهض من السرير قد تتوجه تلقائيًا لتحضير القهوة، لأن هذا ما تفعله عندما تستيقظ كل يوم، هذه هي السلسلة السلوكية.

 كما عرّفها كوبر وهيرون وهيوارد (2007)، بأنّ التسلسل هو استخدام "طرق مختلفة لربط تسلسلات محددة من المثيرات والاستجابات لتشكيل سلوكيات جديدة". (ص: 436).

السلسلة ھي مجموعة من الاستجابات تعمل فیھا كل استجابة بوصفھا مثیراً تمییزیاً للاستجابة التي تلیھا، وبوصفھا معززاً شرطیاً للاستجابة التي تسبقھا والعنصر الذي يحافظ على تماسك السلسلة ھو التعزیز.

في سلاسل السلوك كل استجابة أو سلسلة سلوكية فردية وتمثل حلقة Link، والتي عند ربطها معًا تتحد مع الاستجابات الأخرى من أجل أن تشكل وتطور سلوكًا نهائيًا، تستخدم بشكل واسع في تحليل السلوك التطبيقي ABA.

باستخدام هذا النهج، يمكن للمعلمين تزويد المتعلمين بخريطة طريق واضحة لتحقيق النجاح، وتعزيز الاستقلالية، وتسهيل اكتساب المهارات المعقدة وذات خطوات متعددة  ويرتبط التسلسل ارتباطًا وثيقًا بتحليل المهام وذلك بتقسيم المهارات المعقدة إلى خطوات أصغر يمكن التحكم فيه.

 سنناقش التسلسل وأنواعه بمزيد من التعمق في هذا المقال ولكن سننتقل للحديث عن استخدام تحليل المهام task analysis كإجراء في تحليل السلوك مرتبط بالتسلسل.

تحليل المهمة/المهام ( TA) 

 عملية تجزئة المهارة السلوكية المعقدة إلى أجزاء أو سلاسل سلوكية أو مهارات فرعية بحيث يتم ترتيب هذه المكونات أو الخطوات كما تحدث في الوضع الطبيعي،بشكل يسهل تعلمها والتدريب عليها بنسق تسلسلي منتظم.

السبب وراء إجراء تحليل المهمة هو تحديد تسلسل السلوكيات اللازمة لإكمال المهمة بكفاءة واستقلالية.

من المهم أن نتذكر أن تسلسل السلوك الذي قد يحتاجه طفل ما لإكمال المهمة قد لا يكون مطابقًا لما يحتاجه طفل آخر لإكمال نفس المهمة.  يجب أن يتم تصميم كل تحليل للمهمة وفقًا لمستوى مهارة الطفل واحتياجاته. 

هناك طرق يتم استخدامها غالبًا عند إجراء تحليل المهام، وتطوير خطواتها:

  1. ملاحظة الأفراد الأكفاء ممن لديهم  خبرة وهم يؤدون تسلسل المهام المطلوب، إذ لا توجد قواعد محددة لتحديد عدد الخطوات التي سيتم تضمينها في تحليل مهمة معينة، وينبغي اتخاذ هذا القرار على أساس فردي يأخذ في الاعتبار مستويات مهارات الطفل الجسدية والحسية والحركية.غالبًا ما يكون من الضروري ضبط ترتيب الخطوات أو تنفيذ الخطوات أو إضافة خطوات إلى تحليل المهمة.
  2.  استشارة مدير الحالة/المعالج الخبراء أو الأفراد الممارسين في أداء المهمة للتحقق من صحة الخطوات المطلوبة. 
  3.  قيام المعالج بنفسه خطوات تحليل المهمة، وتوثيق الخطوات حيث سيسمح لهم ذلك بإجراء التعديلات اللازمة لجعل تحليل المهمة فعالاً قدر الإمكان وقد يؤدي هذا إلى فهم أكبر لجميع الخطوات المعنية.  
  4. مراجعة الدراسات والأبحاث المعنية بهذا الموضوع.
  5. النهج الأخير هو ببساطة التجربة والخطأ حيث يتم إنشاء تحليل أولي للمهمة ثم تحسينه من خلال اختبارات تجريبية في الميدان (Cooper، Heron، Howard، 2020).

معيار الإتقان

 يتم تعيين معيار الإتقان لتحديد خطوات تحليل المهمة التي يمكن للطفل القيام بها بشكل مستقل.  هناك طريقتان لتحديد مستوى إتقان الطفل لتحليل المهام قبل تنفيذ الإجراء:

  1. طريقة الفرصة الفردية (ذات الحالة الواحدة) Single-Opportunity Method: تم تصميم الطريقة لتقييم قدرة الطفل على أداء كل مهارة/سلوك في تحليل المهمة بالترتيب الصحيح.
  2. طريقة الفرص المتعددة Multiple-Opportunity Method: تقوم الطريقة بتقييم مستوى إتقان الطفل عبر جميع السلوكيات في تحليل المهمة. إذا تم تنفيذ خطوة بشكل غير صحيح، أو خارج الترتيب، أو انقضت المهلة الزمنية لإكمال الخطوة، يكمل المعالج تلك المهارة للطفل ويضع الطفل في الخطوة التالية. يتم تسجيل كل خطوة يكملها الطفل بشكل صحيح كاستجابة صحيحة، حتى لو لم يكمل الطفل الخطوات السابقة بشكل صحيح.

فيما يلي مثال لتحليل مهمة غسل اليدين:

  •  قم بتشغيل الصنبور
  •  وضع اليدين تحت الماء
  •  وضع الصابون على اليدين
  •  فرك اليدين بالعد إلى 5
  • فرك ظهر اليد اليسرى بالعد إلى 5
  • فرك ظهر اليد اليمنى بالعد إلى 5
  •  شطف اليدين
  •  إيقاف تشغيل الصنبور
  • تناول منشفة ورقية
  • جفف يديك حتى العد إلى 5
  • رمي المنشفة الورقية في سلة القمامة.

لماذا نستعمل التسلسل؟

لتكوين سلوكيات مركبة من مكوناتها البسيطة، مثل:

  • لبس الملابس
  • ربط الحذاء
  • تفريش الأسنان
  • غسل اليدين
  • إعداد سندويشة
  • ركوب الدراجة
  • إعداد وجبة الفطور
  • ترتيب السرير

أنواع التسلسل وطرق تطبيقها

الخطوة التالية  لتنفيذ تحليل المهمة هي تحديد إجراء التسلسل الذي يجب استخدامه لتعليم تسلسل السلوك الجديد. وهناك أربع أنواع مختلفة للتسلسل سنناقشها:

  1. التسلسل للأمام Forward Chaining
  2. التسلسل للخلف Backward Chaining
  3. التقديم الكامل للمهارة Total Task Chaining
  4. التسلسل للخلف مع القفز إلى الأمام Backward chaining with leap heads

1- التسلسل الأمامي Forward Chaining: يتم تدريس السلوكيات في تحليل المهام بترتيبها الطبيعي، لذلك يتم تقديم التعزيز عندما يتم إتقان المعيار المحدد مسبقًا لإكمال كل خطوة سلوكية في التسلسل.

ويكون بمثابة تسلسل تصاعدي من الخطوة الأولى إلى الخطوة الأخيرة،على سبيل المثال، يتم تقديم المساعدة المناسبة حتى يتقن الفرد الخطوة الأولى لوحده ثم نعززه ويتم تقديم التعزيز لإكمال الخطوتين 1 و 2 بناء على معيار الإتقان المحدد، تتطلب كل خطوة تالية الأداء التراكمي لجميع الخطوات السابقة بالترتيب الصحيح حتى يتمكن الطفل من الوصول إلى التعزيز.

يمكن استخدام المساعدة عن طريق الاستجابة وطرق أخرى للحصول على الاستجابة الصحيحة. بالنسبة لسلاسل السلوك الأطول، يوصى بتقسيم مهارات تحليل المهام إلى خطوات أصغر.عند إتقان الخطوة يمكن إدخال الخطوة الثانية ومن ثم ربط الخطوات معًا حيث تصبح الاستجابة الأخيرة في الخطوة الأولى هي SD للاستجابة الأولى في الخطوة الثانية.هذا النهج التدريجي يبني الثقة ويضمن أساسًا متينًا لتنمية المهارات.

على سبيل المثال، يجب أن يتعلم الطفل فتح الصنبور قبل أن يُتوقع منه وضع يديه تحت الماء، لذلك سيتم استهداف هذه الخطوة الأولى واستخدام المساعدة الفورية. وبعد أن يتقن فتح الصنبور، يتعلم وضع يديه تحت الماء بشكل مستقل.

2- التسلسل الخلفي Backward Chaining: بمثابة تسلسل تنازلي من الخطوة الأخيرة إلى الخطوة الأولى، في التسلسل من الخلف يتم إكمال جميع السلوكيات التي تم دمجها في تحليل المهمة من قبل المعالج، باستثناء السلوك/ الخطوة النهائية في السلسلة. عندما يكمل الطفل الخطوة الأخيرة في السلسلة بشكل مستقل، بالترتيب الصحيح بناء على مستوى المعيار المحدد، فإنه يتمكن من الوصول إلى التعزيز. يتم تسليم التعزيز تدريجيًا مع استكمال الخطوات التي تحدث قبل الخطوة الأخيرة في السلسلة. ويستمر التسلسل بشكل عكسي خلال السلسلة حتى يتم تقديم كافة الخطوات في تحليل المهمة بترتيب عكسي ويتم ممارستها معًا.

من مميزات استخدام التسلسل العكسي/ الخلفي أنه في كل محاولة، يتواصل الطفل مع المعزز الطرفي للسلسلة أي أن المتعلم يتلقى المعزز النهائي (نتيجة سلسلة السلوك) بشكل طبيعي. وهذا يزيد من الخصائص التمييزية للمثير الموجود في وقت التعزيز. 

 يستخدم التسلسل العكسي إذا كان عميلك عرضة لارتكاب الأخطاء أو من المحتمل أن يقوم بإدراج سلوكيات أخرى في السلسلة إذا لم يُطلب منه ذلك.  على سبيل المثال، عندما يغسل يديه، هل يميل إلى رش الماء؟  يضمن التسلسل الخلفي أن هذه السلوكيات لا تصبح جزءًا من سلسلة سلوكه.

المأخذ الأساسي للتسلسل الخلفي هو احتمال المشاركة السلبية للطفل في الخطوات السابقة للتعزيز والتي قد تحد من إجمالي عدد الاستجابات التي يقوم بها الطفل خلال جلسة تعليمية معينة.

مثال على ذلك:سيتعلم طفلك أولاً كيفية تجفيف يديه بشكل مستقل، قبل أن نعلمه كيفية إغلاق الصنبور.وبعد إتقان تجفيف اليدين، سيتعلمون إغلاق الصنبور بشكل مستقل.

3- التسلسل الكامل للمهمة/ العرض الكامل للمهارة Total Task Chaining: يقع ضمن فئة التسلسل الأمامي ويستخدم هذا النوع من التسلسل فقط مع الأطفال الذين يمكنهم تعلم السلوكيات المعقدة بسرعة.  توفر هذه الطريقة الكثير من الفرص للتعرف على مواضع الخطأ ويتم تقديم المساعدة في أي خطوة لا يستطيع الطفل إكمالها بنفسه، ويتم تدريب السلسلة حتى يصبح لدى الطفل القدرة على أداء جميع الخطوات بالتسلسل الصحيح بناء على معيار مستوى الإتقان المحدد مسبقًا.

تمكن هذه الطريقة المتعلمين من الحصول على فهم شامل للمهمة بأكملها وتعزز تطوير المهارات المستقلة. من خلال التسلسل الكامل للمهام، يمكن للمتعلمين إتقان التسلسل الكامل تدريجيًا وتطبيق السلوك أو المهمة بثقة وبأقل قدر من المساعدة.

على سبيل المثال، إذا كان من الصعب على طفلك فتح الصنبور والحصول على الصابون، لكنه كان قادرًا على القيام بالخطوات الأخرى، فسيتم تعليم هذه الخطوات المحددة باستخدام  المساعدة وإخفائها 

4- التسلسل للخلف مع القفز إلى الأمام  Backward chaining with leap heads: وهو أسلوب مماثل للتسلسل الخلفي ولكن لا يتم تدريب جميع خطوات تحليل المهمة بشكل واضح وتجاوز الخطوات المتقنة لاختصار زمن التدريب،.يجب إكمال الخطوات بشكل صحيح وبالترتيب الصحيح للحصول على التعزيز.

فوائد لاستخدام سلسلة السلوك في التدريب والتعليم ABA

 يوفر تنفيذ سلسلة السلوك فوائد عديدة لكل من المتعلمين والمعلمين. دعنا نتعرف بعض المزايا:

  • تساعد على  الاستقلالية: من خلال تقسيم المهارات إلى خطوات يمكن التحكم فيها، يكتسب المتعلمون شعورًا بالإنجاز ويطورون الاعتماد على الذات
  • تعزيز كفاءة التعلم: تسهل سلسلة السلوك اتباع نهج منظم في التدريس، مما يضمن استيعاب المتعلمين لكل خطوة قبل الانتقال إلى الخطوة التالية،وهذا يعزز اكتساب المهارات بكفاءة ويقلل من الإحباط.
  • توفير خارطة طريق واضحة: من خلال سلسلة السلوك، يكون لدى المعلمين خطة منظمة لتوجيه المتعلمين خلال عملية التعلم.  فهو يساعد المعلمين على تتبع التقدم وتحديد مجالات التحسين وضبط الاستراتيجيات التعليمية وفقًا لذلك.
  •  إنشاء عادات وتعليم مهارات جديدة وحتى التخلص من العادات غير المرغوب فيها. 

خطوات تنفيذ  التسلسل

  • تحديد السلوك المستهدف:ابدأ بتحديد المهارة أو السلوك الذي تريد تدريسه بوضوح. قم بتقسيمها إلى خطوات أصغر يمكن التحكم فيها.
  •  تقييم مستوى المهارة عند الطالب
  • إجراء تحليل المهام:تحليل السلوك المستهدف وتحديد كل خطوة مطلوبة بشكل فردي لإكمالها بنجاح بخطوات سهلة وواضحة.
  • اختر طريقة التسلسل المناسبة: اختيار أسلوب التسلسل الذي يناسب احتياجات المتعلم وقدراته، سواء أكان الأمر يتعلق بالتسلسل الأمامي، أو التسلسل الخلفي، أو التسلسل الكامل للمهمة، وقم بتكييف النهج لتحسين نتائج التعلم.
  • علم كل خطوة بشكل منهجي:ابدأ بتعليم المتعلم الخطوة الأولى من سلسلة السلوك واستخدم المساعدات، مثل الإشارات اللفظية أو الإيماءات، لتوجيههم.،وتعزيز الاستجابات الصحيحة لتشجيع التكرار والإتقان.
  •  وضع معيار للنجاح 
  • المساعدة وإخفائها تدريجيًا:عندما يصبح المتعلمون أكثر كفاءة، فإن الاخفاء التدريجي للمساعدات يؤدي إلى تعزيز الأداء المستقل.
  • التغذية الراجعة المستمرة والتعزيز:طوال عملية التعلم والتدريب، قم بتوفير التغذية الراجعة والتعزيز المستمر للحفاظ على دافعية المتعلمين وتفاعلهم.واحتفل بإنجازاتهم، مهما كانت صغيرة، لتعزيز بيئة تعليمية إيجابية.

دور التعزيز

 يلعب التعزيز دورًا حاسمًا في تشكيل السلوك والحفاظ عليه.  في سياق سلاسل السلوك، يجب أن يتبع إكمال كل خطوة شكل من أشكال التعزيز، والذي يكون بمثابة مكافأة أو نتيجة إيجابية.

على سبيل المثال، يمكن تعزيز ربط رباط الحذاء من خلال إتاحة الفرصة للعب في الخارج.  ومن خلال ربط هذه النتائج الإيجابية بسلوكيات محددة، يعزز التعزيز احتمالية تكرار تلك السلوكيات في المستقبل.  من خلال التعزيز نخلق الدافعية ونشجع الأفراد على الانخراط في سلاسل السلوك وإكمالها بنجاح.

تسمح لنا سلاسل السلوك بإكمال سلوكيات أكثر تعقيدًا بجهد أقل حتى نتمكن من المزيد من إنجاز المهام الجديدة أو حتى التخلص من المخاطر المحتملة في بيئتنا..  

المصادر:

(0) التعليقات

    لاتوجد تعليقات

اترك تعليقا

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك

اشترك الآن في النشرة البريدية لتصلك أحدث المستجدات العلمية وآخر التحديثات التدريبية