السلوك اللغوي Verbal Behavior "هو سلوك تم تعزيزه من خلال وساطة الأشخاص الآخرين" الذين تم تدريبهم على القيام بذلك.

السلوك اللغوي، المعروف أيضًا باسم VB، هو منهج لتعليم اللغة أي يعلم التواصل واللغة، ويركز على فكرة وجود معنى للكلمة في وظائفها. في التحليل السلوكي للغة، لا يتم تعريف الكلمة من خلال شكلها بل من خلال وظيفتها أو المتغيرات التي تتحكم فيها.

العلاج السلوكي اللغوي (VB) افترض سكينر (1957) أن اللغة هي سلوك مكتسب، و يتم اكتسابها، وتوسعها، والحفاظ عليها من خلال نفس أنواع المتغيرات البيئية، والمبادئ السلوكية (مثل سيطرة المثير، والعمليات الدافعية، والتعزيز، والإطفاء)  التي تتحكم في السلوك غير اللغوي.

التحليل الوظيفي للسلوك اللغوي

التحليل الوظيفي للسلوك اللفظي تنص فرضية Skinner - 1957 الرئيسية في السلوك اللفظي على أن اللغة، هي سلوك يتم تعلمه ويكون السبب الرئيسي لذلك هو نفس أنواع المتغيرات البيئية التي تسبب السلوك غير اللغوي (أي ضبط المثير (SD)، العمليات الدافعية (MOS) ، التعزيز، الإطفاء .... وما إلى ذلك. قدم Skinner" في الفصل الأول من السلوك اللفظي ما قام هو بتعريفه على أنه " التحليل الوظيفي للسلوك اللفظي". والتحليل الوظيفي مشابه تماماً للتحليل الوصفي و / أو التحليل الوظيفي الذي عادة ما يُستخدم في علاج مشاكل السلوك.

الشكل والوظيفة

أحد جوانب تحليل "Skinner" للسلوك اللفظي الذي أسيء فهمه بشكل عام هو وجهة النظر التي ترفض تماما البنية اللغوية التقليدية ونظام تصنيف الأسماء والأفعال وحروف الجر والصفات وما إلى ذلك. بالإضافة إلى تحديد طبوغرافية الكلمات أو العبارات المنطوقة أو تركيبها، فيجب أن يكون هناك اعتبار لما يسبب إصدار تلك الكلمات. غالباً ما تعزى أسباب اللغة إلى نظام معالجة معرفي مفترض (مثلاً، التعبير غير المباشر التشبيه)، فهم مقاصد الكلمات التخزين أو البنية البيولوجية الموروثة جينياً بدلاً من المتغيرات البيئية.

ومع ذلك، فإن وصف اللغة كما يحدث في البنية اللغوية "Structural linguistics" لا يزال جزءاً أساسياً من تقييم ودراسة اللغة. وغالباً ما يوصف هذين الجانبين في اللغة باعتبارهم الخصائص الرسمية والوظيفية للغة ( 1972 ,Catania ؛ 1957 ,Skinner) وتنطوي الخصائص الرسمية على بنية وطبوغرافية الاستجابة اللفظية أي الكلمات والعبارات التي يتم إصدارها بينما تنطوي الخصائص الوظيفية على أسباب الاستجابة اللفظية أي لماذا يتم إصدار تلك الكلمات بعينها. وللأهمية التامة للغة، يتوجب أن يؤخذ في الاعتبار هذين العنصرين المنفصلين للغة.

يتضمن السلوك اللغوي التفاعل الاجتماعي بين المتحدثين/المتكلمين والمستمعين، حيث يتمكن المتحدثون من الوصول إلى التعزيز والتحكم والسيطرة على بيئتهم من خلال سلوك المستمعين.

لتعليم طفل يعاني من تأخر اللغة معنى كلمة ما، يجب أولاً تعليم وظيفتها وكيفية تطبيقها،على سبيل المثال: قد يقول الطفل المصاب بالتوحد كلمة "مرحاض" عندما يراها، لكنه قد لا يتمكن من قول "مرحاض" عندما يحتاج إلى استخدام الحمام أو الإجابة بشكل صحيح عندما يُسأل عن الهدف من استخدام المرحاض. 

 يعد التدخل السلوكي اللغوي إضافة ذات فعالية لبرنامج ABA وفقًا لسكينر، ويعمل تدخل السلوك اللغوي على تطوير مهارات التواصل، بما في ذلك اللغة الاستقبالية والتعبيرية عبر السلوكيات اللغوية، من خلال التصنيف السلوكي للغة:

• الطلب (Mand): هو نوع من السلوكيات اللفظية التي يطلب فيها المتحدث أو يذكر، أو يطلب، أو يشير، وما إلى ذلك مما يحتاجه أو يريده. تكون الاستجابة فيه تحت الضبط الوظيفي للعمليات الدافعية  (MO's) والتعزيز المحدد. وهو أولى السلوكيات اللفظية التي يكتسبها الطفل.

مثل أن يقول الطفل تفاحة عندما يريد تفاحة ويُعطى "يعزز" بالتفاحة،  كما وتتعزز لغته من خلال تلقي التفاحة. ومن المرجح أن يكرر الطفل هذا الإجراء بعد أن تم تعزيزه بشكل إيجابي، والذي أعقب السلوك المرغوب فيه مباشرة. في جوهر الأمر، يتم تعليم الطفل استخدام اللغة بطريقة وظيفية من خلال طلب ما يريد لفظيًا، وبالتالي تلقي ما طلبه.

• التسمية (Tact):نوع من السلوكيات اللفظية التي يقوم فيها المتحدث بتسمية الأشياء والأفعال والصفات، والضمائر، والأحوال، والعلاقات بين الأشياء التي يكون للمتحدث / المتكلم اتصال مباشر معها من خلال أي نوع من الحواس الداخلية والخارجية، تكون سيطرة المثيرات التمييزية غير اللفظية،وتنتج تعزيزًا شرطيًا معممًا.

مثلًا: الطفل يرى صورة قطة ويقول: قطة، عمل إشارة " قطار" عند سماع صوت القطار← "تقدم له كاندي"

• سلوك التقليد /التكرار (Duplic) ويتضمن:

1- التقليد اللفظي (Echoic): نوع من السلوكيات اللفظية التي تحدث عندما يكرر المتحدث السلوك اللفظي لمتحدث آخر محكوم بمثير لفظي تمييزي بحيث يكون تطابق نقطة لنقطة وتشابه شكلي بين المثير التمييزي الذي يسبق التقليد اللفظي واستجابة الشخص الذي يقلد، ويعتبر أمر شائع في الحوار اليومي أيضًا.وهذا أمر مهم لأن التقليد سيساعد الفرد على التعلم

مثل: قول قطار عند سماع كلمة قطار

2- التقليد الصوتي ( Vocal): ويكون المثير التمييزي اللفظي (الكلمات المنطوقة) والاستجابة بنفس الشكل والتعزيز يكون بمعزز معمم  مثلاً:نطق "ب" عند سماع "ب" ←" good job"

3-  نسخ الكلمات (Words Copying): ويكون المثير التمييزي اللفظي (كلمات مكتوبة) والاستجابة بنفس الشكل والتعزيز يكون بمعزز معمم 

مثلًا: كتابة كلمة "باب" عند رؤية كلمة "باب"

4-  التقليد بالإشارات (Imitating Signs) المثير التمييزي اللفظي (إشارات) والاستجابة من نفس الشكل والتعزيز يكون بمعزز معمم

عمل إشارة "حليب" عند رؤية إشارة "حليب"      

5-  التقليد الحركي (MIMETIC): محاكاة (تقليد الإشارات اليدوية) تقليد الحركات لشخص ما من خلال مثير تمييزي لفظي والاستجابة لفظية مطابق للمثيرات القبلية والتعزيز الاجتماعي غير المحدد. 

مثلًا: عمل إشارة حلوى بعد أن يعمل  شخص آخر إشارة حلوى ← المعلم يقول "برافو" 

• الترميز(Codic) ويتضمن: 

1- نصي/ قراءة نصية ( Textual (phonetic reading: المثير اللفظي الكلمات المطبوعة والاستجابة صوتية والمعزز معمم

مثلا: نطق كلمة "مزارع" عند قراءة الكلمة المطبوعة "مزارع" 

مثلا: نطق كلمة "مزارع" عند قراءة الكلمة المطبوعة "مزارع"  المكتوبة بطريقة برايل 

2- النسخ/ أملاء  The Transcriptive Relation (spelling or taking dictation)):  

وتكون محكومة بالمثير اللفظي (الكلمات المنطوقة) والاستجابة (مكتوبة) والتعزيز معمم 

مثلًا: كتابة أو تهجئة كلمة "مفيدة" عند سماع كلمة "مفيدة".

• سلوك المستمع (The Behavior of the Listener): ﯾﻌﻤﻞ اﻟﻤﺴﺘﻤﻊ ﻛﺠﺰء أﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﯾﺤﺪث ﻓﯿﮫ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻠﻔﻈﻲ ﻛﻤﺜﯿﺮ ﺗﻤﯿﯿﺰي. ﻓﮭﻮ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺴﻠﻮﻛﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻮﺟﻮده ﯾﺘﻢ ﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻠﻔﻈﻲ ﻟﻠﻤﺘﻜﻠﻢ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﺼﺒﺢ ﺟﺰءًا ﻣﻦ اﻟﺴﯿﺎق او اﻟﻨﻤﻀﻮﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻗﻮة اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻠﻔﻈﻲ. ﯾﺠﺐ ﺗﻤﯿﯿﺰ ھﺬه اﻟﻮظﯿﻔﺔ ﻋﻦ ﻣﺎ ﯾﻘﻮم ﺑﮫ اﻟﻤﺴﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﻓﻌﺎل ﻟﺘﻌﺰﯾﺰ اﻟﺴﻠﻮك.

أي يمكن وصفه على أنه  ( لغة استقبالية): اتباع التعليمات أو الاستجابات الحركية لما یقوله شخص آخر.

• اعطاء الحلوى للطفل بعد أن یقول "أعطني بعض الحلوى".

• الإشارة إلى "الكوب" عند سماع أحدھم یقول "أشر إلى الكوب"؟ أو "أین الكوب"؟

• إعطاء "ملعقة" لشخص ما عندما یطلبھا أحد منه

• "اغسل یدیك" عندما يطلب منك شخص ما القيام بذلك.

• المداخلات اللفظية  (The Intraverbal Relation): أﺣد اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻠﻔظﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺳﻛﯾﻧر تمثل - وﺣدات اﻟﺗواﺻل أو اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﻛﻠﻣﺎت أو إﺷﺎرات أو ﺻورًا أو رﻣوزًا واﻟظروف اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﮭﺎ اﺳﺗﺧدام هذه اﻟوﺣدات. حيث لا يتطابق المثير اللفظي والاستجابة اللفظية مع بعضها البعض كما هو الحال في التقليد اللفظي قد يتضمن التعزيز تعزيز معمم (تعزيز غير محدد)  

مثلًا:  كلمة تستخدم للرد أو الإجابة على سؤال، مثل "ما اسمك؟" "أحمد"

مع الـ ABA  السلوك اللغوي قد يكون  باللفظ أو الإشارة أو الصور،  ويعد السلوك اللغوي منهجًا فعالًا يمكن دمجه مع طرق التدريب الأخرى مثل: التدريب على المحاولات المنفصلة (DTT) أو التدريب في البيئة الطبيعية (NET) والتي بدورها تساهم في زيادة الحصيلة اللغوية (Sundberg & Michael, 2001).

هناك عدد من الفوائد لنهج السلوك اللغوي في ABA:

• يعزز تحليل الطريقة التي نتعلم بها التحدث في البيئة طبيعية. (يمكن أن يكون اكتساب اللغة أمرًا طبيعيًا، ولكن لا ينبغي الخلط بينه وبين كونه فطريًا).

• يسمح لنا تحليل اللغة بإجراء تحليل متعمق،ومن خلال التحليل، يمكن تطوير تسلسلات تعليمية محددة بشكل منهجي للفرد المصاب بالتوحد أو الاضطرابات التطورية.

• عند حدوث مشكلات في التعلم، يسمح لنا التحليل بتحديد العوامل المحتملة في ذلك. 

• يتيح لنا اتباع استراتيجيات تعليمية فردية بناءً على احتياجات الفرد.

• يساعد في إنشاء خطط تدخل مكثفة ومنهجية للأفراد الذين يعانون من صعوبات في التواصل و/أو الإعاقات الفكرية.

• يمكن دمج خطط التدخل للأفراد الذين يعانون من صعوبات لغوية و/أو إعاقات في البيئات الطبيعية والمصطنعة.

إحدى الخصائص المميزة للعلاج السلوكي اللغوي هي التركيز على دافعية المتعلم لاكتساب المهارات. لا يتعلم الطلاب الكلمات لبناء المفردات فحسب؛ كما أنهم يدركون ما هو الشيء وماذا يفعل وسبب أهميته. يتعلم الطلاب اللغة لأنها تخدم هدفًا وتساعدهم على تلبية احتياجاتهم. على سبيل المثال، لا يدرك الطالب أن الكلمة التي تشير إلى فاكهة حمراء معينة هي تفاحة، بل يتعلم أنه إذا كان جائعا، فإن التفاحة يمكن أن تلبي الحاجة إلى الطعام.

نقول: السلوك اللغوي وليس السلوك اللفظي، 

يقصد بالـ Verbal اللغة وليس اللفظ، واللغة أعم وأشمل.

وقد صاغ مصطلح السلوك اللغوي بي إف سكينر