هل تعلم أن الدماغ يضم أكثر من 10 مليارات خلية عصبية تتواصل مع بعضها البعض من خلال النبضات الكهربائية؟ تتجمع هذه الخلايا العصبية معًا بناءً على وظائفها، مما يساعد الجسم على إدراك العالم المحيط وتفسيره والتفاعل معه.
الوظائف التنفيذية executive functioning مجموعة المهارات المعرفية المتعلقة بالذاكرة العاملة، والتفكير المرن، وضبط النفس . تُفهم الوظائف التنفيذية على أنها نظام إدارة العقل The mind's management system. وبدون وظائف تنفيذية متطورة، يصعب على الشخص تحقيق الأهداف، إذ تلعب مهارات الوظائف التنفيذية دورًا محوريًا في حياة الأفراد، حيث توجه قدرتهم على التخطيط والتنظيم وإدارة الوقت وتنظيم العواطف وحل المشكلات بشكل فعال.
وفقًا للباحث (دي فريس وجيرتس ،2015)، ترتبط مهارات الأداء التنفيذي ارتباطًا وثيقًا بمقاييس جودة الحياة. كما وجد الباحثون أن مهارات الوظائف التنفيذية أثرت على نوعية الحياة أكثر من اللغة ومعدل الذكاء..
بالنسبة للأفراد المصابين بالتوحد والاضطرابات التطورية الأخرى، قد تظهر تحديات الوظائف التنفيذية لديهم كبطؤ في التطور وقد يؤدي العجز فيها إلى صعوبة التركيز واتباع التعليمات والتعلم والتحكم في العواطف والانفعالات. وتظهر بطرق مختلفة:
- قد يواجه الأفراد المصابون بالتوحد صعوبة في الحفاظ على التركيز في ظل المشاكل الحسية، وصعوبة الانتقال بين المهام أو الأنشطة، والتحديات المتعلقة بالتفكير المرن وحل المشكلات.
- يهتم بعض الأشخاص بالتفاصيل البسيطة، ولكنهم يواجهون صعوبة في رؤية كيفية تناسب هذه التفاصيل مع الصورة الأكبر.
-يواجه آخرون صعوبة في الحفاظ على انتباههم في الفصل الدراسي أو في أماكن أخرى.
-عند الاستعداد للقيام بمهمة ما، قد يجد البعض صعوبة في تنظيم أفكارهم وأفعالهم من أجل معرفة تسلسل الخطوات المطلوبة.
-يواجه البعض صعوبة في التفكير المعقد الذي يتطلب الاحتفاظ بأكثر من سلسلة أفكار في نفس الوقت. على سبيل المثال، قالت تمبل جراندين ذات مرة:
لا أستطيع الاحتفاظ بمعلومة واحدة في ذهني أثناء التعامل مع الخطوة التالية أثناء التسلسل.
بالإضافة لذلك، فإن ضعف التواصل الاجتماعي والفهم قد يزيد من تعقيد تطوير واستخدام مهارات الوظائف التنفيذية (EF) لذا من الضروري أن يدرك محللي ومشرفي السلوك أو معالجي السلوك عامة أن صعوبات الوظائف التنفيذية لدى الأفراد المصابين بالتوحد والاضطرابات التطورية (النمائية) لا تشير إلى نقص الذكاء، بل إنها تعكس الاختلافات النمائية العصبية الأساسية.
ضع في اعتبارك أن الأطفال لا يولدون بمهارات وظيفية تنفيذية (EF)، لذلك فإنهم بحاجة إلى الدعم لتطوير هذه المهارات المهمة، هذه المهارات التي يتم تطويرها من خلال الأنشطة بما في ذلك الرياضة والفن والأنشطة والتدريبات العلاجية والأكاديمية، ويستمرون في التطور، لذلك تعتبر الوظائف التنفيذية محرك لأدمغتنا من أجل تحقيق "النجاح" و"التطور ".
عندما يعاني الفرد من ضعف في مهارات الوظائف التنفيذية، يتصرف كما لو كان معارضًا أو متحديًا أو حتى وقحًا. والحقيقة هي أن هذه "السلوكيات" سببها في الواقع إلى نقص المهارات، وهنا يحتاج الفرد إلى التعليم والدعم، وليس إلى تعديل السلوك. يستخدم علاج ABA مجموعة من التقنيات لتحسين مهارات الوظائف التنفيذية لدى الأطفال المصابين بالتوحد والاضطرابات التطورية اعتمادًا على الاحتياجات والأهداف الفردية المنصوص عليها في خطة العلاج الفردية لكل عميل.
من خلال فهم الاحتياجات الفردية وتوظيف الممارسات القائمة على الأدلة، يمكنك إطلاق العنان لإمكاناتهم لتسهيل رحلتهم نحو مزيد من الاستقلالية والنجاح.
التنظيم الذاتي.
والذاكرة العاملة (القدرة على التذكر).
والمرونة (المعروف أيضًا باسم حل المشكلات). يمكن بعد ذلك تقسيم هذه المجالات إلى المهارات التالية:
إدارة الوقت
التنظيم
التخطيط
التنظيم العاطفي
بدء المهمة
ضبط النفس (السيطرة على الاندفاع)/المراقبة الذاتية
المرونة
الذاكرة العاملة
التفكير التكيفي
يعد إجراء تقييمات شاملة خطوة أولية حاسمة في تطوير تدخلات فعالة لدعم مهارات الوظائف التنفيذية لدى الأفراد المصابين بالتوحد والاضطرابات التطورية الأخرى. توفر التقييمات رؤى قيمة حول نقاط القوة لدى الفرد ومجالات التحسن، وتوجيه تطوير خطط التدخل المستهدفة.
عند تقييم مهارات الوظائف التنفيذية من المهم استخدام أدوات التقييم المعتمدة، مثل:تقييم السلوك للوظيفة التنفيذية (BRIEF) أو نظام تقييم السلوك للأطفال (BASC)، إذ توفر بيانات كمية قيمة حول جوانب مختلفة من مهارات الوظائف التنفيذية.
من الضروري أن يتم التعامل مع التقييمات مراعيًا نقاط القوة والمفضلات وأساليب التواصل المناسبة للفرد. كما أن التعاون الوثيق مع الفرد ومقدمي الرعاية له، وأصحاب المصلحة الآخرين المعنيين يمكن أن يضمن إجراء التقييمات بطريقة شاملة وفعالة.
بعد تكوين فهم شامل لملف الحالة فيما يخص الوظائف التنفيذية المستمدة من التقييمات، يمكن لأخصائي العلاج السلوكي تنفيذ التدخلات القائمة على الأدلة والاستراتيجيات المصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم وتحدياتهم الفردية بالاستناد إلى مبادئ تحليل السلوك التطبيقي (ABA) والعلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والتي تهدف إلى تعزيز مهارات الوظائف التنفيذية وتعزيز المزيد من الاستقلالية والنجاح في الحياة اليومية. وذلك من خلال:
-تحليل المهام والدعم البصري: تقسيم المهام المعقدة إلى خطوات أصغر وأكثر قابلية للإدارة يمكن أن تساعد على التغلب على التحديات المتعلقة بالتخطيط والتنظيم. يتضمن تحليل المهام تقسيم المهام بشكل منهجي إلى خطوات متسلسلة وتعليم كل خطوة على حدا قبل ربطها معًا تدريجيًا. يمكن للدعم المرئي/البصري ، مثل الجدولة البصرية وقوائم المراجعة والمؤقتات المرئية، أن تكون مكملة لتحليل المهام من خلال توفير إشارات مرئية ملموسة لتوجيه إكمال المهمة وتعزيز الفهم.
-التدخلات القائمة على التعزيز: يمكن أن يؤدي استخدام استراتيجيات التعزيز إلى زيادة دافعية الأفراد المصابين بالتوحد والاضطرابات التطورية الأخرى على الانخراط في مهام الوظائف التنفيذية والاستمرار في مواجهة التحديات. من خلال تحديد المعززات ذات العلاقة والمصممة خصيصًا لتناسب اهتمامات الفرد ورغباته، يمكن لمعالجي السلوك إنشاء بيئة تعزيز إيجابية تشجع على تطوير وممارسة مهارات الوظائف التنفيذية. يمكن أن يتخذ التعزيز أشكالًا مختلفة، بما في ذلك الثناء (المدح) أو الرموز أو الوصول إلى الأنشطة المفضلة أو المكافآت (المعززات) الملموسة.
- التعديلات البيئية: تعديل بيئة الفرد لتقليل عوامل التشتيت، وتعزيز التنظيم، وتشجيع إكمال المهام بنجاح يمكن أن يدعم بشكل كبير تطوير الوظائف التنفيذية. وقد يتضمن ذلك إنشاء مساحات عمل مخصصة خالية من المشتتات الحسية، وتطبيق أنظمة ذات تنظيم واضح للمواد والممتلكات، وتنظيم الإجراءات الروتينية لتوفير القدرة على التنبؤ والاتساق.
- حافظ على إجراءات روتينية متسقة: قم بإنشاء والحفاظ على إجراءات روتينية متسقة مع أطفالك فيما يتعلق بالوجبات الغذائية الرئيسية والوجبات الخفيفة وأوقات النوم. يمكن أن تكون الإجراءات الروتينية ضرورية للغاية لتقليل القلق بشأن الجدولة وفهم التوقعات.
الأنشطة: يعد اللعب الإبداعي والعلاقات الاجتماعية والتمارين الرياضية أمرًا مهمًا لمهارات الوظيفة التنفيذية. غالبًا ما ينسى الآباء أن الرياضة والمنافسة يمكن أن تكون مفيدة لكافة الأعمار والفئات في تطوير التفكير الاستراتيجي ومهارات حل المشكلات.لذلك تأكد من أن أطفالك يشاركون في هذه الأنشطة بشكل منتظم.
- التدريب على استراتيجيات التنظيم الذاتي: قد يستفيد الأفراد المصابون بالتوحد والاضطرابات التطورية (النمائية) من تعلم إستراتيجيات التنظيم الذاتي لإدارة الدوافع والعواطف والضغوطات بشكل فعال. يمكن للتقنيات السلوكية المعرفية، مثل تمارين اليقظة الذهنية mindfulness exercises، وتقنيات التنفس العميق deep breathing techniques، واستراتيجيات التحدث مع النفس self-talk strategies، أن تمكّن الأفراد من التعرف على أفكارهم وعواطفهم وتنظيمها. ويمكن تدريس هذه الاستراتيجيات من خلال التعليم المباشر والنمذجة والتدريب في سياقات مختلفة.
- تعزيز التعميم والاستدامة: يعد تعميم مهارات الوظائف التنفيذية عبر البيئات والسياقات المختلفة أمرًا ضروريًا لضمان النجاح على المدى الطويل. مع أهمية تعزيزها في البيئات الطبيعية مثل: بيئة المنزل والمدرسة والمجتمع. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعليم الأفراد كيفية المراقبة الذاتية لمهاراتهم التنفيذية وطلب الدعم عند الحاجة يمكن أن يعزز الاستدامة المستمرة والاحتفاظ بالمهارات.
استخدم سجل الواجبات المنزلية الأسبوعي الذي يمكن إرساله من المدرسة أو المركز إلى المنزل، لإطلاع الجميع على موعد استحقاق أو تسليم المهمة وإنجازها.
قم بتقديم قوائم مرجعية للمهام لتقسيم المهام الكبيرة والصعبة في كثير من الأحيان إلى أجزاء أكثر قابلية لتحقيقها.
شجع الطالب على استخدام المخطط اليومي للبقاء منظمًا.
توزيع الجدول الدراسي بالمواعيد والمهام وبشكل مرئي لإبقاء جميع الطلاب على المسار الصحيح.
- إدارة الوقت Time management: استخدم الموقتات والمنبهات والجدولة البصرية للبقاء على المسار الصحيح، قم بتعيين حدود زمنية محددة للمهام وتقسيمها إلى أجزاء يمكن التحكم فيها.
- التنظيم Organization: حافظ على الأشياء مرتبة وخالية من الفوضى، استخدم أنظمة الترميز ووضع العلامات عليها وتخزينها للحفاظ على النظام والعثور على ما يحتاجه بسهولة.
- بدء المهمة Task initiation: التغلب على المماطلة عن طريق تقسيم المهام إلى خطوات بسيطة وتحديد أهداف واضحة. ابدأ بالمهمة الأسهل والمتقنة وضمن الحصيلة السلوكية للفرد؛ لبناء الزخم السلوكي.
- التحكم في الاندفاعات Impulse control: التدريب على الانتظار وأخذ نفس عميق قبل التصرف باندفاع. استخدم استراتيجيات مثل العد إلى عشرة أو تشتيت انتباهه بنشاط صحي بما في ذلك الأنشطة البدنية مثل: المشي، الركض، لعب كرة القدم، أو نشاط القص.. إلخ .
- التنظيم العاطفي Emotional regulation: تطوير استراتيجيات المواجهة لإدارة التوتر والإحباط. من خلال ممارسة اليقظة الذهنية أو التنفس العميق أو التحدث إلى صديق أو معالج ذو ثقة.
- المرونة Flexibility: تقبل التغيير والتكيف مع المواقف الجديدة. من خلال تحدي النفس وخلق فرص لتجربة أشياء جديدة ورؤية الانتكاسات كفرص للتطور.
- الذاكرة العاملة Working Memory: هي الوظيفة التنفيذية التي تساعدنا على الاحتفاظ بالمعلومات لاستخدامها لمهمة فورية. وهذه الذاكرة هي التي تساعد الطفل على سماع التعليمات والانتباه ومتابعتها.
إذا كان لدى الطفل صعوبة في تذكر ما قاله له المعلم، فإن ذلك يجعل متابعة المهمة أمرًا صعبًا. هذا الجزء من الذاكرة مخصص للاستخدام على المدى القصير، و تنظيم المعلومات الجديدة للتخزين على المدى الطويل.
غالبًا ما تبدو مشكلات الانتباه وكأنها مشكلات تتعلق بالذاكرة العاملة، إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في الانتباه، فمن المحتمل أنه سيواجه صعوبة في الذاكرة العاملة أيضًا. وفي الفصل الدراسي، غالبًا ما يأخذ هذا شكل عدم القدرة على اتباع التعليمات.
على سبيل المثال: إذا أصدر المعلم سلسلة من التعليمات، فقد يتذكر الطفل فقط التعليمات الأولى أو الأخيرة. إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني من مشكلة في الانتباه أو الذاكرة، فمن الجيد إجراء تقييم.
قم بتحسين الاحتفاظ بالذاكرة من خلال إستراتيجيات مثل: التكرار والصور وأجهزة التذكر،وتقسيم المعلومات إلى أجزاء أصغر وربطها بالمعرفة الموجودة.
- التفكير القابل للتكيف Adaptable Thinking: يساعد التفكير القابل للتكيف على التكيف مع المواقف الجديدة والمختلفة. بعض الأطفال ليس لديهم مشكلة في التكيف مع التغييرات، وتفكيرهم مرن، ويمكنهم التوصل إلى حلول للعوائق البسيطة.
بينما يعاني أطفال آخرون من مشكلات في حال إجراء أي نوع من التغيير ويواجهون صعوبة عندما يتعلق الأمر بحل المشكلات،غالبًا ما يبدو هؤلاء الأطفال جامدين في تفكيرهم ويجربون نفس الحلول السيئة مرارًا وتكرارًا.
يعد التفكير القابل للتكيف مهارة حياتية مهمة تعيقنا إذا لم نقم بتطويرها. وتختلف المشكلة من طفل لآخر، وغالبًا ما تترجم أو تلاحظ هذه المشكلة على شكل السلوكيات التالية،مثل:
- ضبط النفس Inhibitory Control/Self-Control: مهم للأطفال والكبار و يستغرق الأمر وقتًا لتطوير ضبط النفس. على سبيل المثال: ليس من المنطقي انفجار الأطفال الصغار في نوبة غضب.
إن ضبط النفس من أي انفعالات جسدية وعاطفية يساعد الأطفال والبالغين على تحقيق الأهداف المراد تحقيقها. كما يسمح للطفل بالنمو والتطور من خلال النقد البناء بدلاً من الانغلاق.
الأطفال الذين يبالغون في رد فعلهم تجاه كل نتيجة سيئة لا يتعلمون من أخطائهم،غالبًا ما يتعثرون بسبب وجود عائق.
تعد مراقبة وإدارة العواطف وظيفة مهمة على المستوى التنفيذي. مما يخدم كلًا من الأطفال والبالغين بشكل جيد.
- إدارة الوقت Time Management:تعد إدارة الوقت أمرًا مهمًا للأطفال ولكنها أكثر أهمية للمراهقين والبالغين. يساعد تطوير مهارات إدارة الوقت في الإنتاجية وتحقيق الأهداف لاحقًا في الحياة. كما تساعد إدارة الوقت الطفل على الانتقال من مهمة إلى أخرى مع إنجاز المهام في الوقت المحدد. كما يعد الحفاظ على الصبر طوال المهام جزءًا من مهارات إدارة الوقت.
التنظيم Organization: إن القدرة على التنظيم أمر بالغ الأهمية، خاصة خلال الحياة اليومية المعقدة.مثلا:
هل يدرك طفلك على الفور كيفية تنظيم كتبه وواجباته المدرسية من خلال استخدام المجلدات أو نظام آخر؟
هل يتمكن من سرد قصة بشكل جيد؟ هل يحرص ويتابع في الحفاظ على أقلامه ومستلزماته القرطاسية وممتلكاته الأخرى؟ هذه علامات على تطوير المهارات التنظيمية. في حال يظهر طفلك صراعات مستمرة مع التنظيم، قد تكون هذه علامة على وجود مشاكل في تطوير الوظائف التنفيذية.
يعد التعاون الفعال مع أولياء الأمور ومقدمي الرعاية والمعلمين وأصحاب المصلحة الآخرين ذوي الصلة أمرًا ضروريًا لدعم تطوير مهارات الوظائف التنفيذية من خلال العمل معًا كفريق واحد، ويمكن لاختصاصي العلاج السلوكي ضمان تنسيق التدخلات واتساقها وتخصيصها وفقًا لاحتياجات الطفل الفردية عبر البيئات المختلفة.
1- تدريب الوالدين ومقدمي الرعاية: إن توفير التدريب والدعم للآباء ومقدمي الرعاية لتنفيذ تدخلات الوظائف التنفيذية في المنزل يمكن أن يعزز تعميم المهارات المكتسبة في جلسات العلاج والحفاظ عليها. ويمكن أن يقدم معالجي السلوك إرشادات حول إنشاء إجراءات روتينية منظمة، وتنفيذ الدعم البصري، وتعزيز السلوكيات الإيجابية لدعم تطوير الوظائف التنفيذية في البيئة المنزلية.
2- تعاون المعلم: يعد التعاون مع المعلمين وموظفي المدرسة أمرًا بالغ الأهمية لضمان دمج تدخلات الوظائف التنفيذية بسلاسة في البرنامج التعليمي للفرد. يمكن أن يعمل معالجي السلوك مع المعلمين لتحديد التعديلات اللازمة في الفصل الدراسي، وتطوير خطط تربوية فردية (IEPs) تستهدف أهداف الوظائف التنفيذية، وتوفير التدريب على الاستراتيجيات القائمة على الأدلة لدعم الوظائف التنفيذية في الفصل الدراسي.
3- التعاون مع فريق متعدد التخصصات: يمكن أن يوفر الانخراط في التعاون مع فريق متعدد التخصصات آخرين، مثل معالجي النطق واللغة و المعالجين المهنيين وأخصائيي النفس، نهجًا شاملاً لدعم مهارات الوظائف التنفيذية لدى الأفراد المصابين بالتوحد والاضطرابات التطورية الأخرى. ومن خلال تبادل الأفكار والموارد والخبرات، يمكن للمتخصصين تطوير خطط تدخل شاملة تلبي احتياجات الطفل الفردية من وجهات نظر علمية متعددة.
وهذا التعاون الفعال يقودنا نحو أهمية جمع البيانات ورصد التقدم في تقييم فعالية التدخلات وتوجيه عملية صنع القرار.
كممارسين في مجال تحليل السلوك، على عاتقنا مسؤولية دعم المعايير الأخلاقية والمشاركة في التطوير المهني المستمر؛ لضمان تقديم خدمات عالية الجودة للأفراد المصابين بالتوحد والاضطرابات التطورية الأخرى. والاعتبارات الأخلاقية لها أهمية قصوى في جميع جوانب الممارسة، من التقييم والتخطيط للتدخل إلى التعاون مع أصحاب المصلحة وجمع البيانات.وذلك عن طريق:
1-التخطيط للتدخل الفردي: يجب على اختصاصيي العلاج السلوكي إجراء تقييمات شاملة لتحديد نقاط القوة والتحديات والمفضلات للفرد المتعلقة بمهارات الأداء التنفيذي. تعمل هذه المعلومات كأساس لتطوير خطط التدخل الفردية مصممة خصيصًا للملف الشخصي الفردي للطفل وتعالج مجالات حاجته الخاصة.
2- مراعاة الجوانب الحسية: يعاني العديد من الأفراد المصابين بالتوحد من مشاكل حسية يمكن أن تؤثر على قدرتهم على المشاركة في مهام الوظائف التنفيذية. لذا يجب أن تأخذ المفضلات الحسية والعناصر غير المحببة لدى الفرد عند تصميم التدخلات، وإجراء التسهيلات حسب الحاجة لخلق بيئة صديقة للحواس تدعم التفاعل على المشاركة المثلى.
3- المرونة في التواصل والتعليم: قد يتواصل الأفراد المصابون بالتوحد ويتعلمون بطرق متنوعة، بدءًا من اللغة اللفظية إلى طرق التواصل غير اللفظية مثل أنظمة تبادل الصور أو أجهزة التواصل المعززة والبديلة (AAC). يجب على المعالجين تكييف استراتيجيات التواصل والتعليم الخاصة بهم لتتماشى مع طريقة التواصل المفضلة للفرد، مما يضمن أن التعليمات والتوقعات واضحة ومفهومة.
4- احترام الاستقلالية والاختيار: الاستقلالية والاختيار من المبادئ الأساسية للممارسة الأخلاقية في تحليل السلوك. لذا يجب تمكين الأفراد المصابين بالتوحد من اتخاذ خيارات ذات معنى والمشاركة بنشاط يتضمن صنع القرار المتعلق بأهداف تدخلهم ومفضلاتهم. إن توفير فرص الاختيار خلال جلسات العلاج، مثل اختيار المعززات أو الأنشطة المفضلة، يعزز الشعور بالاستقلالية ويعزز الدافعية الداخلية.
5- العوامل الثقافية والتنوع: تلعب العوامل الثقافية، بما في ذلك اللغة وديناميكيات الأسرة وقيم المجتمع، دورًا مهمًا في تشكيل تجارب الفرد وما يرغبون به، يجب أن يتعامل الاختصاصيين مع تخطيط التدخل بكل تواضع مع مراعاة الحساسية الثقافية ، مع الاعتراف واحترام تنوع الخلفيات ووجهات النظر داخل مجتمع التوحد وذوي الاضطرابات التطورية الأخرى.
ومن خلال التمسك بالمبادئ الأخلاقية والانخراط في التطوير المهني المستمر، يمكن للمعالجين التأكد من أن ممارساتهم تتمتع بأعلى معايير النزاهة والكفاءة واحترام الأفراد الذين يخدمونهم. كما يحتاج جميع الأطفال إلى المساعدة والدعم لتطوير الوظائف التنفيذية.
المصادر:
لاتوجد تعليقات